منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، انتشر جهاز المخابرات الإسرائيلية الخارجية (الموساد) في جميع أنحاء العالم بدرجة غير مسبوقة، وربما بميزانية أعلى وقدرات أكثر تنوعا من أي وقت مضى، بحسب يونا بوب في تقرير بصحيفة "ذا جيروزاليم بوست" الإسرائيلية (The Jerusalem Post).

وتتصاعد في إسرائيل مخاوف من احتمال استهداف إسرائيليين في أنحاء العالم في ظل الغضب العالمي من الحرب المدمرة التي يشنها جيش الاحتلال على قطاع غزة، وخلّفت حتى مساء الاثنين 18 ألفا و205 شهداء و49 ألفا و645 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية.

ولفت بوب، في التقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إلى ما أعلنته إسرائيل قبل أيام عن نجاح "الموساد" في مساعدة قبرص الرومية على "إحباط مؤامرة إيرانية لقتل إسرائيليين ويهود".

وتابع أنه بناء على معلومات من "الموساد"، أصدر مجلس الأمن القومي الإسرائيلي في الأسبوع الماضي تحذيرا غير مسبوق للإسرائيليين المسافرين إلى أكثر من 80 دولة، بينها دول أوروبية كان يعتبر عادة أنها آمنة تماما.

وفي خطاب علني نادر بجامعة رايخمان، قال مدير "الموساد" ديفيد بارنيا في 10 سبتمبر/ أيلول الماضي، إن وكالته ووكالات أجنبية أحبطت 27 مؤامرة إيرانية ضد إسرائيليين منذ بداية عام 2023.

وتعتبر كل من إيران وإسرائيل الدولة الأخرى العدو الأول، واتهم كل منهما مرارا الآخر بالمسؤولية عن هجمات استهدفته.

استدعاء جنود

و"هذا يعني أنه منذ ذلك اليوم الكارثي (7 أكتوبر)، انتشرت الوكالة (الموساد) في جميع أنحاء العالم بدرجة غير مسبوقة، وربما مع استثمار أعلى في قدرات متنوعة أكثر من أي وقت مضى"، كما أضاف بوب.

وفي ذلك اليوم، وردا على اعتداءات الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى، شنت "حماس" هجوم "طوفان الأقصى" ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في محيط غزة.

وقتلت "حماس" في هجومها نحو 1200 إسرائيلي وأصابت حوالي 5431 وأسرت قرابة 239 بادلت العشرات منهم، خلال الهدنة الإنسانية، مع الاحتلال الذي يحتجز في سجونه 7800 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.

وقال بوب إن "حرب الجيش الإسرائيلي ضد حماس وردعه المسلح لحزب الله (في لبنان) قد يكون القصة الرئيسية في عناوين الأخبار اليومية، لكن الموساد ليس أقل انخراطا مع إيران، وبالمثل (كما فعل الجيش) استدعى جنود احتياط بأعداد كبيرة للمساعدة.. وكل هذا يتطلب بلا شك ميزانية أعلى".

وأردف أنه "في عام 2020، نشرت صحيفة واشنطن بوست تقريرا لمراقب الدولة (في إسرائيل متانياهو إنجلمان) حول النمو الهائل للموساد، وهو يتجاوز بكثير ميزانيته المعتمدة في السنوات الأخيرة مقارنة بميزانية الجيش المتقلصة في ذلك الوقت".

وأوضح أن "أول تقرير أمني كبير لمراقب الدولة كشف أن الموساد ضخم ميزانيته من 1.5 مليار شيكل إلى 2.6 مليار شيكل في السنوات الأخيرة".

اتجاه معاكس

وفيما يتعلق بنمو "الموساد"، ذكر التقرير أنه في يونيو/حزيران 2017، قال مدير الوكالة آنذاك يوسي كوهين، أمام اجتماع للقيادة العليا لـ"الموساد"، إنه "يفكر في معضلة الحاجة إلى بذل المزيد من الجهد فيما يتعلق باستعداد الدولة تسهيل نمو (الموساد)".

وأردف كوهين: "نحن ننفق أكبر بكثير (من ميزانيتنا) على النقيض من (وكالة أمنية أخرى حذف المراقب المالي اسمها) التي أوقفت نموها وكذلك الجيش الذي من المتوقع أيضا أن يخفضه (نموه).. نحن نسير في الاتجاه المعاكس للاتجاه العالمي الذي يتطلب عددا أقل من العناصر البشرية".

واعتبر أنه "من المحتم أن الموساد، بعد 7 أكتوبر، سيصل إلى ما هو أكبر من ميزانيته البالغة 2.6 مليار شيكل في الوقت الحالي، لاسيما وأنه أيضا يتواصل بدرجة غير مسبوقة مع وكالات المخابرات الأجنبية المتحالفة معه".