الجمعة الماضي.. العالم يتجاوز عتبة الاحتباس الحراري الحرجة لأول مرة

الاثنين 20 نوفمبر 2023 10:19 ص

من المحتمل أن يكون كوكب الأرض قد تجاوز عتبة الاحتباس الحراري الحرجة لفترة وجيزة، الجمعة الماضي، وذلك للمرة الأولى منذ بدء حفظ السجلات على الأقل.

ووفق تقرير لموقع "أكسيوس" وترجمه "الخليج الجديد"، فإنه تم التوصل إلى هذه النتيجة من خلال مجموعة بيانات حصل عليها المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية متوسطة المدى (ECMWF).

وأشارت هذه البيانات إلى أن الجمعة، كان اليوم الأول المُسجَل الذي يتجاوز فيه متوسط درجة حرارة السطح العالمية درجتين مئويتين، مقارنة بمستويات ما قبل الصناعة.

ونقل الموقع عن نائبة مدير خدمة "كوبرنيكوس" لتغير المناخ سامانثا بيرجيس، قولها في منشور على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، الأحد: "تشير تقديراتنا إلى أن هذا كان اليوم الأول الذي تكون فيه درجة الحرارة العالمية أكثر من درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الصناعة، عند 2.06 درجة مئوية".

وعند مقارنته بمتوسط درجة حرارة السطح العالمية خلال الفترة بين عامي 1991-2020، فإن المتوسط العالمي ليوم الجمعة الماضي يعد أعلى منه بـ 1.17 درجة مئوية.

وحذر "أكسيوس"، من أن ارتفاع متوسط درجة حرارة سطح الأرض إلى أكثر من درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، يشير إلى مدى سرعة ارتفاع درجة حرارة الكوكب، فضلاً عن بعض الظواهر الجوية المتطرفة التي قد باتت ممكنة الآن.

ولكنه أفاد بأن تجاوز عتبة الدرجتين المئويتين في يوم واحد لا يعني أن هدف اتفاق باريس للمناخ، المتمثل في إبقاء الاحتباس الحراري العالمي عند مستوى "أقل بكثير" من هذه النسبة، قد تم تجاوزه.

ويشير الاتفاق إلى المتوسط بشكل طويل الأجل على مدى عقدين أو أكثر، وليس يوم أو شهر أو حتى سنة واحدة.

يذكر أن تحديد هدفي الدرجة ونصف الدرجة والدرجتين كان من قبل الزعماء السياسيين، ولكن البحث العلمي يعزز الحجة القائلة بأنه إذا تجاوز الاحتباس الحراري الهدف الأكثر صرامة، فإن احتمالات حدوث كوارث مناخية مدمرة، وربما لا رجعة فيها سوف تتزايد بشكل كبير.

ورأي التقرير أن تسجيل الرقم القياسي هذا يتماشى مع عام 2023 الذي تم فيه تحطيم العديد من الأرقام القياسية المرتبطة بالمناخ، إذ إنه في طريقه لأن يكون العام الأكثر سخونة على الإطلاق على مستوى العالم.

وأوضح أن الرقم الذي تم تسجيله الجمعة "يظل مؤقتاً" لأنه مازال يخضع للتعديل للتأكد من مدى دقته، قائلاً إن المعلومات اللاحقة من المصادر الأخرى وطرق القياس المختلفة قد تؤكده أو تختلف عنه قليلاً.

وكان سبتمبر/أيلول الماضي، هو الشهر الأكثر سخونة على الإطلاق.

كما شهد هذا العام، أكبر هامش في ارتفاع درجة حرارة عن كل الأرقام القياسية الشهرية عبر التاريخ، إذ سجلت كل الشهور منذ مايو/أيار الماضي أرقاماً قياسية شهرية لدرجات الحرارة العالمية.

وقد اجتاحت موجات الحر أجزاء كبيرة من العالم، من جنوب الولايات المتحدة إلى إفريقيا وأمريكا الجنوبية والصين واليابان.

والصيف الماضي، ارتفع متوسط درجة حرارة السطح العالمية لأول مرة إلى مستوى قياسي، وتجاوز هدف باريس البالغ 1.5 درجة، وهو ما فاجأ بعض العلماء، ومن المرجح الآن أن يكون هذا الشهر أيضاً هو نوفمبر/تشرين الثاني، الأكثر سخونة على الإطلاق".

كما يُظهر تقرير صدر الأسبوع الماضي، الطرق التي يتسبب بها تغير المناخ بالفعل في إحداث الفوضى في الولايات المتحدة، على سبيل المثال.

وفي حين يُنظر إلى تغير المناخ الناجم عن أنشطة بشرية باعتباره المحرك الأكبر للزيادة الطويلة الأجل في درجات الحرارة والدفء غير المسبوق هذا العام، فإن ظاهرة "النينيو" القوية في المحيط الهادئ الاستوائي، تساعد في ضخ المزيد من الحرارة إلى النظام المناخي.

يؤدي هذا إلى زيادة درجات الحرارة، مما يؤدي بسهولة إلى وصولها إلى مستويات قياسية.

واختتم التقرير بتوقع أن يتم الاستشهاد بهذا الرقم القياسي الجديد، مثل بعض الأرقام الأخرى التي تم تسجيلها خلال العام الجاري، في المفاوضات التي ستتم في قمة المناخ (كوب-28) في دبي، والتي تبدأ في 30 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

المصدر | أكسيوس - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الاحتباس الحراري المناخ الجمعة درجات الحرارة

خبراء: 2024 قد يكون الأكثر سخونة في التاريخ