بنتاجون حماس ومستشفى الشفاء.. 3 مزاعم لدعاية إسرائيلية فاشلة

الأربعاء 22 نوفمبر 2023 11:36 ص

مع تجاوز عدد الشهداء في غزة الـ 14 ألف فلسطيني، بينهم أكثر من 5800 طفل، سعت آلة دعاية الجيش الإسرائيلي عبر 3 مزاعم بشأن مستشفى الشفاء كذريعة لتبرير ما لا يمكن تبريره، لكن هذه المعركة الدعائية فشلت، بحسب جيريمي سكاهيل في تقرير بموقع "ذا إنترسبت" الأمريكي (The Intercept).

وقال سكاهيل، في التقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إن استراتيجية إسرائيل تركز على الاعتقاد بأنه إذا تمكن جيشها من إقناع العالم بأن حركة "حماس" استخدمت مستشفى الشفاء في شمال قطاع غزة كقاعدة للعمليات العسكرية، فإن كل القصف الشامل على مخيمات اللاجئين والمدارس والمستشفيات سيتم تبريره بأثر رجعي.

ومنذ 47 يوما، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت أكثر من 14 ألفا و128 شهيدا فلسطينيا، بينهم أكثر من 5 آلاف و840 طفلا و3 آلاف و920 امرأة، فضلا عن أكثر من 33 ألف مصاب، 75% منهم أطفال ونساء، وفقا للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

وتابع سكاهيل أن "ادعاء إسرائيل بأن المقر الرئيسي لحماس يقع داخل مجمع المستشفى المترامي الأطراف أو تحته ليس جديدا، لكنه مؤشر على أنها تريد أن تجعلها القضية المركزية للرد على منتقدي حملتها العشوائية لقتل المدنيين".

وأضاف أن "إسرائيل اتهمت الصحفيين والأمم المتحدة والأطباء والممرضات بأنهم جزء من مؤامرة لإخفاء استخدام "حماس" للمستشفى كمركز قيادة عسكري".

وزاد بأن طاقم المستشفى، بالإضافة إلى طبيب أوروبي عمل فيه لسنوات، ينفون بشدة أن "حماس" تستخدمه لأي غرض عسكري، كما تنفي الحركة ذلك.

أدلة مزعومة

بعد إدعاء إسرائيل أن المستشفى بمثابة "بنتاجون (مقر وزارة الدفاع الأمريكية) حماس، وهي رواية عززتها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن علنا، أصدر الجيش جولته الأولى من الأدلة المزعومة، وهي عدد قليل من البنادق الآلية وسترة قتالية عليها شعار حماس"، بحسب سكاهيل.

وتابع: "وباستثناء أشد مؤيدي إسرائيل إصرارا، بدا أن هذا الجهد لم يقدم أي تأكيدات حول أهمية المستشفى لعمليات حماس".

ولفت إلى أن "الجيش الإسرائيلي عرض للجمهور نموذج فيديو ثلاثي الأبعاد يزعم أنه تصوير لمخبأ متقدم للقيادة والسيطرة تحت الأرض تستخدمه حماس. لذا فإن أول محاولة إسرائيلية لبيع القضية باءت بالفشل".

سكاهيل قال إن "جهودا أخرى عديدة لإنتاج مقاطع فيديو لما زعمت إسرائيل أنه دليل على وجود قاعدة كبيرة لحماس قوبلت بسخرية وتشكيك واسعين في وسائل الإعلام والتواصل الغربية".

نفق محصن

والأحد الماضي، كما تابع سكاهيل، نشرت إسرائيل مقطعي فيديو جديدين زعمت أنهما يوثقان نفقا محصنا بطول 55 مترا يقع أسفل المستشفى بعشرة أمتار.

وأوضح أن لقطات الكاميرا، المفترض أنه تم تصويرها باستخدام مركبة يتم توجيهها عن بعد، تنتهي بما قالت إسرائيل إنه باب مقاوم للانفجار مزود بفتحة إطلاق نار تسمح لـ"حماس" بمهاجمة أي قوات إذا حاولت اختراق مركز القيادة والتحكم المزعوم.

وشدد سكاهيل على أنه "ليس سرا أن غزة (احتلتها إسرائيل بين 1967 و2005) تضم أنفاقا واسعة النطاق تحت الأرض. وعلى مدى العقدين الماضيين، قامت إسرائيل بعمليات لتدمير أجزاء من شبكات الأنفاق، وكثيرا ما تفاخرت بنجاحاتها في ذلك".

وأردف أنه "من المعروف أيضا أنه توجد أنفاق وغرف تحت المستشفى، وقد بنتها إسرائيل نفسها في أوائل الثمانينات" أثناء احتلالها للقطاع الذي يعيش فيه حاليا نحو 2.3 مليون فلسطيني تحاصرهم إسرائيل منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية في عام 2006.

وقال تسفي إلحياني، مؤسس أرشيف الهندسة المعمارية الإسرائيلية، لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية مؤخرا، إن "إسرائيل جددت ووسعت مجمع المستشفى، بمساعدة أمريكية، في مشروع شمل أيضا حفر أرضية خرسانية تحت الأرض".

فيما ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن "الإدارة المدنية الإسرائيلية شيدت المبنى رقم 2 لمجمع المستشفى، والذي يحتوي على قبو إسمنتي كبير يضم مغسلة المستشفى والخدمات الإدارية المختلفة".

وهذا ما أقر به أيضا رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك بقوله، في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" مؤخرا: "كنا ندير المكان قبل عقود، لقد ساعدناهم على بناء هذه المخابئ لتوفير مساحة أكبر لتشغيل المستشفى".

أسير مصاب

وفي زعم ثالث، نشرت إسرائيل ما تقول إنها لقطات كاميرات مراقبة من داخل المستشفى تم تسجيلها في أعقاب هجوم "حماس"، وتدعي أن الفيديو يصور مقاتلين يدخلون المستشفى ومعهم أسيرين، تايلاندي ونيبالي، وأحدهما مصاب على نقالة، كما أردف سكاهيل.

وردا على اعتداءات الاحتلال المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، شنت "حماس" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي هجوما في مستوطنات محيط غزة، قتلت خلاله 1200 إسرائيلي وأصابت 5431 وأسرت نحو 239 ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 7 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون الاحتلال.

وتابع سكاهيل: "على افتراض أن مقاتلي حماس أحضروا أسيرا مصابا لتلقي العلاج، فما الذي تعتقد إسرائيل أنه كان ينبغي على طاقم المستشفى فعله؟. على الأطباء التزام أخلاقي بمعالجة جميع الجرحى، وليس من وظيفتهم العمل كعناصر شرطة أو استخبارات".

وخلص إلى أن "إدارة بايدن أطلقت ادعاءات حول المستشفى لتوفير غطاء وقائي لإسرائيل لمداهمته.. وعلى الحكومة الإسرائيلية ورعاتها في إدارة بايدن مسؤولية إثبات هذه الادعاءات".

واستطرد: "يجب أن تكون هذه الأدلة قوية بما يكفي لتثبت أن كل المعاناة والوفيات التي تعرض لها المرضى والأطباء والممرضون في المستشفى كانت مبررة بموجب القانون، فضلا عن المبادئ الأساسية للتناسب والأخلاق".

ولفت إلى أن العاملين في المستشفى اتهموا إسرائيل بالتسبب في مقتل مدنيين في المستشفى، بينهم أطفال حديثي الولادة في وحدة العناية المركزة؛ جراء انقطاع التيار الكهربائي؛ بسبب نفاد الوقود في ظل الحصار الإسرائيلي للمستشفى.

وفي 18 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، زار فريق إنساني تابع للأمم المتحدة، بقيادة منظمة الصحة العالمية، المستشفى ووصفوا المجمع بأنه "منطقة موت"، فآثار القصف وإطلاق النار واضحة، وتوجد "مقبرة جماعية" عند مدخل المستشفى قيل إنه تم دفن أكثر من 80 شخصا فيها؛ لعدم التمكن من دفنهم في الخارج جراء الحصار والقصف الإسرائيلي.

المصدر | جيريمي سكاهيل/ ذا إنترسبت - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

بنتاجون حماس مستشفى الشفاء مزاعم دعاية إسرائيل طوفان الأقصى

وزير خارجية إيران: الوقت ليس في صالح الكيان الإسرائيلي وأمريكا

جيش الاحتلال يعتقل مدير مستشفى الشفاء في غزة

تفاصيل اعتقال الاحتلال لمدير مستشفى الشفاء محمد أبو سليمة

الاحتلال يفجر مرافق مستشفى الشفاء قبل انسحابه

خارج الغرب "المتعصب".. لهذا لا تتمتع آلة الدعاية الإسرائيلية بأي مصداقية

انتقادات حادة لمسؤولة أردنية بالأمم المتحدة تعاطفت مع الاحتلال ضد المقاومة