اقتحم جنود الاحتلال الإسرائيلي، الخميس، مسجدا في مخيم جنين بالضفة الغربية المحتلة، واستخدموا مكبرات الصوت لأداء صلوات تلمودية فيه.

وتداول ناشطون، مقطع فيديو يظهر جنود الاحتلال الإسرائيلي وهم يغنون أغاني دينية داخل أحد مساجد مخيم جنين في الضفة الغربية المحتلة.

ووفقا لروايات شهود عيان، فقد اقتحم جنود الاحتلال بأحذيتهم مسجدا في جنين، أثناء أذان الظهر، واعتقلوا الموجودين داخله، ثم شرعوا في استخدام مكبرات الصوت في المسجد لترديد أغاني عيد الأنوار (الحانوكا).

ويسمع في خلفية صورة الجندي الإسرائيلي، جندي آخر وهو يقول "نحن في مسجد بجنين"، ثم يبدأ الجندي الآخر بصلاة "اسمع يا إسرائيل"، أو "شيماع إسرائيل" باللغة العبرية.

و"اسمع يا إسرائيل" هي صلاة لدى اليهود تؤدى في الصباح والمساء.

وقال الجندي عبر مكبر الصوت: "اسمع يا إسرائيل، الرب إلهنا، الرب واحد".

فيما ظهر في فيديو أخر، جندي إسرائيلي وهو يتلو ذات الصلاة من على منبر المسجد.

ويحيي اليهود في كافة أنحاء العالم الاحتفالات بهذا العيد تخليدا لذكرى ما يسمى "انتصار أبناء الحشمونيين" في ثورتهم على الإغريق خلال فترة "الهيكل الثاني"، وفق زعم اليهود الذين ادّعوا أن الإغريق اضطهدوا الحقوق ومنعوا العبادات اليهودية، ونتج عن "ثورتهم" احتلال القدس واستبدال الحكم اليهودي بالأغريقي.

وذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية، أنه في مقطع فيديو آخر يظهر جندي إسرائيلي وهو يقول: "بسم الله الرحمن الرحيم هنا المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إلى سكان المخيم، انتهت القصة، لن نسمح بتواجد المسلحين داخل المخيم، المستقبل سيكون نظيفاً، نريدكم أن تعيشوا بكرامة في المخيم، ولا حول ولا قوة إلا بالله".

ونشر وزير الأمن القومي الإسرائيلي زعيم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، مقطع الفيديو، وكتب: "صلاة يؤديها جنودنا الأبطال في مسجد بجنين".

ولم يتم ذكر اسم المسجد وما إذا كان في مدينة جنين أو مخيمها ولكن يظهر الجندي وهو عند محراب المسجد بحذائه.

وبدأ المقطع بالانتشار بين جمهور منصات التواصل في العالم، وأثار حالة من الغضب والاستنكار.

واعتبر مغردون الحركة مستفزة، وقالوا إن جنود الاحتلال يعلمون أن "المقاومة الفلسطينية لن تقاتلهم داخل بيوت الله بسبب حرمة القتال فيها وخوفا من تدميرها".

وأمام هذا الغضب، نقلت هيئة البث الإسرائيلي عن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، قوله "تم إخراج الجنود من النشاط العملياتي فورًا، بعد استلام مقاطع الفيديو والفحص الأولي للحادث من قبل القادة".

وأضاف: "تصرفات الجنود في مقاطع الفيديو خطيرة وتتعارض تمامًا مع قيم في جيش الدفاع الإسرائيلي، وسيتم تأديب الجنود وفقًا لذلك".

غير أن بن غفير قال ردا على موقف الجيش، بالقول: "لا مجال لإجراءات تأديبية ضد الجنود الذين يضحون بحياتهم من أجل شعب إسرائيل في قلب الجحيم في جنين، وخطيئتهم كلها هي قول شيماع إسرائيل في مكان أصبح أحد مراكز الإرهاب الرئيسية ضد إسرائيل".

وأضاف: "نحن بحاجة إلى تقديم الدعم الكامل لجنودنا الرائعين وعدم التورط في إجراءات تأديبية في أمور لا يفترض أن تهم الجيش الإسرائيلي، وبالتأكيد ليس في زمن الحرب".

من جانبه أدان وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني حاتم البكري، اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على المساجد في جنين وتدنيسها، وإقامة طقوس تلمودية داخلها باستخدام مكبرات الصوت.

وأشار في تصريح له الخميس، إلى أن تدنيس المساجد مخالف للأعراف الدولية، ومن شأنه زيادة الاحتقان، وجر المنطقة إلى ما لا تُحمد عقباه.

وطالب البكري، المجتمع والمؤسسات الدولية والمراجع الدينية العالمية بإدانة هذا التصرف وتجريمه.

والخميس، انسحب الجيش الإسرائيلي من مدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية، بعد أن أدت عملياته لاستشهاد 12 فلسطينيا وتدمير واسع في الممتلكات.

وخلال العملية الدامية التي نفذتها القوات الإسرائيلية في جنين، تم اعتقال 700 فلسطيني أفرج عن غالبيتهم بعد تحقيق استمر لساعات.

وكثف الجيش الإسرائيلي عمليات اقتحام واعتقال في مدن وبلدات الضفة الغربية، بالتزامن مع حرب مدمرة يشنها على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مما خلّف آلاف الشهداء والجرحى.