تحت وقع التفجيرات والرصاص.. إسرائيل تخلي قسرا مجمع الشفاء في غزة

السبت 18 نوفمبر 2023 01:14 م

أخلى جيش الاحتلال الإسرائيلي وبشكل قسري، السبت، المئات من المرضي والأطقم الطبية، على وقع التفجيرات والرصاص، بعد المهلة التي أعطاها الجيش لإخلاء المستشفى الأكبر في غزة، والتي قدرت بنحو ساعة واحدة فقط، وهو ما وصفته الصحة الفلسطينية بأنه "جريمة حرب كبرى وإبادة للشعب الفلسطيني".

ووفق مصدر طبي فلسطيني، فإنه جرى إخلاء مستشفى الشفاء في غزة من معظم الأطباء والمرضى والنازحين، فيما يلا يزال الأطفال الخدج وعشرات المرضى وبعض الأطباء، داخل مستشفى الشفاء.

تابع المصدر، أن معظم الأطباء والمرضى والنازحين المتواجدين في مجمع الشفاء الطبي أخلوا المشفى باتجاه مستشفيات أخرى في وسط غزة.

وأشار المصدر، إلى أن مئات المرضى تم إجلاؤهم بالفعل سيراً على الأقدام، وكذلك عشرات الأطباء غادروا المستشفى، بالإضافة للنازحين المتواجدين هناك.

ووصف المصدر "المشهد بأنه "كان مأساوياً"، حيث اضطر المرضى للمغادرة على كراسي متحركة لمسافة تزيد عن كيلومترين.

فيما قال متحدث من داخل المجمع الطبي، إن قوات الاحتلال اقتحمت المستشفى، واختطفت جثث 15 شهيدا من المقبرة التي تم حفرها داخل المستشفى وضمت 80 شهيدا.

كما أشار المتحدث، إلى أن الاحتلال اختطف أيضا جثث 130 شهيدا من المقبرة الجماعية التي تم حفرها في باحات الشفاء.

من جانبه، قال المدير العام لوزارة الصحة بغزة منير البرش، إن 120 جريحا من أصل 650 لا يزالون داخل المجمع، يشرف عليهم 5 أطباء فقط.

وأضاف: "الأطفال الخدج لا يزالون داخل المستشفى، ونحن على تواصل مع الصليب الأحمر بشأنهم"، وضع لافتا إلى أن حال المستشفى "صعب جدا".

وتابع، عقب خروجه من المجمع: "نتوجه الآن نحو الجنوب والمشاهد مزرية، قطعنا مسافة كيلومترين مشيا والمنطقة مدمرة بالكامل.. نسمع الجرحى ولا نستطيع مساعدتهم".

ولفت البرش إلى أن كثير من الأطفال والكبار لم يتمكنوا من مواصلة السير.

وكشف أن جنود الاحتلال تحولوا داخل المستشفى أثناء إجلائهم منها، لافتا إلى أن قناصتهم انتشروا في كل مكان.

أما مدير عام المستشفيات في قطاع غزة محمد زقوت، فوصف الوضع بـ"الكارثي، حيث اضطر المرضى للمغادرة سيراً على الأقدام في ظروف مأساوية".

وكشف عن استشهاد كل مرضى العناية المركزة في مستشفى الشفاء البالغ عددهم 22، بالإضافة إلى 6 من مرضى غسل الكلى، منيجة منع الكهرباء والمياه عن المستشفى منذ أكثر من أسبوع.

وتوقع زقوت أن يفقد عشرات الجرحى حياتهم في الطريق بعد طردهم من مجمع الشفاء، لافتا إلى أن مستشفيات الجنوب لا تتسع للعدد الكبير للجرحى والمرضى الذين أخلوا من مستشفى الشفاء.

أما وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، فقالت إن ما يحدث في مستشفى الشفاء هو "جريمة حرب كبرى وجريمة إبادة ضد الشعب الفلسطيني".

وأضافت: "أبلغنا منظمة الصحة العالمية أن بإمكاننا استضافة عدد من المصابين بمستشفى الشفاء في الضفة الغربية".

وصباح السبت، قال مصدر طبي، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي أمهل الأطباء والمرضى والنازحين لإخلاء مجمع الشفاء الطبي في غزة خلال ساعة.

وعبر مكبرات صوت واتصال مع مدير مستشفى الشفاء محمد أبو سلمية، طالب جيش الاحتلال إخلاء المجمع بكل من فيه، من مرضى ومصابين ونازحين وطاقم طبي والتوجه مشيا نحو شارع البحر، ومنحهم ساعة واحدة للقيام بذلك".

بيد أن متحدث جيش الاحتلال للإعلام العربي أفيخاي أدرعي، زعم أن الجيش لم يطلب إجلاء المرضى أو الطواقم الطبية من مستشفى الشفاء في غزة.

وأضاف: "نؤكد أنه في حال ورود طلب لتنسيق عملية نقل طبي من مستشفى الشفاء سيعمل الجيش للسماح بذلك ونقل المرضى إلى مستشفيات أخرى"، حسب زعمه.

وادعى أدرعي أن الحديث يجري عن نازحين كانوا يقيمون بالمستشفى، وطلبوا مغادرتها، من خلال مدير المستشفى، وقال إن "الجيش الإسرائيلي استجاب، للطلب من خلال توفير ممر آمن".

وأضاف أن الطواقم الطبية ستبقى داخل المستشفى لخدمة المرضى الذين لا ينوون أو لا يستطيعون الإجلاء منه.

من جانبه، كذب زقوت، رواية الجيش الإسرائيلي، التي قال فيها إنه لم يطلب إخلاء مجمع الشفاء الطبي، وإن إدارة المستشفى هي من طلبت الإخلاء طوعاً.

وقال زقوت، لوكالة أنباء "العالم العربي"، إن المستشفى تلقى اتصالاً من الجيش الإسرائيلي الذي حدد مدة ساعة للمرضى والأطباء والنازحين للخروج من المستشفى.

وعقب الإخلاء، قال شهود عيان، إن الجيش الإسرائيلي حوّل المستشفى إلى ما يشبه الثكنة العسكرية.

واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ أيام مستشفى الشفاء، وهو أكبر مجمع طبي في قطاع غزة، وقامت بتحويله إلى سجن كبير بعد منع الدخول إليه والخروج منه وتفجيرها مستودعا للأدوية وأجهزة طبية وإطلاق النار على كل ما يتحرك، وفق مصادر من داخله.

والجمعة، قال أبو سلمية، إن كل من في المستشفى يتعرضون للإبادة الجماعية.

تحوّلت مدينة غزة ومناطق شمالي القطاع إلى مسرح عمليات عسكرية وأمنية تنفذها قوات من الجيش الإسرائيلي، وبينما يقول الأخير إنه "ينتشر في كل منطقة" وينفذ مداهمات في عدة مواقع بينها مجمع "الشفاء" الطبي الذي لم يُرصد خلال الأيام الماضية أي ظهور لمقاتلي "حماس" في النقاط المستهدفة حوله.

ويقول المراقبون إنه "لا وجود لمستشفى مؤهل جنوبي قطاع غزة، فالحالات الخطرة عادة يتم تحويلها من جنوبي وشمالي القطاع إلى مجمع الشفاء".

ومجمع الشفاء يعد أكبر مؤسسة صحية تقدم خدمات طبية في قطاع غزة، وتأسس عام 1946 وتطور مع الوقت فأصبح أكبر مجمع طبي يضم 3 مستشفيات متخصصة، ويعمل فيه 25% من العاملين في المستشفيات بقطاع غزة كله، واستقبل آلاف المرضى والنازحين الذين لجؤوا إليه للاحتماء فيه.

ويتعرض المجمّع لحصار من قبل الجيش الإسرائيلي منذ أسابيع، كما تعرضت أجزاء منه لقصف إسرائيلي خلال الأيام الماضية.

ويؤدي المجمع دوراً أساسياً في إيواء النازحين خلال الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ 43 يوماً، إذ نزح إليه أكثر من 40 ألف شخص، في بحثهم عن مكان آمن من الغارات التي استهدفت منازل ومناطق سكنية بأكملها.

ومساء الجمعة، حمّلت وزارة الخارجية الفلسطينية إسرائيل كامل المسؤولية عن حياة آلاف المحاصرين داخل مجمع الشفاء الطبي في غزة، وبينهم أطفال خدّج وحديثو الولادة ومرضى وجرحى وطواقم طبية ونازحون.

وقالت الخارجية الفلسطينية في بيان، إن "الاحتلال يفرض حصارا عسكريا مشددا على مجمع الشفاء الطبي، ويحرم المواطنين المتواجدين بداخله من أبسط احتياجاتهم الإنسانية من غذاء وماء ودواء ووقود، في ظل انتشار جثث الشهداء وتحللها"، لافتة أيضا إلى "سيطرة الاحتلال على الصيدلية المركزية في المجمع، مما حوله إلى سجن كبير".

وحسب وزارة الصحة في قطاع غزة، ليل الجمعة/السبت، فإنه منذ 8 أيام لم تدخل إلى مجمع الشفاء أي إمدادات طعام ولا ماء مؤكدة وفاة 51 من المرضى بينهم 4 من الأطفال الخدج خلال هذه الفترة.

وقالت إن مجمع "الشفاء أصبح معزولا عن العالم تماما بسبب انقطاع الاتصالات المرضى يتضورون جوعا.. القمامة المتراكمة تشكل مهددا جديدا للمحاصرين فيه".

ومنذ 43 يوما يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلفت أكثر من 12 ألف شهيد، بينهم 5 آلاف طفل و3 آلاف و300 امرأة، فضلا عن أكثر من 30 ألف مصاب، 75% منهم أطفال ونساء، وفق أحدث إحصاء رسمي فلسطيني، صدر مساء الجمعة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الشفاء مجمع الشفاء إخلاء مرضى إسرئايل غزة الرصاص تفجيرات

الجارديان: إسرائيل فشلت في إثبات مزاعم استخدام حماس لمجمع الشفاء كمقر عسكري

مدير عام مستشفيات غزة: مجازر اليوم تسفر عن ألف شهيد

CNN تشكك في رواية إسرائيل بشأن أسلحة مجمع الشفاء

مستشار سابق للبيت الأبيض: إسرائيل لم تثبت وجود مركز لحماس بمستشفى الشفاء

مجمع الشفاء بات منطقة موت.. ودلائل على تزييف إسرائيل لمشهد الأسلحة داخله

قسوة الإخلاء وعذاب النزوح.. أطباء مجمع الشفاء يروون ما جرى معهم

بنتاجون حماس ومستشفى الشفاء.. 3 مزاعم لدعاية إسرائيلية فاشلة