محلل أمني إسرائيلي: استراتيجية اغتيال قيادات المقاومة الفلسطينية فشلت خلال 50 عاما 

الاثنين 11 ديسمبر 2023 07:58 م

اعتبر المحلل الإسرائيلي المتخصص في الشؤون الأمنية أن استراتيجية دولة الاحتلال المتمثلة في تنفيذ عمليات اغتيال بحق قيادات المقاومة الفلسطينية لا سيما حركتي حماس والجهاد الإسلامي؛ أثبت فشلها على مدار 50 عاما. 

جاء ذلك، في تحليل نشره ميلمان، صحيفة هاآرتس العبرية وجه فيه انتقادات قوية لتسريب منسوب لمدير مدير جهاز المخابرات الداخلية الإسرائيلية شاباك رونين بار، كشف فيه عن صدور أوامر من الحكومة في تل أبيب بملاحقة قيادات حماس في الخارج، بما في ذلك قطر وتركيا ولبنان. 

وأوضح أن عمليات الاغتيال تلك لم تضعف فصائل المقاومة، ولكن على العكس، مؤكدا أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تعاني من ما وصفه بـ"تفكير القطيع" 

وأضاف أنه بعد تداول الإعلام العبري لفحوى التسريب، حذرت الحكومة التركية على الفور من أنها لن تتسامح مع الاغتيالات على أراضيها، مضيفا أن تحذير أنقرة يعني أنه "باختصار، يتمتع قادة حماس في تركيا بالحصانة، على الأقل أثناء الحرب، وربما في المستقبل أيضاً". 

وفي السياق التركي، بحسب المحلل الإسرائيل يجدر  أن نتذكر أنه في عام 1996 أمر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو باغتيال قادة حماس بسبب العمليات الاستشهادية التي نفذتها عناصر الحركة في القدس. 

 

وأوضح المحلل الإسرائيلي أن جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) فكر حينها في القيام بعملية في تركيا، التي كانت في تلك الأيام لا تزال حليفاً استراتيجياً؛ وحافظت جهازها الاستخباراتي على علاقات وثيقة مع الموساد. 

وفي نهاية المطاف، لم يتم العثور على أي زعيم لحماس يستحق الاغتيال، وأرسل رئيس الموساد في ذلك الوقت، داني ياتوم، وحدات رأس الحربة في الوكالة، قيسارية وكيدون، إلى الأردن لاستهداف خالد مشعل، الذي كان آنذاك قياديا صغيرا جداً في حماس. 

وأضاف ميلمان أن مهمة استهداف مشعل فشلت وتعرضت إسرائيل للإهانة على يد الأردن وحماس. 

وقال المحلل الأمني البارز إنه على مدار عقود من الزمن كان مجتمع الاستخبارات مولعا بتنفيذ عمليات الاغتيال، فقد استهدف الموساد فلسطينيين مختارين في أوروبا وسوريا ولبنان، ناهيك عن العلماء النوويين في إيران. 

وفي الماضي، نفذ الشاباك أيضا اغتيالات بالجملة في غزة، وما زال يفعل ذلك في الضفة الغربية بالتعاون مع وحدات النخبة في الجيش، ولكن بعد مرور 50 عامًا، ثبت أن الاغتيالات (القتل المستهدف) ليست هي الحل. 

 ووفق ميلمان فإن كل شخص يُغتال، حتى لو كان كبيراً جداً - أو في اللغة الإسرائيلية "رأس الأفعى" - لديه بديل. 

 واستشهد بواقعة اغتيال الموساد لمؤسس حركة الجهاد الإسلامي فتحي الشقاقي عام 1995 في مالطا، مشيرا إلى الحركة أصبحت أكبر وأكثر فتكا منذ مقتله، كما رأينا خلال العقد الماضي في غزة. 

 ووفقاً لتقارير إعلامية، اغتيل عماد مغنية، "وزير دفاع حزب الله"، في عام 2008 في عملية مشتركة للموساد ووكالة المخابرات المركزية، وكانت تلك العملية بالتأكيد ضربة استراتيجية قاسية، وربما كانت أهم عملية قتل مستهدف إسرائيلية على الإطلاق. 

وبالرغم من ذلك، فإن حزب الله لا يزال حياً وينبض بالحياة، كما شهدنا في الحرب الحالية، وفي لبنان واليمن وسوريا.  

وخلص ميلمان أن أحداث 7 أكتوبر/ تشرين أول المنصرم أثبت أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تمسكت بتصورات الحكومة، أو أنها خاضعة لها، وأنها تعمل وفقا لتفكير القطيع. 

 

 

المصدر | يوسي ميلمان/ هاآرتس- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

استراتيجية الاغتيالات الإسرائيلية قادة حماس 7 أكتوبر الموساد الشاباك

مسؤول أوروبي: وضع غزة كارثي و الدمار أكبر مما شهدته ألمانيا في الحرب العالمية الثانية

إعلام عبري: إسرائيل مستعدة للتفاوض مع حماس لاستعادة بقية الأسرى

كيف حولت حماس شوارع غزة إلى متاهة مميتة لجنود الاحتلال الإسرائيلي؟

تباين بين أحاديث قادة إسرائيل وما يجري على أرض غزة.. إعلام عبري يكشف الفجوة