ف. تايمز: إطالة أمد الحرب في غزة رغبة إسرائيلية.. وأمريكا تحاول تجنب الكارثة

الجمعة 8 ديسمبر 2023 08:37 م

كلما طال أمد الحرب بين إسرائيل و"حماس"، كلما أصبح السلام أصعب، هكذا يرى الكاتب كيم غطاس، مؤلف كتاب "الموجة السوداء" والزميل في معهد السياسة العالمية بجامعة كولومبيا، في مقال نشره بصحيفة "فايننشال تايمز".

ويقول غطاس إن المعاناة في غزة تجاوزت بالفعل حدود ما يمكن تحمله، وجلبت مرحلتها الثانية مزيدا من الموت والدمار للفلسطينيين في القطاع، وخطرًا هائلاً على الأسرى الإسرائيليين المتبقين، وغموض حول مستقبل الشرق الأوسط.

عام آخر من الحرب

وبينما تعتبر إسرائيل أن الحرب في غزة قد تستغرق عاما آخر، يرفض الأمريكيون هذه الفكرة، وتمضي واشنطن في الحديث عن فكرة اليوم التالي للحرب ومستقبل القطاع القريب، وهو ما يبدو أنه محل خلاف مع الإسرائيليين.

ويبدي الكاتب تعجبه من الأمل الذي لا يزال يراود الإدارة الأمريكية حول إمكانية العودة إلى طريق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، حيث تحدث بايدن عن الأمر في نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بينما كان جيش الاحتلال الإسرائيلي يبدأ هجومه البري في غزة.

ويضيف الكاتب أن ما تحدث عنه بايدن يصعب للغاية فهمه اليوم مع صورة قطاع غزة المدمر والآلاف من القتلى.

تسخين البؤر الإقليمية

والأمر الأكثر إثارة للقلق، كما يقول الكاتب، هو أنه مع بدء إيقاع الحرب ودخولها شهرها الثالث، أصبحت العديد من بؤر التوتر الإقليمية معرضة لخطر التسخين.

وهي تنقسم إلى فئتين مختلفتين: الأولى مدفوعة مباشرة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مع مخاوف من حدوث انتفاضة في الضفة الغربية المحتلة، أما الثانية فمتعلقة بحاجة إيران إلى الحفاظ على مصداقيتها كمدافع عن الفلسطينيين.

فيما يتعلق بالفئة الأولى، يقول الكاتب إن تصاعد عنف المستوطنين في الضفة الغربية يهدد بتفجر الأوضاع، وفي غزة لا يزال الأمريكيون يعلنون رفضهم تهجير الفلسطينيين، لكنهم لا يزالون يشعرون بالقلق إزاء السيناريو الحالي، حيث يدفع العدوان الإسرائيلي الفلسطينيين جنوبًا نحو الحدود مع مصر.

وفيما يتعلق بالفئة الثانية، يرى المراقبون أن أن عدم مسارعة إيران لتفجير الوضع، لمساعدة "حماس"، أمر جدير بالملاحظة، ورغم ذلك فإن مخاطر التصعيد الكامل تتزايد.

وقد صعد وكلاء إيران في جميع أنحاء المنطقة ضغوطهم، وواجهت القوات الأمريكية في العراق وسوريا أكثر من 76 هجوما منذ منتصف أكتوبر/تشرين الأول.

أطلق الحوثيون اليمنيون صواريخ على إسرائيل وهاجموا السفن التجارية في البحر الأحمر. وردت الولايات المتحدة، حيث سارت على خط رفيع بين الردع وإثارة القلق في طهران بشأن توجيه ضربة أوسع نطاقا.

حزب الله

لكن النقطة الساخنة الأكثر إلحاحا هي الحدود اللبنانية مع الأراضي المحتلة، حيث تدور اشتباكات مستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، وقد أفرغت البلدات الواقعة على جانبي الحدود من السكان.

وعلى الرغم من مقتل ما لا يقل عن 90 من مقاتليه، فإن "حزب الله" يبذل أقل ما يمكن لإظهار دعمه لـ"حماس"، وهذا لا يزال أكثر مما تستطيع إسرائيل تحمله لفترة أطول بكثير، برأي الكاتب.

وتسود مخاوف أمريكية من احتمال لجوء رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى التصعيد ضد "حزب الله" كمحاولة للفت الانتباه عن عدم تمكنه من تدمير "حماس" في غزة، وهو ما يمكن أن يفجر الوضع برمته إقليميا، لارتباط "حزب الله" بمحور إيران بشكل أكثر مباشرة.

ويختم الكاتب مقاله بالقول إن الانتشار البطيء للعنف لمدة أشهر طويلة مقبلة، وسط استمرار مقاومة "حماس" لإسرائيل هو السيناريو الأكثر ترجيحا، وعليه فإن الوضع الإقليمي مرشح للتحول إلى كارثة، فهل تفلح أمريكا في تجنبها؟

المصدر | كيم غطاس / فايننشال تايمز - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

غزة الحرب في غزة الشرق الأوسط حزب الله حماس

أكسيوس: إسرائيل تتوقع مواصلة عملياتها في غزة لشهر إضافي

إيكونوميست: رغبة أمريكية بإنهاء حرب غزة قبل حلول العام الجديد