شكت من انتهاكات سجون الاحتلال.. أسيرات محررات: نخجل أن نفرح وفلسطين جريحة

الأحد 26 نوفمبر 2023 08:29 ص

استقبل الفلسطينيون، الدفعة الثانية من الأسرى المحررين، ضمن صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، التي شملت 6 من أقدم الأسيرات و33 من الأطفال.

ووصل الأسرى المحررون في أفواج عدة إلى مدينتي البيرة وبيتونيا في الضفة الغربية وكذلك إلى القدس المحتلة، ليل السبت وفجر الأحد.

وفي تحد لإجراءات الاحتلال، حُمل المحررون على الأعناق ورفعت الأعلام الفلسطينية وسط هُتافات تحيي أهالي غزة والمقاومة الفلسطينية، وذلك بالرغم من محاولات قوات الاحتلال منع أي مظاهر للاحتفال.

كما اختلطت مشاعر الحزن والألم مع الفرحة في بيوت المحررين وأهلهم وعموم جماهير الضفة والقدس المحتلة.

ومع استمرار الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، توالت الشهادات بشأن ممارسات الاحتلال داخل السجون، وتصاعد القمع والتنكيل منذ عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وقالت الأسيرة المحررة إسراء الجعابيص، في أول حديث لها أمام وسائل الإعلام بعد تحررها: "نخجل أن نفرح وفلسطين كلها جريحة".

وأضافت عقب وصولها للمنزل: "هناك الكثير من الجرحى داخل سجون الاحتلال، ويجب العمل على تحرير كل الأسرى من السجون".

واقتحمت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال منزل الأسيرة إسراء الجعابيص في بلدة جبل المكبر جنوب القدس، حيث اشترطوا إخراج كل الصحفيين والأهل من المنزل، قبل أن تخرجهم بالقوة وتبعدهم عن المنزل.

وأظهرت فيديوهات قمع قوات الاحتلال للأهالي والصحفيين وإبعادهم بالقوة عن المنزل.

وقضت جعابيص 7 سنوات داخل السجون الإسرائيلية، ضمن حكم بـ 11 عامًا صادر عن محكمة إسرائيلية بحقها، وهي مصابة بحروق في أنحاء جسدها، جراء إطلاق قوات إسرائيلية النار عليها عام 2016.

وعلى الصعيد ذاته، وصلت الأسيرة شروق دويات، إلى منزلها في مدينة صور باهر جنوبي القدس، بعد الإفراج عنها، لافتة إلى أنها لم تتوقع أن يتم الإفراج عنها، وهي تنتظر 8 سنوات أخرى من الأسر، قائلة: "أنا كنت قوية عشان أبوي وأمي".

وكشفت أن الأسيرات شهدن في الفترة الأخيرة مرحلة صعبة داخل السجن من "قمع وتجويع وتعطيش وفرض اكتظاظ كبير".

وأضافت أنها رغم مغادرتها السجن فإن لديها مخاوف على الأسيرات هناك بسبب القمع الشديد، مشيرة إلى أنها رأت داخل السجن أسيرات تقل أعمارهن عن 18 عاما، وأصغرهن كان عمرها 12 عاما.

وعند اعتقال شروق في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2015، كانت شروق متوجهة للصلاة في المسجد الأقصى المبارك، فحاول مستوطن خلع حجابها فدافعت عن نفسها، ثم انهالت عليها رصاصات المستوطنين، وأصابتها في الصدر والكتف والرقبة من مسافة قريبة.

وقضت شروق 8 سنوات من أصل 16 عامًا مدة محكوميتها داخل السجون الإسرائيلية.

كما قالت أقدم أسيرة في سجون الاحتلال ميسون الجبالي، عقب الإفراج عنها، إن حراس السجن عاملوهن بقسوة، وإن بعض الأسيرات تعرضن للضرب، وكثيرا منهن أصبن بحالات مرضية.

وأضافت الجبالي: "السلطات الإسرائيلية سحبت كل شي من الأسيرات بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول، وقمعت الأسيرات بالضرب والرش بالغاز والعزل الانفرادي".

وأضافت: "هددت الأسيرات بمزيد من القمع وأخبرنا من قبل السجانين بأن لديهم الضوء الأخضر لفعل أي شيء".

وقالت: "إدارة السجون كانت تقدم طعاما شحيحا لـ 80 أسيرة لا يكفي بالكاد لأقل من 10 أشخاص".

وتابعت: "كانت تصلنا أخبار بسيطة عما يجري في خارج السجون".

وكانت ميسون من بين الفتيات المميزات في مسيرتهن التعليمية، وعندما اعتقلت كانت في السنة الأولى بجامعة القدس بأبو ديس بقسم الأدب الإنكليزي وحرمها السجن من استكمال دراستها الجامعية عن بعد بجامعة القدس المفتوحة لتكمل تعليمها لاحقا في قسم الخدمة الاجتماعية.

وقبل اعتقالها كانت ميسون الجبالي التي ولدت عام 1995، لعائلة من قرية الشواورة شرق مدينة بيت لحم، تعيش بين أسرتها المكونة من 7 أشقاء، و6 شقيقات.

وتعد ميسون أقدم الأسيرات في السجون الإسرائيلية، حيث اعتقلت في 29 يونيو/ حزيران 2015، وحكم عليها بالسجن 15 عاما.

وفي نهاية عام 2021، لقبت ميسون بعميدة الأسيرات، إذ أصبحت أقدم الأسيرات الفلسطينيات اللائي لا يزلن في السجون الإسرائيلية، بعد إطلاق سراح أمل طقاطقة، التي كانت أقدم منها، وانتهت محكوميتها في يناير/كانون الأول 2021.

أما الأسير المحرر الطفل عمر شويكي، فقال إنهم لم يحصلوا على فسحة للتريض داخل السجن طيلة 50 يوما.

وذكر أن هناك كثيرا من الأطفال في سجون الاحتلال عمرهم بين 13 و15 عاما، مشيرا إلى أنه كان في سن 15 عندما اعتقلته سلطات الاحتلال.

وقبل الإفراج عن الدفعة الثانية من الأسرى، قمعت قوات الاحتلال الأطقم الصحفية والطبية الموجودة عند بوابة وأطراف سجن عوفر من الجانب الفلسطيني.

واعتدت على عدد من الصحفيين وأجبرتهم على المغادرة، مستخدمة قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، خلال تجمعهم عند بوابة السجن جنوبي مدينة بيتونيا لاستقبال حافلات الأسرى.

وبدأت الجمعة، هدنة قصيرة مدتها 4 أيام، في اتفاق يشمل الإفراج عن نساء وأطفال فلسطينيين معتقلين لدى إسرائيل، يبلغ عددهم 150 امرأة وطفلاً، أعمارهم بين 14 إلى 59 عاماً، وفي المقابل، تلتزم "حماس" بإطلاق سراح 50 امرأة وطفلاً، احتجزتهم بعد الهجوم الذي شنته على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وكانت الجولة الأولى من صفقة التبادل، الجمعة، شملت 39 فلسطينيا (24 امرأة و15 طفلا)، فيما أفرجت حماس عن 13 إسرائيليا من النساء والأطفال، بعضهم يحملون جنسية مزدوجة، إضافة إلى 10 تايلنديين وفلبيني واحد، كانوا محتجزين في غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

والسبت، تمت الجولة الثانية من صفقة التبادل، حيث أفرجت إسرائيل عن 39 أسيرا فلسطينيا بينهم 6 سيدات و33 طفلا، فيما أفرجت حماس عن 13 إسرائيليا (6 نساء و7 أطفال)، بالإضافة إلى 4 تايلانديين.

ويتضمن اتفاق الهدنة الإنسانية إدخال مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود إلى كل مناطق القطاع.

وعلى مدى 48 يوما، شن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلفت 14 ألفا و854 شهيدا فلسطينيا، بينهم 6 آلاف و150 طفلا، وما يزيد على 4 آلاف امرأة، فيما تجاوز عدد المصابين 36 ألفا، بينهم أكثر من 75% أطفال ونساء، وفقا للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

أسيرات فلسطينيات سجون إسرائيل إسرائيل انتهاكات فلسطين

عائلتها تخشى مصيرها.. الاحتلال يتراجع عن إطلاق سراح أصغر معتقلة فلسطينية

أسيرة محررة: تعرضنا للضرب والإهانة بعد 7 أكتوبر

الاحتلال يوافق على إضافة 50 أسيرة فلسطينية لصفقة التبادل

الأسيرة المحررة هنادي الحلواني تروي انتهاكات إسرائيل بسجونها.. ماذا قالت؟

بينهن رضيعات ومسنّات.. إسرائيل تعتقل 142 فلسطينية في غزة

كاتبة أمريكية: الأسرى الفلسطينيون يتعرضون لظلم جنائي بسجون الاحتلال.. وطوفان الأقصى أظهر محنتهم

هيئة الأسرى: أسيرات غزة يتعرضن لعقوبات انتقامية منذ 7 أكتوبر

بي بي سي: مقاطع جنود الاحتلال في غزة قد تنتهك القانون الدولي