محلل عسكري بـ "هآرتس": إسرائيل قد تضطر لتغيير شكل الحرب دون أن تحقق أهدافها

الأربعاء 20 ديسمبر 2023 11:58 ص

نشرت صحيفة عبرية تحليلاً عسكريًا، يشير إلى أن الحرب الإسرائيلية على غزة ربما لن تحقق الأهداف المرجوة منها، وهي القضاء على حماس، وإعادة الأسرى، وقد تضطر إلى تغيير شكل حربها على غزة، إلى شكل آخر أقل ضراوة.

وذكر المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أن "آمال إسرائيل تصطدم بالواقع"، وأن عمليات الجيش في قطاع غزة، المتواصلة منذ شهرين ونصف الشهر، لم تؤد إلى انهيار كامل لمنظومة القادة والسيطرة في حماس، ولم تضعف الروح القتالية لدى مقاتليها.

وأفاد هرئيل بأنه "يتبلور في المستوى السياسي وجهاز الأمن الإدراك أن الحرب في قطاع غزة ستنتقل إلى مرحلتها الثالثة – بعد المرحلة الجوية ومرحلة المناورة البرية – خلال الشهر المقبل".

وكان خلاف كبير قد نشب داخل الحكومة الإسرائيلية بين وزراء في الكابينيت السياسي الأمني، بينهم إيتمار بن غفير وميري ريغف، وبين رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هيرتسي هليفي، على خلفية تخوف أخذ يتعمق في اليمين من تقليص ضراوة الحرب على غزة، من دون أن تتحقق أهداف إسرائيل المعلنة، بالقضاء على حركة حماس، وإعادة الأسرى في غزة، وإنشاء وضع أمني جديد في "غلاف غزة".

وسيتمثل التغيير، بموجب توصية أمريكية، بإقامة منطقة عازلة عند حدود القطاع، وربما عزل شمال القطاع عن جنوبه، وتقليص عدد قوات الاحتياط، وشن اقتحامات عسكرية بمستوى ألوية، بدلًا من الفرق العسكرية الأربع التي تنفذ المناورة البرية حاليًا.

والمداولات حول ذلك في إسرائيل تتركز على توقيت هذا التغيير، وما إذا سيتم في منتصف يناير/كانون الثاني المقبل أم في نهايته.

عقبة أمام تغيير مسار الحرب

وأشار هرئيل إلى وجود "عقبة مركزية واحدة" وهي الوضع السياسي لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الذي يخشى من انهيار ائتلافه تحت ضغوط اليمين المتطرف في حكومته.

وسبب آخر يتعلق بالأعباء غير المسبوقة على قوات الاحتياط وتأثير الحرب طويل المدى على الاقتصاد؛ فمئات الآلاف منهم يخدمون منذ شهرين ونصف الشهر تقريبًا بشكل متواصل ويتزايد ثِقل تأثير ذلك على العائلات، المصالح التجارية والتعليم، وستكون هناك ضرورة لأخذ ذلك بالحسبان وإجراء تغييرات بانتشار الجيش، الشهر المقبل".

وأوصت الإدارة الأمريكية والبنتاجون والقيادة المركزية للجيش الأمريكي (سنتكوم) بتغيير شكل الحرب في الفترة القريبة، لكنها لا تمارس ضغوطًا على إسرائيل في هذا الاتجاه، حسب هرئيل.

وخلال اجتماع سابق للكابينيت، قال هليفي إنه استغرق الأميركيون عشر سنوات لقتل زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، بعد هجوم 11 أيلول/سبتمبر 2001، وقد يستغرق إسرائيل وقتًا أقل لاغتيال يحيى السنوار.

ورأى هرئيل بذلك أن إسرائيل "ستغير شكل الحرب قبل أن تحقق أهدافها".

وأشار هرئيل إلى أن نتنياهو قد يمنع تنفيذ الخطط لتغيير شكل الحرب، لأن بقاءه في الحكم على رأس اهتماماته، ولذلك، من الجائز أن يخوض مواجهة مع الإدارة الأمريكية، على خلفية استمرار الحرب بشكلها الحالي من أجل الحفاظ على حزبي اليمين المتطرف، بقيادة بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، داخل حكومته.

وأضاف هرئيل أنه في هذه الحالة ستنتقل الكرة إلى وزراء كتلة "المعسكر الوطني"، بيني غانتس وغادي آيزنكوت، بشأن بقائهما في الحكومة، التي انضموا إليها بعد نشوب الحرب مباشرة، أو الانسحاب منها.

وفيما يتعلق بحزب الله في لبنان، أشار هرئيل إلى أن "النقاش كله حول الحرب في القطاع مرتبط مباشرة بما يحدث في جبهة لبنان أيضا.

وخلال زيارة وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، لإسرائيل تم تقديم موقف قاطع من جانب واشنطن: الحل للتوتر في الشمال سياسي وحسب".

وترددت تقارير في إسرائيل، مؤخرا، حول مسعى أمريكي لترسيم الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل وانسحاب الأخيرة من مزارع شبعا، مقابل إبعاد قوات حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني، بينما "إسرائيل لا تزال متشككة حيال احتمالات نجاح مبادرة كهذه، لكنها ستمنح وقتا لها"، حسب هرئيل.

 

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

حرب غزة نتنياهو أهداف إسرائيل من الحرب الكابينيت خلاف الحكومة الإسرائيلية

زارهم في مستشفى وسط إسرائيل.. جنود جرحى يرفضون لقاء نتنياهو

أولمرت: هزيمة حماس بعيدة المنال ونتنياهو يقاتل على مستقبله الشخصي