ثالث أيام الهدنة.. ترقب لتبادل أسرى دون مشاكل ومشاهد دمار غزة تتكشف

الأحد 26 نوفمبر 2023 07:05 ص

يُرتقب الأحد، الإفراج عن المزيد من الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين، في اليوم الثالث للهدنة بين المقاومة في غزة وإسرائيل، وهو اتفاق واجه صعوبات السبت، عرقلت تنفيذه لساعات، قبل تدخل الوسطاء في قطر ومصر.

وبدأت الجمعة، هدنة قصيرة مدتها 4 أيام، في اتفاق يشمل الإفراج عن نساء وأطفال فلسطينيين معتقلين لدى إسرائيل، يبلغ عددهم 150 امرأة وطفلاً، أعمارهم بين 14 إلى 59 عاماً، وفي المقابل، تلتزم "حماس" بإطلاق سراح 50 امرأة وطفلاً، احتجزتهم بعد الهجوم الذي شنته على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ويتضمن اتفاق الهدنة الإنسانية إدخال مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود إلى كل مناطق القطاع.

وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن تل أبيب تلقت قائمة المحتجزين المتوقع إطلاق سراحهم الأحد، ضمن صفقة تبادل الأسرى.

وقال مكتب رئيس الوزراء في وقت مبكر الأحد، إن إسرائيل تلقت القائمة، وتم نقل المعلومات إلى عائلاتهم، وفق ما أفادت صحف عبرية.

وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن قائمة الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم في وقت لاحق اليوم وصلت لمكتب رئيس الوزراء، "ضمن الخطوط العريضة للإفراج عن المختطفين".

وقالت إن الجهات الأمنية تدقق القائمة، لافتة إلى أنه تم تسليم المعلومات إلى أهالي المحتجزين.

ولم يعرف بعد عدد الأسرى الإسرائيليين الذين سيتم إطلاق سراحهم الأحد، ولا عدد الفلسطينيين في سجون الاحتلال الذي سيتم الغفراج عنهم، إلا أن القاعدة المتفق عليها في اتفاق التهدئة، هو تحرير أسير إسرائيلي مقابل 3 أسرى فلسطينيين.

والأحد، وبعد تأخير دام خمس ساعات، نجحت مساعي قطر ومصر في تذليل صعوبات عرقلت إطلاق الدفعة الثانية من الاسرى الإسرائيليين والفلسطينيين.

وأعلنت قطر، نجاح جهود الوساطة في تذليل العقبات أمام الإفراج عن الدفعة الثانية في صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس.

وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، إن اتصالات أجرتها قطر ومصر مع حركة حماس وإسرائيل، نجحت في تذليل العقبات التي تسببت في تأخير تنفيذ الإفراج عن الدفعة الثانية من الأسرى.

وجدد الأنصاري التعبير عن تقدير بلاده لجهود شريكي الوساطة مصر والولايات المتحدة بتذليل عقبات تنفيذ الاتفاق.

من جانبها، أعلنت "حماس"، أنها تلقت ضمانات من القاهرة والدوحة بأن إسرائيل ستلتزم بما تنص عليه بنود اتفاق الهدنة وتبادل الأسرى، وتحديداً ما يتعلق بإدخال المساعدات إلى شمال قطاع غزة.

وأمام ذلك، تمت الجولة الثانية من صفقة التبادل، حيث أفرجت إسرائيل عن 39 أسيرا فلسطينيا بينهم 6 سيدات و33 طفلا، فيما أفرجت حماس عن 13 إسرائيليا (6 نساء و7 أطفال)، بالإضافة إلى 4 تايلانديين.

وكانت الجولة الأولى من صفقة التبادل، الجمعة، شملت 39 فلسطينيا (24 امرأة و15 طفلا)، فيما أفرجت حماس عن 13 إسرائيليا من النساء والأطفال، بعضهم يحملون جنسية مزدوجة، إضافة إلى 10 تايلنديين وفلبيني واحد، كانوا محتجزين في غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وفي الوقت الذي أعلنت مصر، أن 200 شاحنة مساعدات قد مرت من معبر رفح إلى قطاع غزة الجمعة، مع بدء سريان هدنة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، يتوقع أن يكون ذات عدد الشاحنات قد دخل القطاع في اليوم الثاني، وهو ما سيتكرر الأحد.

فيما كشف الناطق باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" كاظم أبوخلف، عن الوضع الإنساني والصحي الراهن في قطاع غزة، مشيراً إلى الحاجة لإدخال قرابة 700 شاحنة يومياً، لتلبية احتياجات سكان القطاع البالغ عددهم نحو 2.5 مليون مواطن.

إلى ذلك، كثّفت مصر وقطر جهودهما، لبحث إمكانية تمديد الهدنة، إضافة إلى ضمان استمرارها وإطلاق سراح الأسرى دون عوائق.

وقال رئيس هيئة الاستعلامات المصرية (حكومية) ضياء رشوان، السبت، إن اتصالات مكثفة تجريها القاهرة حالياً مع كافة الأطراف، لتمديد فترة الهدنة، لمدة يوم أو يومين إضافيين، بما يعني الإفراج عن مزيد من الأسرى.

وأوضح أن القاهرة تلقت حتى الآن "مؤشرات إيجابية" من كافة الأطراف.

فيما أكد مسؤول مطّلع إن وفداً قطرياً زار إسرائيل السبت، لبحث إمكانية تمديد الهدنة، مشيراً إلى أن فريق العمليات القطري نسّق أيضاً مع مسؤولين إسرائيليين لضمان استمرار الهدنة وإطلاق سراح المحتجزين دون عوائق.

وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، لشبكة "سي إن إن"، إن هناك تقدما إيجابيا بصفة عامة، بشأن الهدنة في غزة، في يومها الثاني.

وأضاف الأنصاري "ما نأمله هو أن الزخم الذي نتج عن إطلاق سراح الأسرى والمحتجزين في هذين اليومين ومن اتفاق الأيام الأربعة، سيسمح لنا بتمديد الهدنة والدخول في مناقشات أكثر جدية حول بقية الأيام".

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية)، أن مسؤولين قطريين وإسرائيليين بحثوا التوصل إلى صفقات مستقبلية بين "حماس" وإسرائيل في الأيام المقبلة، ولم تذكر الهيئة مزيداً من التفاصيل.

من جانبه، توقع الرئيس الأمريكي جو بايدن، إطلاق سراح المزيد من الأسرى خلال الأيام المقبلة، وتمديد الهدنة في غزة، لافتا إلى أن "الإفراج عن أسرى الجمعة هو البداية".

وأضاف في خطاب ألقاه خلال تمضيته عطلة عيد الشكر في نانتاكت بولاية ماساتشوستس: "هناك فرص حقيقية لتمديد هدنة الأيام الأربعة التي دخلت حيز التنفيذ في غزة الجمعة، مشددا على أهمية "إنهاء دائرة العنف في الشرق الأوسط".

وتقول إسرائيل إن الهدنة، ربما يجري تمديدها، إذا أُفرج عن مزيد من الرهائن بمعدل 10 رهائن يومياً.

إلا أن صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" العبرية، نقلت عن مسؤول مشارك في المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل، قوله إن التقارير المتعلقة بتمديد الهدنة القصيرة بين الطرفين بـ"غير صحيحة".

وأضافت الصحيفة أنه "من غير المرجح إلى حد كبير أن يتم الانتهاء من أي اتفاق لتمديد وقف إطلاق النار المؤقت، قبل يوم أو حتى ساعات من انتهاء الهدنة".

وتعهد كلا الطرفين بالعودة إلى القتال، وقال أبوعبيدة المتحدث باسم كتائب القسام الجناح المسلح لحماس في رسالة مصورة، إن هذه "هدنة مؤقتة" ودعا إلى"تصعيد المواجهة... على كل جبهات المقاومة" بما في ذلك الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.

فيما تحدث وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، باللهجة نفسها، قائلاً: "ستكون هذه فترة توقف قصيرة، وفي نهايتها ستستمر الحرب والقتال بقوة كبيرة".

ميدانيا، أمضى أهالي القطاع ليلة ثانية دون قصف جوي ومدفعي ودون تحليق واضح للطيران الحربي الإسرائيلي، بعد أن عاشوا مساء السبت لحظات ترقب وقلق من احتمال انهيار التهدئة نتيجة تجاوزات الاحتلال التي دفعت كتائب "القسام" للإعلام عن تأخير إطلاق الدفعة الثانية من الأسرى.

وكما حدث أمس، أمضى غالبية المواطنين النازحين من سكان محافظات جنوب وادي غزة إلى منازلهم وقضوا ليلتهم فيها أو قرب منازلهم المدمرة، فيما بقي في مراكز الإيواء مئات آلاف النازحين من محافظتي غزة وشمالها.

وأكدت مؤسسات حقوق إنسان فلسطينية، أنه مع التهدئة المؤقتة تكشف جزء من الدمار الهائل الذي خلفته الآلة الحربية الإسرائيلية في المنازل والأعيان المدنية والبنى التحتية، في وقت تستمر التداعيات الإنسانية الكارثية للعدوان والحصار المشدد المفروض منذ بداية العدوان.

وقال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، ومركز الميزان، ومؤسسة الحق، في بيان مشترك، إن "المشاهد الأولية للأماكن التي تمكنت طواقمهم من زيارتها للأحياء المستهدفة في جنوب وادي غزة، إلى جانب ما أمكن الاطلاع عليه من صور ومقاطع فيديو لجانب من التدمير في محافظة غزة وشمالها، يعكس مستوى غير مسبوق في عمليات التدمير الممنهج التي طالت أيضًا العديد من المعالم التاريخية والتراثية في غزة إلى جانب المؤسسات التعليمية".

وأشار البيان إلى أن مشاهدات في بلدة خزاعة شرق خانيونس على سبيل المثال أظهرت عمليات تدمير واسعة للمنازل والمساجد والشوارع، وتكرر ذلك في العديد من المناطق حيث اختفت تجمعات سكنية كاملة.

كما أظهرت مقاطع فيديو وثقها مواطنون وصحفيون في مدينة غزة وبلدات محافظة الشمال، بما في ذلك المناطق التي توغلت فيها قوات الاحتلال ولا تزال تتمركز فيها حتى الآن عمليات تدمير واسعة جدًا كان من الواضح أن هدفها التدمير ولم تعبر عن ضرورة متعلقة بالعمليات العسكرية وفق قاعدة الضرورة والتناسب، وفق البيان.

فيما واصلت الطواقم الطبية، انتشال العديد من جثامين الشهداء وبعضها متحلل في عدة مناطق بقطاع غزة.

وأفادت مصادر محلية، بانتشال طواقم الإسعاف، عددا من جثامين الشهداء من تحت أنقاض المنازل المدمرة في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.

وأشارت المصادر إلى أن جزءا كبيرا من الجثث التي عثر عليها متحللة، وذلك جراء بقائها أياما في العراء دون دفن، جراء العدوان الإسرائيلي.

وعلى مدى 48 يوما، شن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلفت 14 ألفا و854 شهيدا فلسطينيا، بينهم 6 آلاف و150 طفلا، وما يزيد على 4 آلاف امرأة، فيما تجاوز عدد المصابين 36 ألفا، بينهم أكثر من 75% أطفال ونساء، وفقا للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

أسرى فلسطين غزة تبادل أسرى إسرائيل المقاومة تمديد الهدنة دمار غزة

أسرى إسرائيليون يودعون مقاتلي القسام بالابتسامات.. وذويهم: تمت معاملتهم بشكل إنساني (فيديو)

بي بي سي: إسرائيل دمرت 98 ألف مبني في غزة قبل بدء الهدنة