مذبحة غزة.. لكل هذا يجب على بايدن التوقف عن تدليل "بيبي"

الثلاثاء 12 ديسمبر 2023 06:27 ص

يتعين على الرئيس الأمريكي جو بايدن أن يتوقف عن تدليل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (بيبي)، وأن يمارس بدلا من ذلك الضغوط من أجل وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة، ثم أن تصبح واشنطن جادة فيما يتصل بحل الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني.

هذا الرؤية قدمها روبرت هنتر، السفير الأمريكي لدى حلف شمال الأطلسي (الناتو) بين عامي 1993 و1998، في تحليل بموقع "ريسبونسبل ستيتكرافت" الأمريكي (Responsible Statecraft) ترجمه "الخليج الجديد".

ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على خلّفت حتى مساء الاثنين 18 ألفا و205 شهداء و49 ألفا و645 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية.

ومنذ اندلاع الحرب، قدمت إدارة بايدن لإسرائيل أقوى دعم عسكري ودبلوماسي ممكن؛ ما جعله بحسب كثيرين شريكا في جرائم الاحتلال بغزة، حيث يعيش نحو 2.4 مليون فلسطيني تحاصرهم إسرائيل منذ أن فازت حركة "حماس" بالانتخابات التشريعية في عام 2006.

وقال هنتر إنه "بعد انتهاء فترة الهدنة (استمرت أسبوعا حتى 1 ديسمبر/ كانون الأول الجاري)، اقتصرت نداءات الولايات المتحدة لإسرائيل على محاولة تقليل الخسائر بين المدنيين.

واستدرك: "لكن طالما استمرت إسرائيل في السعي إلى استئصال "حماس"، فإن الحد بشكل كبير من الخسائر في صفوف المدنيين أمر مستحيل، وهذا ما يجب أن يدركه فريق بايدن".

وردا على اعتداءات الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى، شنت "حماس" في 7 أكتوبر الماضي هجوم "طوفان الأقصى" ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في محيط غزة.

وقتلت "حماس" في هجومها نحو 1200 إسرائيلي وأصابت حوالي 5431 وأسرت قرابة 239 بادلت العشرات منهم، خلال الهدنة الإنسانية، مع الاحتلال الذي يحتجز في سجونه 7800 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.

وأضاف هنتر أن "العالم يرى أن نتنياهو يرفض نداءات بايدن؛ ما يؤثر على مصداقية الولايات المتحدة في أماكن أخرى، لا سيما وأنه يُنظر إليها عالميا باعتبارها الراعي الوحيد لإسرائيل، ومن المؤكد أن سمعة أمريكا تضررت بشدة".

وتابع أن هذا الوضع يجب أن يدفع بايدن إلى "الضغط على إسرائيل فورا لإعلان وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب".

حل الدولتين

كما "لا يمكن للولايات المتحدة العودة إلى اللامبالاة عندما تنتهي الحرب، وقد أظهر بايدن أنه يدرك ذلك، وأعاد التزامه بمتابعة ما يُسمى "حل الدولتين (فلسطينية بجوار إسرائيلية)"، كما أضاف هنتر.

وتوقفت مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي منذ أبريل/ نيسان 2014 لأسباب بينها تمسك الاحتلال باستمرار البناء الاستيطاني في الأراضي المحتلة وتنصله من إقامة دولة فلسطينية مستقلة وفقا لمبدأ حل الدولتين.

واستدرك هنتر: "لكن لسنوات عديدة، كان حل الدوالتين مجرد شعار، وقد أصبحت آفاقه الآن أكثر بعدا نظرا للمخاوف الإسرائيلية المتجددة التي أثارها هجوم 7 أكتوبر، والمرارة الفلسطينية المتزايدة إزاء الدمار الهائل والخسائر في الأرواح بغزة".

وتابع: "وقد أصبح خطر اندلاع انتفاضة جديدة في الضفة الغربية قائما بالفعل، حيث فقد أغلب الفلسطينيين أي أمل في استعداد إسرائيل للاعتراف بحقوقهم الإنسانية الأساسية، ناهيك عن السماح بإقامة دولة فلسطينية".

واستطرد: "كما يرون أن إسرائيل لا تمنع مستوطني الضفة الغربية من تهجير وحتى قتل المدنيين الفلسطينيين. ولا يمكن للفلسطينيين أيضا الاعتماد على دعم الدول العربية، فلا يوجد زعيم عربي يهتم حقا بالفلسطينيين، ولم يقم أحد حتى بالتشكيك في معاهداتهم القائمة مع إسرائيل".

ومن أصل 22 دولة عربية تقيم 5 دول هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب علاقات رسمية مع إسرائيل، التي تواصل من عقود احتلال أراضٍ عربية في فلسطين وسوريا ولبنان.

و"ليس من المتصور أن تتمكن الأمم المتحدة أو دولة أخرى غير الولايات المتحدة، من القيام بالعمل الدبلوماسي الضروري (لتحقيق حل الدولتين)، ولذلك يجب على واشنطن أن توضح لإسرائيل أنها، باعتبارها القوة المحتلة، يجب أن تغير سياساتها وممارساتها تجاه الفلسطينيين"، وفقا لهنتر.

شريك في المذبحة

وقد استخدمت الولايات المتحدة، كما أردف هنتر، حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن يدعو لوقف إطلاق النار، ولم ينضم إليها سوى امتناع بريطانيا عن التصويت.

وزاد بأنه "هكذا ربطت إدارة بايدن نفسها بشكل أكبر بالمذبحة التي ارتكبتها إسرائيل في غزة، وتم تنفيذ جزء كبير منها بقنابل زودتها بها الولايات المتحدة".

وتابع: "كما أدى استخدام حق النقض إلى التقليل من شأن المكانة السياسية والأخلاقية للولايات المتحدة وجعل من الصعب على بايدن أن يُنظر إليه على أنه ذو مصداقية كزعيم دبلوماسي بمجرد انتهاء الحرب".

ومضى هنتر قائلا إنه "حتى 7 أكتوبر، أعطى بايدن وفريقه العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية اهتماما محدودا، والجميع محظوظين حتى الآن لأن الأزمة لم تنتشر في جميع أنحاء المنطقة، مع احتمال نشوب حرب أوسع نطاقا".

وشدد على أنه "على بايدن أن يدرك أن الأزمة الإسرائيلية الفلسطينية لا يمكن تنحيتها جانبا مرة أخرى عندما تنتهي هذه الحرب".

و"بايدن بحاجة إلى إعادة بناء الثقة في الولايات المتحدة من حيث الكفاءة الاستراتيجية ومن ثم كوسيط نزيه، وإظهار أنها ستضع مصالحها الخاصة في المقام الأول، وليس مصالح أي طرف آخر (إسرائيل)"، كما زاد هنتر.

وأكد أنها "أجندة صعبة، ولكن لا شيء أقل من ذلك سيمّكن بايدن من حماية وتعزيز المصالح الاستراتيجية والسياسية والأخلاقية للولايات المتحدة".

المصدر | روبرت هنتر/ ريسبونسبل ستيتكرافت- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مذبحة غزة بايدن بيبي نتنياهو حماس فلسطين

غزة في اليوم 66 من العدوان.. مجازر واشتباكات والحديث عن هدنة

بايدن: يوجد خلافات مع نتنياهو وإسرائيل في موقف صعب

العراق.. إلغاء الاحتفالات برأس السنة الجديدة احتراما للدم الفلسطيني

هل تشارك قوات أمريكية في "تحقيق الاستقرار" في غزة بعد الحرب؟

لا تستهدف حماس.. بل "حرب أمريكية إسرائيلية ضد شعب غزة"

ثورة جوتيريش.. هكذا هزت حرب غزة النظام العالمي وقوضت مصداقية أمريكا