هل تستطيع إسرائيل تدمير أنفاق حماس في غزة؟.. التايمز تجيب

الأحد 10 ديسمبر 2023 11:57 ص

مقتل غال آيزنكوت، يعطي مؤشراً على طبيعة الحرب البرية في غزة، وعلى التحدي الأكبر الذي تواجهه القوات الإسرائيلية وهو: كيفية تدمير شبكة الأنفاق الضخمة لحماس.

هكذا يتحدث تقرير لمحرر شؤون الشرق الأوسط في صحيفة "التايمز" ريتشارد سبنسر، وترجمه "الخليج الجديد"، عن مقتل الرقيب غال آيزنكوت، وهو ابن عضو مجلس الحرب الإسرائيلي ورئيس الأركان السابق غادي آيزنكوت، وهو جندي في اللواء 551 احتياط بالجيش الإسرائيلي، وذلك لدى انفجار مدخل نفق في منطقة جباليا بقطاع غزة، كان مقاتلو حماس فخخوه.

ويقول: "كان غال مسعفًا في لواء الاحتياط 551 الإسرائيلي، وكان مع وحدة أرسلت لتفجير مدخل نفق في جباليا، مخيم اللاجئين الرئيسي في شمال غزة، لكن المدخل كان مفخخا، وأصيب بالانفجار، ومات لاحقا متأثرا بجراحه".

ويشير التقرير إلى أن استراتيجيات عديدة معقدة وضعت لشن حرب الأنفاق هذه، وكان آخرها ما أشيع عن أن إسرائيل جهزت مضخات لضخ مياه البحر إلى داخل الأنفاق لإغراقها.

وينقل الكاتب عن مهندس في الجيش الإسرائيلي برتبة مقدم يُدعى أميت قوله إن الجيش الإسرائيلي يعمل على وضع ألغام أرضية في الأنفاق ولكنه عندما سأله عن المضخات واقتراح إغراق الأنفاق بالمياه، قال إن ذلك لا يشكل جزءاً من خطته.

ولكنه يضيف، أن شبكة الأنفاق في غزة هي "كالأشجار وهي محصنة بالأسمنت المسلح، ولكي تدمر فتحة نفق تحتاج إلى كميات كبيرة من المتفجرات".

ويتابع أميت، أن الحرب فوق الأرض قد تستمر بضعة أسابيع فقط، لكنه يتوقع أن يستمر التعامل مع الأنفاق لعدة أشهر، مما يثير شبح حرب فريدة من نوعها بين جيش فوق الأرض، وآلاف المقاتلين تحتها.

والخطة البديلة، وفق سبنسر، فهي أن يقوم فريق الوحدة الهندسية الخاصة بالأنفاق في الجيش الإسرائيلي بالتفتيش عن فتحات الأنفاق بين حطام المباني التي هدمها القصف الجوي باستخدام أجهزة سونار، لكنه يضيف بأن هذه الأجهزة لديها فعالية محدودة، خاصة بالنسبة للأنفاق العميقة.

ويقول إن المهندسين يفضلون استخدام العين المجردة في اكتشاف مكان الفتحات، ومن ثم إدخال الكلاب والروبوتات الصغيرة إلى الداخل للتحقق منها.

ويشير إلى المخاطر الكامنة في هذا العمل بالقول إنهم إذا فوتوا مدخلاً واحداً، فإن مقاتلي "حماس" قد يظهرون من خلفهم، ويشنون هجمات خاطفة قبل أن يعودوا للاختفاء.

وكان النهج الأول للجيش الإسرائيلي، هو قصف الفروع الرئيسية من الجو، وهي الطريقة التي أدت إلى الدمار الهائل الذي شوهد في الأيام الأولى للحرب.

ويعد حفر الأنفاق تكتيكاً قديماً للغاية، ففي الحرب العالمية الأولى، حفر خبراء المتفجرات الأرض لزرع المتفجرات تحت خنادق العدو، كما أن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) استخدم الأنفاق للاختباء، بل إن زعيمه أبوبكر البغدادي، حوصر في نهاية المطاف في أحد هذه الأنفاق وفجر نفسه.

لكن الكاتب يقول إنه لم يسبق لجيش أن أعدّ نفسه للقتال بالكامل تحت الأرض، كما فعلت "حماس".

وكان الإسرائيليون في مرحلة ما يعتقدون أن زعم "حماس" بأن لديها أنفاقاً بطول 300 ميل تتقاطع تحت غزة هو تهويل، والآن يعتقدون أن ذلك الزعم هو أقل من الحقيقة.

وينقل التقرير عن دافني ريشموند باراك، وهي باحثة في الأساليب التكتيكية للجيش الإسرائيلي في جامعة "رايخمان" بالقرب من تل أبيب، قولها: "لا يمكنك أن تتعامل مع الأنفاق إذا لم تكن لديك استراتيجية لفعل ذلك".

وتشير إلى الخسائر الكارثية التي تكبدتها روسيا أثناء قمع المقاومة السرية للقوات الأوكرانية في مصنع آزوفستال للصلب في ماريوبول، وتقول: "عليك أن تتعامل مع الحرب بشكل منهجي".

وتضيف: "هذا يعني التثاقل في المناظر الطبيعية المدمرة من حي إلى حي.. هذه هي طبيعة الحرب الجوفية.. إنه أمر لا مفر منه."

ولكن بشكل عام، يقول الجيش الإسرائيلي إنه اكتشف 800 فتحة نفق، ودمر 500، قبل أن يصدر أوامر، بعدم دخول الجنود إلى الأنفاق، إلا في حالة الضرورة القصوى.

ويتذكر سبنسر أنه جولة قتال على أطراف غزة في عام 2014، تم جر ضابط وانتهى به الأمر بالقتل في تبادل لإطلاق النار مع جنود حاولوا إنقاذه، لافتا إلى أن الخوف من الاختطاف لا يزال قويا بين الجنود الإسرائيليين.

كما ينقل التقرير أيضاً عن أنتوني كنغ، وهو استاذ في دراسات الحرب بجامعة إكستر متخصص بحروب المدن، قوله، إن خطة الجيش الإسرائيلي للقضاء على الأنفاق ستستغرق أشهراً، وهو أمر سيصعب الحفاظ عليه في ظل وجود 2.3 مليون نسمة في قطاع غزة يحتاجون إلى ملاذ آمن.

ويختم قائلاً: "يمكنك بالتأكيد أن تنال من حماس بشكل كبير وتنال من نظام الأنفاق بشكل كبير، ولكنني لست واثقاً من أن السيطرة على شبكة الأنفاق برمتها هي أمر يمكن تحقيقه بالكامل".

المصدر | ريتشارد سبنسر/ التايمز - ترجمة وتحرير الجديد

  كلمات مفتاحية

أنفاق أنفاق غزة أنفاق جماس إسرائيل الحرب على غزة غزة

مندهشون من قوتها.. محلل إسرائيلي: لن يتم تدمير حماس خلال أشهر

إغراق الأنفاق.. خطة إسرائيلية تقضي على الزراعة والمياه الجوفية بغزة

القسام عن النفق الذي اكتشفه الاحتلال في غزة: وصلتم متأخرين

جيل جديد من أنفاق حماس.. لماذا يعتبر أكبر نقطة ضعف لإسرائيل؟