شكك باحثون وكتاب إسرائيليون في صحة مشاهد زعم جيش الاحتلال إنها تُظهر مقاتلين من وحدة النخبة في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس الفلسطينية وهم يسلّمون أنفسهم وأسلحتهم لقواته المتوغلة داخل قطاع غزة. 

واتهم المعلقون الناطق باسم جيش الاحتلال دانيال هاجاري بتضليل الرأي العام والكذب عليه، عبر فبركة هذه المشاهد لعناصر الوحدة المختارة في كتائب القسام التي شنت هجوما موسعا على إسرائيلي في 7 أكتوبر/ تشرين أول المنصرم. 

وركز المعلقون على حقيقة أن مقاتلي النخبة عادة ما يكونوا من الشباب في مقتبل العمر بينما الصور تظهر أشخاصا تبلغ أعمارهم حوالي 60 عاماً،   وفي هذا الصدد، تساءل الصحافي إسلان كليل عبر منصة إكس: "هل يعقل أن يكون هذا الرجل الذي تجاوز ستين عاماً مقاتلاً في النخبة؟".  

أما الصحافي شاي ليفي فعلّق على صورة الرجل الستيني: "يمكنكم اعتبار هذا مقاتلاً في النخبة إن كنت أنا ضفدعاً". 

فيما اعتبر أوري جولدبرج، الباحث في "مركز هرتسليا متعدد الاتجاهات" أن الأشخاص الذين ظهروا في الصور التي نشرها متحدث الجيش وهم عراة؛ هم فلسطينيون لجأوا إلى مراكز إيواء" هرباً من قصف جيش الاحتلال.    

وأضاف في سلسلة تغريدات عبر إكس، إنّ إصرار إسرائيل على سياساتها الحالية تجاه قطاع غزة يعني أن "تتواصل الحرب 18 عاماً، تماماً كما حدث في حرب لبنان الأولى".   

وأشار إلى أنّ جيش الاحتلال يواصل الحرب من دون تحديد أهداف لتحقيقها.  

من ناحيته، رأي الكاتب يوآف غروفايس أن ما قام به الجيش الإسرائيلي هو سلوك استعراضي يحاول من خلاله رفع معنويات الجمهور. 

 ولفت عبر منصة إكس، أن تصرفات مثل رفع العلم الإسرائيلي وإشعال الشمعدان اليهودي في قلب مدينة غزة، هو شكل من أشكال مرض "الذهان" الذي أصاب المجتمع الإسرائيلي بعد عملية "طوفان الأقصى".  

وعقب: "هذا تصرف وثني لغريزة التبول في منطقة ما لتمييزها" 

وفي وقت سابق اليوم، وصفت حركة "حماس" المزاعم الإسرائيلية في هذا الصدد بـ"المسرحية المكشوفة والسخيفة"، مؤكدة أن مَن ظهروا في الفيديو ليسوا سوى مدنيين عزّل. 

وقال عضو المكتب السياسي لـ"حماس" عزت الرشق، إن "أبطال القسام لا يستسلمون، وأكاذيب الاحتلال لا تنطلي على أحد". 

وأضاف الرشق في بيان أن "عرض الاحتلال الصهيوني الإرهابي لصور ومشاهد لمواطنين مدنيين عُزّل في غزة، بعد احتجازهم ووضعه أسلحة بجانبهم، ما هو إلا فصل من فصول مسرحية مكشوفة وسخيفة، دأب الاحتلال على فبركتها من أجل صناعة نصر مزعوم على رجال المقاومة". 

وشدد على أن "ادّعاءات الاحتلال أنهم (المحتجزين) من كتائب القسام كاذبة ولا أساس لها من الصحة والواقع، ولن تنطلي على أحد". 

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى مساء السبت 17 ألفا و700 شهيدا، و48 ألفا و780 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية. 

وردا على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته"، شنت حركة "حماس" في ذلك اليوم هجوم "طوفان الأقصى" ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية بمحيط غزة. 

وقتلت "حماس" في هجومها نحو 1200 إسرائيلي وأصابت حوالي 5431 وأسرت قرابة 239 بادلت العشرات منهم، خلال هدنة إنسانية استمرت 7 أيام حتى الأول من ديسمبر/ كانون الأول الجاري، مع إسرائيل التي تحتجز في سجونها 7800 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.