يترقب عشاق كرة القدم مباراة من العيار الثقيل تجمع اتحاد جدة والأهلي المصري ضمن ربع نهائي بطولة كأس العالم للأندية 2023، والتي تحتضنها السعودية لأول مرة في الفترة من 12 حتى 22 ديسمبر الجاري.

وشهدت النسخ الماضية من مونديال الأندية عدد من المواجهات المثيرة إلا أن القارة الصفراء ظلت طرفًا في أفضل المواجهات والتي نستعرضها فيما يلي.

النصر × الرجاء المغربي عام 2000

أول نسخ المونديال شهدت شهدت المجموعة الأولى في البطولة التي شهدت مشاركة 8 فرق مواجهة عربية خالصة بين أول ممثل آسيوي وهو النصر السعودي وبطل أفريقيا الرجاء البيضاوي المغربي.

وخسر النصر أمام ريال مدريد والرجاء أمام كورنثيانز في الجولة الأولى، لتزداد المواجهة بين الثنائي العربي إثارة والتي شهدت هدفًا بعد 4 دقائق فقط سجله فؤاد أنور للنصر زاوية ضيقة داخل الشباك، لكن انتهى الشوط الأول بالتعادل بعد خطأ فهد الهريفي بهدف في مرماه.

شوط المباراة الثاني شهد ماراثون أهداف وأداء وصل بالغلة إلى ثلاثية مقابل هدف لصالح النصر السعودي حارب بعدها الرجاء للتعادل ونجح في ذلك برأسية من بوشعيب المباركي وتسديدة طلال القرقوري تم معادلة النتيجة، لكن الكلمة الأخيرة كانت للنصر حيث ارتقى المدافع الجزائري موسى الصايب إلى الأعلى ليسجل برأسه هدف التقدم الرابع ويحسم المباراة المثيرة التي شهدت تسجيل 7 أهداف، وبالتالي يكون أول فوز على الإطلاق لفريق آسيوي في بطولة كأس العالم للأندية.

سانفريس هيروشيما × جوانجزهو إيفرجراند عام 2015

تواجه فريقان آسيويان للمنافسة على الميدالية البرونزية لأول مرة في عام 2015، حيث استقبل سانفريس هيروشيما الياباني نظيره فريق جوانجزهو إيفرجراند الصيني الفائز بلقب دوري أبطال آسيا 2015 على ستاد يوكوهاما الدولي.

كان لاعب خط الوسط البرازيلي باولينيو في المكان والوقت المناسبين ليقود جوانجزهو إيفرجراند إلى التقدم في النتيجة في غضون أربع دقائق ويمنح الصينيين الأفضلية في الشوط الأول، وقبل 20 دقيقة فقط من نهاية المباراة، بدا بطل آسيا في طريقه لإنهاء البطولة في المركز الثالث، لكن المهاجم البرازيلي دوجلاس، الذي سيمثل لاحقًا أندية مثل العين وفيسيل كوبي، كانت لديه أفكار أخرى.

وجد دوجلاس مساحة في القائم البعيد ليحول كرة عرضية من ركلة ركنية داخل الشباك محرزًا هدف التعادل، ثم أضاف هدفه الثاني في المباراة قبل سبع دقائق من النهاية عندما تابع كرة ارتدت من العارضة ويسكنها برأسه داخل المرمى، ليحول وجهة الميداليات البرونزية إلى هيروشيما.

ريال مدريد × كاشيما انتليرز عام 2016

في عام 2016، صنع فريق كاشيما انتليرز الياباني التاريخ بعد فوزه على أتلتيكو ناسيونال الكولومبي بثلاثية دون رد، ليصبح أول فريق آسيوي يصل إلى نهائي كأس العالم للأندية، كان منافسهم بطل أوروبا القوي ريال مدريد في النهائي.

بدا الكبير الإسباني متجهًا لتحقيق انتصار روتيني عندما تابع كريم بنزيما تمريرة لوكا مودريتش ليوضع فريقه في المقدمة في غضون تسع دقائق من انطلاق المباراة، لكن هومبي جاكو شيباساكي أعلن عن نفسه كبطل في صفوف فريق كاشيما، حيث سدد المهاجم كرة نصف طائرة سكنت الشباك ليحرز هدف التعادل بعد جهد رائع من زميله شوما دوي على الجانب الأيسر.

وأضاف شيباساكي أحد أفضل أهداف البطولة عندما راوغ لوكاس فازكيز وداني كارفاخال قبل أن يسدد كرة قوية من مسافة 20 ياردة سكنت الزاوية السفلية لشباك الحارس كيلور نافاس، وللحظة وجيزة، بدا الأمر وكأن آسيا تستعد للفوز بأول لقب أبطال العالم على الإطلاق.

لكن لم يكن الأمر كذلك حيث نجح كريستيانو رونالدو في تعديل النتيجة لريال مدريد من ضربة جزاء بعد مرور ساعة من بداية اللقاء، مما أدى بمجريات المباراة إلى الذهاب للوقت الإضافي، حيث أكمل النجم البرتغالي ثلاثيته ليحقق الفريق الإسباني الفوز 4-2 في النهاية، ويحصل كاشيما على الميداليات الفضية بمجهود بطولي.

الجزيرة × ريال مدريد عام 2017

وصل ريال مدريد إلى أبوظبي للدفاع عن لقبه، وكان التحدي الأول له هو وقف تألق وتقدم فريق الجزيرة الإماراتي المُضيف من خلال مواجهة الدور قبل النهائي، عندما تألق قائد الفريق الحارس علي خصيف على مدار الـ45 دقيقة الأولى من اللقاء، وحرمانه رونالدو ورفاقه من التسجيل في عدة مناسبات مع قيامه ببعض التصديات الرائعة، قبل أن يتقدم فريق المدرب هينك تين كات بالنتيجة من خلال كرة مرتدة.

وقدم متوسط الميدان المغربي مبارك بوصوفة تمريرة حاسمة لزميله رومارينيو حيث حافظ البرازيلي على تركيزه قبل يضع الكرة داخل شباك نافاس في الدقيقة 41، هنا ظن عناصر الجزيرة أنهم وصلوا إلى أرض الأحلام بعد أن نجحوا في التسجيل مرة أخرى بعد فترة وجيزة من بداية الشوط الثاني قبل يتم إلغاء الهدف نتيجة وقوع بوصوفة في مصيدة التسلل.

وتحولت الليلة المليئة بالنجوم في مدينة زايد الرياضية لصالح ريال مدريد عندما اضطر خصيف إلى مغادرة الميدان بسبب الإصابة، ولم يستقبل الحارس الدولي الإماراتي أي هدف في مباراتين ونصف بالبطولة. وسرعان ما اهتزت شباك بديله خالد السناني مرتين بواسطة رونالدو وجاريث بيل، حيث حقق ريال مدريد فوزًا صعبًا بينما غادر لاعبو الجزيرة البطولة ورؤوسهم مرفوعة بعد أن قدموا أدءًا لا ينسى.

ريفر بلايت × العين عام 2018

وعادت منافسات كأس العالم للأندية إلى الإمارات العام التالي، وكان بطل دوري المحترفين الإماراتي، العين، حريصًا على تقديم أداء مماثل لما حققه منافسهم في أبو ظبي في العام السابق عندما وصلوا إلى قبل النهائي.

أدت العودة الرائعة في النتيجة بعد تأخرهم بثلاثية دون رد أمام فريق ويلنجتون النيوزيلندي، والانتصار القوي على بطل إفريقيا الترجي الرياضي التونسي، إلى خوضه مواجهة الدور قبل النهائي أمام العملاق الأرجنتيني ريفر بلايت.

ولم يُهدر العين وقتًا ليصبح في المقدمة، حيث شهد ستاد هزاع بن زايد فرحة جماهيرية كبيرة عقب رأسية المهاجم السويدي ماركوس بيرغ التي هزّت الشباك بعد ثلاث دقائق فقط من بداية المباراة، عاد ريفر بلايت في النتيجة، وسجل هدفين في الربع التالي من الساعة، وذلك من خلال ثنائية رافاييل بوري.

وفعل كايو لوكاس جناح كاشيما أنتليرز السابق أكثر ما يحبه البرازيليون، حيث سجل هدف التعادل أمام الفريق الأرجنتيني بعد ست دقائق من بداية الشوط الثاني، وأرسل المباراة إلى الأشواط الإضافية، بعد أن أضاع جناح النصر الحالي بيتي مارتينيز ضربة جزاء لريفر بلايت، إثر ارتداد الكرة من العارضة.

كان حارس المرمى الإماراتي خالد عيسى هو البطل، حيث قام زملائه بتنفيذ ركلاتهم الخمس بنجاح، قبل أن يحرم بشكل بطولي إينزو بيريز من تسجيل الخامسة لريفر، حيث أصبح العين أول فريق من غرب آسيا يصل إلى نهائي كأس العالم للأندية والذي خسره في نهاية المطاف أمام العملاق الإسباني ريال مدريد.

ريال مدريد × الهلال عام 2022

حقق الهلال المركز الثاني في كأس العالم للأندية 2022 في المغرب، وهو أفضل إنجاز له على الإطلاق، وذلك بعد أن كان حصل على المركز الرابع في مشاركتيه السابقتين عامي 2019 و2021، وضع بطل الدوري السعودي للمحترفين معيارًا جديدًا لنفسه من خلال التقدم إلى النهائي ببعض العروض الرائعة.

وبعد الوداد وفلامينجو البرازيلي كان الهلال على موعد مع ريال مدريد في النهائي حيث تقدم بطل أوروبا بهدفين في الدقيقة 18، لكن الهلال رد عن طريق موسى ماريجا، ليقلص الفارق في الدقيقة 26، ليرد الملكي بثنائية جديدة في 4 دقائق عبر نجم الاتحاد الحالي كريم بنزيما عند الدقيقة 54، ثم فيديريكو فالفيردي.

لكن فييتو أعاد الهلال إلى المباراة بهدفه في الدقيقة 63، وسجل فيني جونيور هدفه الثاني في الدقيقة 69 ليضمن لريال مدريد اللقب، لكن الهلال كان له الكلمة الأخيرة، حيث سجل فييتو هدفه الثاني قبل 11 دقيقة من النهاية، ليخرج الفريق الآسيوي برأس مرفوعة على الرغم من الخسارة.