أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي الأربعاء، في اليوم الـ68 للحرب، بمقتل عدد من ضباطه وجنوده في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، فيما وسّع اجتياحه لمدينة جنين ومخيمها شمالي الضفة الغربية المحتلة.

الجيش أفاد، في بيان الأربعاء، بمقتل 9 ضباط وجنود، بينهم قائد الكتيبة 13 من لواء جولاني، في كمين بحي الشجاعية، فضلا عن إصابة 4 آخرين بجروح خطيرة، ما رفع عدد قتلاه منذ الفجر إلى 10.

جاء ذلك غداة إعلان الجيش، الثلاثاء، مقتل 20 من جنوده بسبب ما قال إنها "نيران صديقة" في غزة، بينهم 13 جرى تحديدهم "بالخطأ" على أنهم "مسلحون فلسطينيون".

كما قالت حركة "حماس"، في بيان عبر منصة "تلجرام" الأربعاء، إن مقاتلي جناحها العسكري كتائب القسام، وسرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، "تمكنوا من إيقاع قوة إسرائيلية قوامها 15 جنديا في كمين محكم والاشتباك معهم من نقطة صفر"، دون الشكف عن مكان الكمين وتاريخه.

وإجمالا، بلغت خسائر جيش الاحتلال 442 قتيلا وألف و683 جريحا، بينهم 263 في حالة خطيرة، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وفي ذلك اليوم، وردا على اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى بمدينة القدس الشرقية المحتلة، شنت حركة "حماس" هجوم "طوفان الأقصى" ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في محيط غزة.

وقتلت "حماس" في هجومها نحو 1200 إسرائيلي وأصابت حوالي 5431 وأسرت قرابة 239 بادلت العشرات منهم، خلال هدنة إنسانية استمرت 7 أيام حتى 1 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، مع الاحتلال الذي يحتجز في سجونه 7800 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.

فاتورة الاحتلال

وعقب إعلان جيش الاحتلال مقتل عناصره في كمين الشجاعية، حذرته حركة "حماس"، عبر بيان الأربعاء، من زيادة "فاتورة عدد قتلاه كلما زادت مدة وجوده بقطاع غزة".

ومنذ 27 أكتوبر، ينفذ الجيش عمليات برية بدأها في شمال القطاع ثم توسعت إلى جنوبه حتى مدينة خان يونس.

وقالت "حماس" إن "إعلان جيش الاحتلال عن مقتل عشرة، أغلبهم من الضباط، في الشجاعية، وتزايد أعداد قتلاهم في مختلف محاور القتال، يؤكّد حجم الخسارة والفشل لقادته وجيشه".

وزادت بأن القيادة الإسرائيلية "الفاشلة لا تلقي أي اعتبار لحياة الجنود الذين يُقتلون ويصابون يوميا بالعشرات.. ولا خيار لكم سوى الانسحاب من غزة، فكلما زادت مدة تواجدكم فيها، كلما زادت فاتورة قتلاكم وخسائركم".

والأربعاء، أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة ارتفاع ضحايا الحرب الإسرائيلية، المتواصلة منذ منذ 7 أكتوبر، إلى 18 ألفا و608 شهداء، و50 ألفا و594 جريحا، معظمهم أطفال ونساء.

وأضاف القدرة، خلال مؤتمر صحفي، أن قوات الاحتلال ارتكبت "16 مجزرة وجرائم إبادة جماعية خلال الساعات الماضية".  

وكانت الحصيلة السابقة، التي تم إعلانها مساء الثلاثاء، هي 8 ألفا و412 شهيدا، و50 ألفا و100 جريحا، بالإضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية.

وضمن جرائم الاحتلال المتواصلة، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الأربعاء، مقتل صحفي جراء القصف الإسرائيلي على القطاع، ليرتفع عدد القتلى الصحفيين إلى 87 منذ 7 أكتوبر.

اجتياح واعتقال

ولليوم الثاني، يواصل جيش الاحتلال اجتياحه لمدينة جنين ومخيمها شمالي الضفة الغربية المحتلة، ضمن عمليات مداهمة واعتقال وقتل مكثفة تستهدف منع الفلسطينيين في الضفة من التضامن مع غزة، حيث يعيش نحو 2.4 مليون فلسطيني.

وقال شهود عيان إن الجيش وسع عملياته في جنين إلى أحياء عدة، وقصف 3 منازل فلسطينية، وقتل 7 فلسطينيين وأصاب عددا آخر، فيما اعتقل 100 فلسطيني على الأقل.

فيما ذكر الجيش، في بيان الأربعاء، أن "4 جنود أصيبوا بجروح طفيفة في عملية جنين، وتم تفتيش أكثر من 400 مبنى واعتقال المئات ومصادرة أسلحة".

والثلاثاء، قتل جيش الاحتلالب 7 فلسطينيين في جنين، ما رفع عدد الشهداء في الضفة الغربية إلى 282 منذ 7 أكتوبر.

ووصفت الخارجية الفلسطينية، في بيان الأربعاء، اجتياح جنين بـ"الوحشي"، محذرة من "نتائجه وتداعياته وما يخلفه من عقوبات جماعية وخراب يعبر عن العقلية الانتقامية المأزومة التي تسيطر على عملية صناعة القرار في تل أبيب".

ودعت الوزارة، في بيان، إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى "وضع حد لاختطاف نتنياهو الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي لصالح أطماعه السياسية الضيقة".

ومنذ اندلاع الحرب، قدمت الولايات المتحدة لإسرائيل أقوى دعم عسكري واستخباراتي ودبلوماسي ممكن، ويعتبر منتقدون أن بايدن أصبح شريكا في ما ترتكبه إسرائيل من "جرائم حرب" في غزة.

وفي الضفة الغربية والداخل (إسرائيل)، اعتقل الاحتلال  منذ 7 أكتوبر نحو 4 آلاف فلسطيني، بينهم 150 امرأة وأكثر من 255 طفلا، بحسب بيان مشترك لمنظمات فلسطينية معنية بالأسرى بينها هيئة شؤون الأسرى والمحررين التابعة لمنظمة التحرير (رسمية)، ونادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي).

وإجمالا، تعتقل إسرائيل في سجونها أكثر من 7800 فلسطيني، بينهم أكثر من 2870 معتقل إداري من دون محاكمة.