بسبب غزة وما بعدها.. كاتب أمريكي: هل تتصادم واشنطن وتل أبيب قريبا؟

الأحد 17 ديسمبر 2023 07:48 ص

هل تسير إسرائيل والولايات المتحدة على مسار تصادمي؟.. حمل الكاتب الأمريكي دانيال برومبرج، الزميل في "المركز العربي واشنطن دي سي"، والمستشار السابق في معهد السلام الأمريكي هذا السؤال، قائلا إن هناك احتمالات تتزايد بحدوث أزمة كبرى في العلاقات بين واشنطن وتل أبيب، بسبب تداعيات حرب غزة وملفات "اليوم التالي" لما بعد الحرب.

ومن المرجح أن يكون المسؤولون الأمريكيون قد خلصوا إلى أن إسرائيل غير قادرة على مواصلة حملتها في غزة دون قتل المزيد من المدنيين الفلسطينيين، أو أنها ليست مستعدة للقيام بذلك.

ومع تزايد خطر المرض والمجاعة مع فرار سكان غزة إلى الجنوب بحثاً يكاد يكون ميئوساً منه عن الأمان، تتزايد احتمالات حدوث تلك الأزمة بين بايدن ونتنياهو.

الأزمة الكبرى، بحسب الكاتب، هو أن إدارة بايدن تدعم نهجًا سياسيًا ودبلوماسيًا أوسع ترفضه حكومة إسرائيل الحالية - كما صرح نتنياهو – تمامًا، حيث يبدو الرئيس الأمريكي أكثر حرصا على مسألة التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينين نحو "حل الدولتين"، وإعادة السلطة الفلسطينية للإشراف على قطاع غزة، وهو ما يرفضه رئيس الوزراء الإسرائيلي.

إشارات متناقضة

ويقول الكاتب إن الفجوة  بين مواقف الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن أزمة غزة ترجع جزئياً إلى الإشارات المتناقضة التي أرسلها البيت الأبيض إلى تل أبيب في الأسابيع الأولى التي أعقبت هجوم "حماس" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

وبالإضافة إلى "عناق بايدن" لنتنياهو - الزعيم الذي لا يحبه كثيراً - أشار المسؤولون الأمريكيون، بما في ذلك الرئيس، إلى نوع من التناقض المشوش عندما يتعلق الأمر بالضغط على إسرائيل للحد من ضراوة حملة القصف.

ما بعد الحرب

والأزمة الأكبر، كما يقول برومبرج، تتمثل في فشل البيت الأبيض حتى الآن في تأمين موافقة إسرائيلية على خطة ما بعد الحرب في غزة والتي تشمل السلطة الفلسطينية.

وبالنسبة لواشنطن، فإن تركيز نتنياهو المستمر والمستمر على التكتيكات العسكرية يمثل كابوسًا استراتيجيًا.

أيضا، فإن مسألة طرد سكان غزة لا تزال حاضرة في مخيلة القادة الإسرائيليين الذين يتطلعون إلى نكبة ثانية، رغم نفي نتنياهو الأمر، لكن شواهده على الأرض مقلقة.

ويرى الكاتب أن  تحذير نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس من أن الولايات المتحدة لن تتسامح "تحت أي ظرف من الظروف" مع النقل القسري للفلسطينيين من غزة، يشير إلى أن إدارة بايدن تحمل قلقا من الأمر.

وعلى الرغم من هذه الرؤى المتضاربة، أو ربما بسببها، يبدو أن مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي قد خلص إلى أن الوقت قد حان للبدء في صياغة نوع ما من الإستراتيجية الدبلوماسية السياسية.

وتعليقًا على هذا الموضوع، أشار أحد المحللين الإسرائيليين إلى أنه في حين قام نتنياهو مؤخرًا بتشكيل لجنة لاتخاذ قرار بشأن استراتيجيات غزة ما بعد الحرب، فإن "وضع خطة عملية يمكن أن تحظى بالقبول في هذه الحكومة الحالية سيكون تحديًا كبيرًا".

 وبالنسبة لإسرائيل والولايات المتحدة والمنطقة، فإن "اليوم التالي" الآخر المهم قد يكون في الصباح التالي للانتخابات الجديدة والتشكيل اللاحق لحكومة إسرائيلية جديدة.

ولكن الهزات الأخيرة التي حدثت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول قد تؤدي إلى تشكيل حكومة يمينية متطرفة مثل الحكومة الحالية.

وبغض النظر عن موعد حدوث ذلك اليوم التالي، فمن الواضح أن الولايات المتحدة وإسرائيل على خلاف.

تمرد "حماس"

ويقول الكاتب إنه حتى لو استطاع جيش الاحتلال الإسرائيلي تفكيك بنية "حماس" في غزة، يبقى هناك احتمال لبدء الحركة الفلسطينية تمردا واسعا قد يستمر لأشهر أو سنوات.

ويضيف: من الصعب، حينها، أن نتصور كيف يمكن التوفيق بين هذا التوقع وأي استراتيجية جادة لمعالجة المستقبل السياسي لغزة.

تطبيع السعودية كعلاج لإسرائيل

وبالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها العرب، فإن احتمال حدوث هذا السيناريو غير المبرر حقيقي بقدر ما هو غير مقبول.

ولتجنب ذلك، يقول الكاتب، إن إدارة بايدن قد تحاول صياغة إنجاز دبلوماسي، ربما من خلال التوسط في تحقيق انفراجة في العلاقات الإسرائيلية السعودية.

ويضيف: ربما يؤدي احتمال تطبيع العلاقات مع المملكة العربية السعودية إلى هز النظام السياسي الإسرائيلي المصاب بالصدمة بطرق تفتح الباب أمام هذا النوع من الحلول التي لا تلوح في الأفق حاليًا.

المصدر | دانيال برومبرج / المركز العربي واشنطن دي سي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

العلاقات الأمريكية الإسرائيلية غزة حماس ما بعد الحرب حل الدولتين تطبيع السعودية

فايننشال تايمز: هل تقترب لحظة الحقيقة بين بايدن ونتنياهو بشأن حرب غزة؟  

مسؤول إسرائيلي سابق يحذر: لا يمكن لنا أن نخسر أمريكا بسبب نتنياهو.. و3 خطوات لحل الأزمة