خبراء: 2024 قد يكون الأكثر سخونة في التاريخ

السبت 30 ديسمبر 2023 10:28 ص

قد يكون عام 2024 أكثر سخونة من عام 2023 الحار بشكل مذهل، والذي شهد أحداثًا مناخية مميتة في كثير من الأحيان في جميع أنحاء العالم.

هكذا تحدث تقرير لموقع "أكسيوس" الأمريكي وترجمه "الخليج الجديد"، مؤكدا أن كون عام 2024 الأكثر سخونة من شأنه أن يضفي مصداقية على الفرضية القائلة بأنّ ظاهرة الاحتباس الحراريّ تتسارع.

وينقل التقرير عن عالم المناخ في جامعة "تكساس إيه آند إم" أندرو ديسلر، القول: "إذا اتبعت الأمور النمط الطبيعي، فيجب أن يكون عام 2024 أكثر سخونة قليلًا من عام 2023".

وأدى الجمع بين الاحتباس الحراريّ العالميّ الذي يسببه الإنسان نتيجة لحرق الوقود الأحفوريّ للحصول على الطاقة، إلى جانب إزالة الغابات، بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل ظاهرة النينيو التي تحدث بشكل طبيعي، إلى تعزيز الدفء القياسي لعام 2023، ما أذهل الكثيرين في المجتمع العلمي.

وشهد العام الماضي، عدة كوارث مثل الفيضانات القاتلة في ليبيا واليونان، نتيجة ارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية بشكل غير مسبوق، إلى جانب حرارة المحيطات التي حطمت الأرقام القياسية.

وربطت الدراسات العديد من هذه الأحداث مباشرة بتغير المناخ، ما أدى إلى جدل بين بعض علماء المناخ حول معدل الاحتباس الحراري، الذي بدأ يتسارع في السبعينيات، وربما يتسارع الآن.

وتؤدي أحداث النينيو أيضًا إلى ارتفاع درجات الحرارة السطحية، للدرجة التي جعلت العام الحالي الأكثر دفئًا على الإطلاق.

وفي السياق، تقول كبيرة المتنبئين بظاهرة النينيو في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) ميشيل لوريوكس، إنّ هذه الظاهرة قد تتلاشى في الربيع المقبل، وتفسح المجال أمام ظاهرة النينيا، والتي ستتميز بمياه أكثر برودة من المتوسط في مناطق المحيط الهادئ.

وإذا حدث ذلك، فقد يكون عام 2024 من بين الأعوام الخمسة الأكثر دفئًا من دون تجاوز عام 2023.

فيما يقدر رئيس معهد غودارد لدراسات الفضاء التابع لناسا في نيويورك جافين شميدت، أنّ درجات الحرارة في عام 2024 ستتفوق على سجلات عام 2023.

ويستند في ذلك إلى الاتجاهات طويلة المدى وشدة ظروف ظاهرة "النينيو" المتوقعة خلال الفترة من ديسمبر/كانون الأول إلى فبراير/شباط.

أما العالم في مؤسسة "بيركلي إيرث" روبرت رود، فيقول: "خلال السنة الأولى النموذجية لظاهرة النينيو، نشهد ارتفاعًا في درجات الحرارة العالمية في الأشهر القليلة الأخيرة من العام تليها ظروف دافئة للغاية خلال الأشهر الأولى من العام التالي".

ويضيف رود: ""لقد كان هذا العام غريبًا بما فيه الكفاية، وقد شوهدت مستويات استثنائية من درجة حرارة في وقت مبكّر جدًا من تطور ظاهرة النينيو، لدرجة أنني مترددة بعض الشيء في افتراض أنها ستتبع بالضرورة النمط نفسه الذي رأيناه في الماضي".

وشهد العام الجاري، الشهر الأكثر سخونة على الإطلاق في سبتمبر/أيلول الماضي، وشهد أيضاً أكبر هامش في ارتفاع درجة حرارة عن كل الأرقام القياسية الشهرية في التاريخ، إذ سجلت كل الشهور منذ مايو/أيار الماضي أرقاماً قياسية شهرية لدرجات الحرارة العالمية.

وقد اجتاحت موجات الحر أجزاء كبيرة من العالم، من جنوب الولايات المتحدة إلى أفريقيا وأمريكا الجنوبية والصين واليابان.

يشار إلى أنه نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أظهرت بيانات أنه كوكب الأرض تجاوز عتبة الاحتباس الحراري الحرجة لفترة وجيزة، وذلك للمرة الأولى منذ بدء حفظ السجلات على الأقل.

ويختتم التقرير بسؤال: كم سنة أخرى مثل هذه يجب أن نمضيها قبل أن تترسخ حقيقة مدى سوء تغير المناخ في وعي الجمهور؟".

المصدر | أكسيوس - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

درجات الحرارة الاحتباس الحراري مناخ أزمة مناخ