خارج الغرب "المتعصب".. لهذا لا تتمتع آلة الدعاية الإسرائيلية بأي مصداقية

الاثنين 4 ديسمبر 2023 11:46 ص

بعد وقت قصير من هجوم حركة "حماس" على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، دخلت آلة الدعاية الإسرائيلية في حالة تأهب قصوى لتنفيذ حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال حاليا في قطاع غزة، لكن هذه الدعاية لا تتمتع بأي مصداقية خارج الغرب، فلدى الاحتلال "سجل مذهل من الأكاذيب".

تلك القراءة طرحها جوزيف مسعد، في مقال بموقع "ميدل إيست آي" البريطاني (MEE) ترجمه "الخليج الجديد"، مشيرا إلى هجوم "طوفان الأقصى"، الذي شنته "حماس" ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية بمحيط غزة؛ ردا على جرائم لاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته.

وفي هذا الهجوم، قتلت "حماس" نحو 1200 إسرائيلي وأصابت 5431 وأسرت حوالي 239، بينهم عسكريون برتب رفيعة، بادلت العشرات منهم، خلال هدنة استمرت 7 أيام حتى 1 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، مع الاحتلال الذي يحتجز في سجونه آلاف الفلسطينيين، بينهم أطفال ونساء.

وقال مسعد إنه "في العالم الغربي المتعصب للبيض والمستعد لتصديق أي ادعاء إسرائيلي بشأن الفلسطينيين"، قامت آلة الدعاية الإسرائيلية بـ"شر ادعاءات شنيعة عن (أن "حماس" قامت بـ) قطع رؤوس أطفال وحرقهم واغتصاب جماعي للنساء".

وتابع أن "وسائل الإعلام الغربية الرئيسية بدأت تتراجع بهدوء عن العديد من هذه الادعاءات (بعد اكتشاف كذبها)، بينما يواصل الرئيس (الأمريكي) جو بايدن (الداعم القوي لإسرائيل) بلا خجل الترويج لها باعتبارها حقائق".

وأردف أن "تقارير (إسرائيلية) كشفت عن أن القصف الإسرائيلي لمنازل وقواعد عسكرية إسرائيلية (خلال هجوم حماس) تسبب في مقتل جنود إسرائيليين وإحراق منازل وتدمير أخرى، ومع ذلك، فإن مثل هذا الكشف لم يثن وسائل الإعلام والحكومات الغربية عن ترديد افتراءات إسرائيل العنصرية".

أكاذيب الاحتلال

أما بالنسبة للعالم العربي، "ففي حين قبل الكثيرون حصيلة القتلى المزعومة في إسرائيل، فإن المشاعر السائدة في العالم العربي وجدت أن ادعاءات إسرائيل الأكثر غرابة يصعب تصديقها. ونفت حماس نفسها استهداف المدنيين الإسرائيليين"، كما زاد مسعد.

واستدرك: "لكن الشكوك السائدة بين العرب لا علاقة لها بالتحيز الواعي أو غير الواعي ضد الدولة اليهودية؛ فافتقار إسرائيل إلى المصداقية هو السبب وراء عدم تصديق معظم الناس لمزاعمها".

وأرجع ذلك إلى أنه "منذ عام 1948، راكمت إسرائيل سجلا مذهلا من الأكاذيب والأساطير والافتراءات، تماما كما فعلت الحركة الصهيونية منذ ولادتها".

و"على مدى السنوات الـ75 الماضية، عمل الباحثون العرب والأوروبيون بشكل مكثف على فضح هذه الأكاذيب. ومنذ منتصف الثمانينيات، كشف المؤرخون الإسرائيليون أيضا عن افتراءات إسرائيل من خلال أرشيفاتها الرسمية والعسكرية"، بحسب مسعد.

واعتبر أن "أكبر كذبة إسرائيلية على الإطلاق هي أساسها، الذي ارتكز على الجريمة الصهيونية الكبرى المتمثلة في التطهير العرقي. وبين 30 نوفمبر (تشرين الثاني) 1947 و14 مايو (أيار) 1948، عندما أعلن المستعمرون إنشاء دولة إسرائيل، طرد الصهاينة 400 ألف فلسطيني من منازلهم و350 ألف آخرين بحلول ديسمبر (كانون الأول) 1948".

واستطرد: "وخلال حرب التطهير العرقي، ارتكبت العصابات الصهيونية عشرات المجازر وجرائم عنف، بينها اغتصاب فلسطينيات. ومع ذلك، ورغم كل الأدلة، تواصل إسرائيل ودعاتها الكذب بالإصرار على أن الفلسطينيين لم يُطردوا وأنهم غادروا بمحض إرادتهم".

ابتكار إسرائيلي

و"إحدى أكاذيب إسرائيل العديدة بعد عام 1967 هي أنها كانت تحتجز الأراضي الفلسطينية المحتلة وسكانها الفلسطينيين كرهائن حتى يوافق العرب على الاعتراف بها وعقد اتفاقيات سلام معها"، كما أردف مسعد.

وأضاف أن "ممارسة أخذ المدنيين كرهائن للمساومة على إطلاق سراح السجناء هي في الواقع ابتكار إسرائيلي.. ففي ديسمبر (كانون الأول) 1955، شنت إسرائيل غارة على سوريا، مما أسفر عن مقتل 56 سوريا، بينهم ثلاث نساء، واختطاف 30 سوريا كرهائن لمبادلتهم بأربع جنود إسرائيليين تم أرسهم بعد أن اخترقوا حدود سوريا".

مسعد تابع أنه "في حين أن احتجاز الرهائن المدنيين هو عمل غير قانوني، فإن المحاولات الغربية لتصوير الفلسطينيين على أنهم "همجيون" لقيامهم بذلك، مع تجاهل الجرائم الإسرائيلية، هي جزء لا يتجزأ من الدعاية المستمرة".

وزاد بأنه "لم يقم الإسرائيليون "المتحضرون" بارتكاب هذه الممارسة (احتجاز رهائن مدنيين) فحسب، بل وضعوا في زنزاناتهم ما يزيد عن 9 آلاف مختطف فلسطيني، واختطفوا 3290 فلسطينيا، بينهم مئات النساء والأطفال، من الضفة الغربية والقدس الشرقية منذ 7 أكتوبر الماضي".

وشدد على أنه "منذ 1967، تحتجز إسرائيل الشعب الفلسطيني بأكمله كرهائن في الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية، ومنذ 2006، تحبس سكان غزة في أكبر سجن مفتوح في العالم، والآن تقوم بذبحهم ما لم يوافقوا على التهجير الذاتي إلى سيناء المصري".

ومنذ 7 أكتوبر، يشن جيش الاحتلال حربا مدمرة على غزة، تخللتها هدنة لمدة 7 أيام انتهت في 1 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، وخلّفت 15 ألفا و523 شهديا فلسطينيا و41 ألفا و316 جريحا، بالإضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.

و"بغض النظر عن مدى فضح أكاذيبها بانتظام، فإن إسرائيل تمضي في دعايتها دون أن تعيقها الحقائق، وهي متأكدة من أن افتراءاتها تحظى دائما بالمصداقية لدى الإسرائيليين والغربيين؛ لأنها مدعومة بالعنصرية المناهضة للفلسطينيين والمعادية للعرب والمسلمين"، كما أضاف مسعد.

واستدرك: "لكن خارج الغرب، وخاصة في العالمين العربي والإسلامي، لا تتمتع الدعاية العنصرية الإسرائيلية بأي مصداقية على الإطلاق".

المصدر | جوزيف مسعد/ ميدل لإيست آي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الغرب إسرائيل آلة دعاية مصداقية الاحتلال أكاذيب

الدفاع الإسرائيلية: الحرب البرية ضد حماس صعبة ولكنا أحرزنا تقدما جيدا