فوضى البحر الأحمر.. شركات الشحن دون طريق تجاري رئيسي لأسابيع

الأربعاء 20 ديسمبر 2023 07:25 ص

توقعت وكالة بلومبرج الأمريكية أن تظل شركات الشحن العالمية لأسابيع بدون أهم طريق تجاري لها بسبب هجمات الحوثيين المستمرة على السفن في البحر الأحمر.

وقالت إنه حتى في الوقت الذي تعمل فيه الولايات المتحدة على تشكيل قوة دولية لمنع المسلحين الحوثيين في اليمن من مهاجمة السفن التجارية، لا تزال شركات الشحن تنتظر التفاصيل، وتشعر بالقلق بشأن التنفيذ.

ويهاجم الحوثيون السفن دعما لقطاع غزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي وحشي، ويشعر البعض في المنطقة بالقلق من أن الرد القوي لن يؤدي إلا إلى تصعيد العنف.

لذا، تقوم شركات الشحن بإرسال السفن لمسافات طويلة حول أفريقيا، مما يضيف تكاليف قدرها مليون دولار - وسبعة إلى عشرة أيام - لكل رحلة، مع تصاعد أسعار النفط.

وأثارت الهجمات حالة طوارئ أسوأ وأكثر ديمومة من إغلاق قناة السويس في عام 2021، عندما تسببت سفينة عالقة لمدة أسبوع في إعاقة التجارة العالمية لعدة أشهر.

وتضطر السفن التي تنقل كل شيء من النفط والحبوب للسيارات إلى الإبحار حول أفريقيا، وتشكل التكاليف الإضافية والتأخيرات مخاطر على الاقتصاد العالمي.

وقال رولف هابن يانسن، الرئيس التنفيذي لشركة الحاويات الألمانية هاباج لويد، التي توقفت عن الإبحار في البحر الأحمر: "نأمل أن يكون الأمر بين أيام أو أسابيع، لكن بالطبع هناك أيضًا سيناريوهات يجب التفكير فيها عندما يستغرق الأمر وقتًا أطول".

وقال لبلومبرج "بالنسبة للقباطنة والشركات، حتى الحلول الممكنة تشكل مشاكل. يمكن للقوافل البحرية التي ترعى السفن عبر منطقة المياه المحفوفة بالمخاطر أن توفر بعض الحماية، لكن الأمر ليس سهلاً".

وقال ألكسندر سافريس، الرئيس التنفيذي لشركة Euronav NV، في مقابلة مع قناة بلومبرج: "سيؤدي ذلك إلى إبطاء التجارة لأنه سيتعين علينا انتظار مرور قافلة عسكرية في المنطقة".

وأوقفت شركة ناقلات النفط العملاقة جميع الشحنات عبر البحر الأحمر ولن تعود حتى يتم توفير مثل هذه الحراسة العسكرية.

ولم يقدم البنتاجون تفاصيل بعد حول كيفية قيام ما يسمى بعملية حارس الازدهار بحماية السفن.

ويعتقد الرئيس التنفيذي لشركة شحن الحاويات العملاقة A. P. Moller-Maersk A/S، فنسنت كليرك، أن الأمر سيستغرق بضعة أسابيع حتى تصبح هذه القوة جاهزة للعمل.

وكانت هناك ما يسمى بعمليات العبور الجماعية، التي تتبع طريقًا معينًا في الماضي عندما كانت القرصنة الصومالية تشكل مشكلة، وفقًا لجاكوب باسكي لارسن، رئيس السلامة والأمن البحري في مجموعة بيمكو للشحن.

وأضاف أنه من الممكن أيضًا محاولة تأمين منطقة واسعة ونشر وحدات عسكرية وفقًا للوضع.

واستبعد لارسن فكرة "القافلة الصارمة" - حيث ترافق السفن العسكرية الناقلات- لأنها "تستهلك الكثير من الموارد" و "لا أعتقد أنه سيكون هناك ما يكفي من السفن الحربية"، بحد قوله.

ولا يضم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والذي يشارك في عملية حارس الرخاء سوى عدد قليل من دول الاتحاد الأوروبي.

وقالت إسبانيا إن مشاركتها تخضع لقرارات الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية EFE الثلاثاء نقلاً عن وزارة الدفاع.

كما طلبت واشنطن من أستراليا الانضمام، وهو الطلب الذي رفضته الحكومة في كانبرا.

وقال مونرو أندرسون، رئيس العمليات في شركة مخاطر الحرب البحرية وأخصائي التأمين Vessel Protect، إن هذه التفاصيل قد تؤخر الوقت الذي تستغرقه السيطرة على الوضع الأمني.

وقال: "لن يعود المشغلون التجاريون إلى المنطقة إلا بعد التأكد من فعالية الإجراءات الأمنية التي يتم تنفيذها".

وتوالت الهجمات ضد سفن تقول الجماعة اليمنية إنها مرتبطة بإسرائيل، الأمر الذي دفع عدة شركات شحن حاويات، لتعليق رحلاتها عبر البحر الأحمر حتى إشعار آخر.

أبرز هذه الشركات تمثلت في ثلاثٍ تصنف أنها أكبر شركات شحن الحاويات عالميا، وهي: MSC، وإيه. بي مولر ـ ميرسك، إلى جانب CMA-CGM.

وتتصاعد حدة المخاوف عالميا من احتمالية إعلان شركات أخرى تعليق حركة الملاحة البحرية عبر مضيق باب المندب، ما يعني تذبذبا في سلاسل الإمدادات العالمية بين الشرق والغرب، وبالتالي عودة التضخم مجدداً.

وتوعدت جماعة "الحوثي" مرارا باستهداف السفن التي تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية، "تضامنا مع فلسطين" لا سيما قطاع غزة الذي يتعرض لقصف وتدمير متواصل، ودعت الدول إلى سحب مواطنيها العاملين ضمن طواقم هذه السفن.

المصدر | بلومبرج + الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

غزة حوثيين أمريكا إسرائيل البحر الأحمر

ناقلات الغاز الطبيعي تغير مسارها عن البحر الأحمر لتجنب هجمات الحوثيين

أول تعليق من الحوثيين على تشكيل أمريكا قوة دولية في البحر الأحمر

الحوثي يهدد باستهداف المصالح والبارجات الأمريكية في البحر الأحمر

بلومبرج: 103 ناقلة حاويات جديدة تبتعد عن البحر الأحمر.. وارتفاعات متوقعة بأسعار السلع

أمريكا تتهم إيران بمساعدة الحوثيين في هجمات البحر الأحمر.. ما قصة سفينة التجسس؟

توترات البحر الأحمر تدفع شركات الشحن للبحث عن بدائل.. ما دور دول الخليج؟