فرق صغيرة وكمائن مميتة.. لماذا اختارت القسام حرب العصابات؟

الأربعاء 13 ديسمبر 2023 07:59 ص

قالت مصادر فلسطينية إن كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، لا تزال تحتفظ بمعظم قواتها وتخوض ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي عمليات "كر وفر" ضمن "حرب عصابات"، بحسب ليفنت كمال في تقرير بموقع "ميدل إيست آي" البريطاني (MEE) ترجمه "الخلج الجديد".

ومنذ 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تخوص القسام قتالا بريا ضد قوات الاحتلال، التي بدأت في ذلك اليوم عمليات برية في شمال القطاع وسعتها لاحقا إلى جنوبه حتى مدينة خان يونس.

ليفنت أشارت إلى أنه في الأسبوع الماضي، نشر الجيش الإسرائيلي صورة قال إنها تتضمن أسماء ووجوه قادة "حماس" الذين قُتلوا مؤخرا وكانوا يقودون كتائب وألوية في شمال غزة، لكن "القسام" أكدت فقط استشهاد ثلاثة من قادتها، بينهم أحمد الغندور قائد كتيبة الشمال.

كما زعمت إسرائيل أن نحو 5 آلاف مقاتل، من إجمالي 30 ألف هم عدد عناصر كتائب "القسام"، قُتلوا خلال الشهرين الماضيين.

ومنذ 7 أكتوبر الماضي، يشن جيش الاحتلال حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى مساء الثلاثاء 18 ألفا و412 شهيدا و50 ألفا و100 جريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية.

كر وفر

وقال مصدر فلسطيني، مقرب من القيادة السياسية لـ"حماس" في المنفى، لم يكشف الموقع عن هويته، إن عدد الضحايا بين مقاتلي القسام "منخفض للغاية.. أقل من 10 بالمئة".

وبحسب مصدر فلسطيني آخر مقرب من الحركة فإن "مقاتلي القسام منخرطين في قتال بالمناطق الحضرية يذكرنا بالقتال من منزل إلى منزل الذي شهدناه في مدينة الفلوجة العراقية عام 2004 بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة".

وشدد المصدر، الذي قاتل مع "حماس" حتى عام 2021 عندما أصيب، على أن "ما يحدث الآن في غزة هو نوع من حرب العصابات".

وأردف: "من غير الضروري ومحفوف بالمخاطر تعبئة قوة من الآلاف لهذه الحرب. بالنسبة لعمليات الكر والفر، تكفي فرق سريعة مكونة من عدد قليل من الرجال، وهو ما يقلل أيضا خسائرها البشرية".

ومنذ أن شن الاحتلال غزوه البري، في 27 أكتوبر الماضي، استخدمت "حماس" الكمائن المقامة فوق الأرض والضربات السريعة ضد الدبابات والمركبات العسكرية والدوريات الإسرائيلية.

وفي 10 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، قال أبو عبيدة المتحدث باسم القسام إن مقاتلي الكتائب دمروا 180 مركبة عسكرية إسرائيلية في الأيام العشرة الأولى، بعد انتهاء الهدنة في الأول من ديسمبر الجاري.

قتال متلاحم

ووفقا لمراد أصلان، الأستاذ المساعد في جامعة حسن كاليونجو والمحلل في مركز أبحاث "سيتا" بالعاصمة التركية أنقرة، فإنه على الرغم من أنه من غير الواضح ما إذا كانت "القسام" تكبدت خسائر كبيرة حتى الآن، إلا أنها تواصل القتال.

وأضاف أن "إسرائيل تتمتع برفاهية حشد الدعم الأمريكي ومواردها الخاصة.. وقد استخدمت بشكل فعال أصول الدعم الجوي والطائرات بدون طيار والدعم الناري، بينما تفتقر حماس إلى الدفاعات الجوية لاعتراضها".

ومنذ اندلاع الحرب، قدمت الولايات المتحدة لإسرائيل أقوى دعم عسكري ودبلوماسي ممكن لموصلة الحرب في غزة، حيث يعيش نحو 2.4 مليون فلسطيني يحاصرهم الاحتلال منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية في عام 2006.

و"في معركة بالأسلحة الصغيرة، يمكن لحماس أن تلحق خسائر بشرية، خاصة في القتال المتلاحم"، كما زاد أصلان.

ومنذ بدء عملياته البرية، أقر جيش الاحتلال بمقتل 105 من ضباطه وجنوده وجرح 600، فيما خسر إجمالا 435 عسكريا منذ اندلاع الحرب.

ويُصر قادة الاحتلال على استمرار الحرب، على أمل إنهاء حكم "حماس" المتواصل لغزة منذ صيف 2007، والقضاء على القدرات العسكرية للحركة، التي تؤكد أنها تقاوم الاحتلال وتدافع عن الفلسطينيين.

وردا على اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة، شنت "حماس" في 7 أكتوبر الماضي هجوم "طوفان الأقصى" ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في محيط قطاع غزة.

وقتلت "حماس" في هجومها نحو 1200 إسرائيلي وأصابت حوالي 5431 وأسرت قرابة 239 بادلت العشرات منهم، خلال هدنة إنسانية استمرت 7 أيام، مع الاحتلال الذي يحتجز في سجونه 7800 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.

المصدر | ليفنت كمال/ ميدل إيست آي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

فرق صغيرة كمائن مميتة القسام حرب عصابات إسرائيل غزة

جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن استهداف مواقع عسكرية في سوريا ولبنان

القسام تعلن تدمير 72 آلية إسرائيلية وقتل 36 جنديا خلال 3 أيام

صرخات بالعبرية من دمى.. تفاصيل كمائن حماس للجنود الإسرائيليين في غزة

كيف حولت حماس شوارع غزة إلى متاهة مميتة لجنود الاحتلال الإسرائيلي؟

إسرائيل تقاتل بشروط حماس.. هكذا قد تستمر الحرب لفترة طويلة