أعلن وزير الاتصالات الإسرائيلي شلومو كرعي، الإثنين، عن اتفاق مبدئي مع رئيس شركة "ستارلينك" إيلون ماسك، يقضي بعدم حصول قطاع غزة على الإنترنت الفضائي إلا بموافقة الحكومة الإسرائيلية.

جاء ذلك، في بيان لكرعي على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، بعد نحو شهر من تصريحات لماسك، قال فيها إن الشركة مستعدة لتقديم خدمات الإنترنت الفضائي لمؤسسات الأمم المتحدة في قطاع غزة.

وكتب كرعي: "إيلون ماسك، أتقدم لك بالتهنئة على التوصل إلى تفاهم مبدئي مهم مع وزارة الاتصالات تحت قيادتي. ونتيجة للاتفاق، لا يمكن تشغيل وحدات ستارلينك الفضائية في إسرائيل إلا بموافقة وزارة الاتصالات الإسرائيلية".

وتابع "بما في ذلك قطاع غزة"، وفق تعبيره.

وأضاف: "بينما تحارب دولة إسرائيل ضد حماس، فإن هذا الفهم أمر حيوي، كما هو الحال بالنسبة لكل من يرغب في عالم أفضل، خالي من الشر ومعاداة السامية، من أجل أطفالنا" على حد قوله.

ولم يصدر عن ماسك تعليق على تصريحات الوزير الإسرائيلي.

والشهر الماضي، قال الملياردير الأمريكي، إنه مستعد لتوفير الإنترنت لمنظمات الإغاثة المعترف بها دوليا في قطاع غزة، بعد قطع إسرائيل الإنترنت عن القطاع في 27 أكتوبر/تشرين الأول، استمر قرابة يومين.

وكتب ماسك، عبر حسابه على "إكس" (تويتر سابقا) حينها، أن "خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية التابعة لشركة ستارلينك، ستوسع نطاق اتصالها ليشمل منظمات الإغاثة المعترف بها دوليًا في غزة".

وفي 18 أكتوبر/تشرين الأول، بدأت إسرائيل محادثات رسمية مع شركة "سبيس إكس" التابعة لماسك، لتزويد تل أبيب بالإنترنت الفضائي من شركة "ستارلينك" التابعة.

ويجري الملياردير ومالك منصة "إكس"، محادثات مع الرئيس الإسرائيلي إتسحاق هرتسوغ، في وقت لاحق، اليوم، حول مكافحة معاداة السامية عبر الإنترنت، حسب ما أعلنت ديوان الرئاسة الإسرائيلية.

وخلال اللقاء المقرر بعد الظهر والذي يحضره "ممثلون عن عائلات أسرى تحتجزهم حماس"، سيشدد الرئيس الإسرائيلي على "الحاجة إلى العمل لمكافحة معاداة السامية المتزايدة عبر الإنترنت"، وفق ما ذكر مكتبه في بيان.

وتأتي زيارة ماسك للقدس في اليوم الأخير للهدنة القابلة للتجديد بين إسرائيل و"حماس"، والتي أتاحت إطلاق أسرى محتجزين في غزة، وأسرى فلسطينيين معتقلين في إسرائيل.

والأسبوع الماضي، دان البيت الأبيض "الترويج البغيض" لمعاداة السامية من جانب ماسك.

وتعرض ماسك لاتهامات من قبل إسرائيليين وحلفاء لهم بـ"معاداة السامية"، وذلك بعدما أعرب عن تأييده لمنشور أحد الحسابات على "إكس" (تويتر سابقا) جاء فيه: "يستخدم اليهود ضد البيض نفس الكراهية التي يطلبون من الناس التوقف عن استخدامها ضدهم"، وعلق ماسك على المنشور قائلاً: "لقد قلت الحقيقة".

المتحدث باسم البيت الأبيض أندرو بايتس، اتهم ماسك، بـ"الترويج البغيض" لمعاداة السامية، حسبما أوردته صحيفة "نيويورك تايمز".

وقال بيتس: "ندين بأشد العبارات هذا الترويج البغيض لمعاداة السامية والكراهية العرقية"، وأضاف: "علينا جميعاً مسؤولية جمع الناس ضد الكراهية".

عقب ذلك، أعلن ماسك اعتزامه تعليق أي حساب داعم لفلسطين يستخدم مصطلحات مثل "إنهاء الاستعمار" على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، بزعم أنها تدعو إلى الإبادة الجماعية بحق اليهود.

وأضاف في منشور عبر المنصة: "كما قلت في وقت سابق من هذا الأسبوع، فإن إنهاء الاستعمار، ومن النهر إلى البحر، وما شابه ذلك من العبارات الملطفة، تعني بالضرورة الإبادة الجماعية"، وفق قوله.

كذلك أعلن ماسك الثلاثاء 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أن شركة "إكس" التي يمتلكها، ستتبرع بكل ما يأتي من الإعلانات والاشتراكات المرتبطة بالحرب على غزة، إلى "المستشفيات في إسرائيل"، ومنظّمتي الصليب الأحمر والهلال الأحمر في قطاع غزة.

يأتي هذا فيما يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً على غزة منذ يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتوقفت مؤقتاً يوم الجمعة 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، على إثر هدنة مؤقتة بين فصائل المقاومة والاحتلال، وتم التوصل إليها بوساطة قطرية مصرية أمريكية.

وقتل الاحتلال خلال أيام الحرب 14 ألفاً و854 شهيداً فلسطينياً، بينهم 6 آلاف و150 طفلاً وما يزيد على 4 آلاف امرأة، إضافة إلى أكثر من 36 ألف جريح، بينهم ما يزيد على 75% أطفالاً ونساء، وفقاً للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.