معضلة إسرائيلية عند التدخل البري في رفح.. ماذا ستفعل مع مصر؟

الخميس 21 ديسمبر 2023 03:55 م

الحكومة الإسرائيلية تخطط لغزو بري في مدينة رفح ومنطقة فيلادلفيا المتاخمة مع مصر، وعندما يتعين عليها القيام بذلك ستروج لعملية تطهير كاملة للمدينة المتاخمة لحدود مصر، كما حدث في أجزاء أخرى من قطاع غزة.

كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، في تقرير لها، متحدثة عن معضلة كبرى تواجه الجيش الإسرائيلي في مدينة رفح الفلسطينية المتاخمة للحدود المصرية.

وأضافت الصحيفة العبرية، أنه خلال القتال في غزة حتى الآن، امتنع الجيش الإسرائيلي عن القيام بعملية عسكرية برية موسعة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة ومحيطها على الحدود المصرية، وأن القضية التالية التي من المتوقع أن تصل إلى باب مجلس الوزراء الحربي هي النشاط العسكري في تلك المنطقة.

وتابعت: "حتى الآن كان الجيش الإسرائيلي مكتفياً بالضربات الجوية على طول محور صلاح الدين (فيلاديفيا) المتاخم للحدود المصرية، وعلى الرغم من أنه من المعروف أن البنية التحتية العسكرية والمدنية لحماس لا تزال موجودة هناك، فأن هناك شكوكا مبررة في أن أنفاق التهريب لا تزال موجودة تحت منازل المدينة، وبالتالي هناك حاجة لغزو بري لتلك المنطقة".

وقالت الصحيفة العبرية إن المعضلة أمام الجيش الإسرائيلي تكمن في أن نصف تلك الأنفاق موجود في قطاع غزة ونصفها تحت السيادة المصرية، ومن الممكن أنهم ما زالوا نشطين.

وأضافت أنه طالما أن الجيش الإسرائيلي لم يقم بتطهير المدينة بالكامل، فليس هناك يقين من أن تدفق الأسلحة سيتوقف.

وتابعت الصحيفة العبرية: "هناك منطقة أخرى محل نزاع وهي محور فيلادلفيا القريبة من رفح، حيث يتمتع هذا المحور بأهمية استراتيجية هائلة، وحتى انسحاب إسرائيل منه في عام 2005، كان محورياً حاسماً في منع تهريب الأسلحة إلى غزة، وعلى الرغم من وجود اتفاق واسع النطاق على أنه ستكون هناك فائدة كبيرة في الاستيلاء عليه، إلا أن إسرائيل تجنبت ذلك حتى الآن".

تجدر الإشارة إلى أنه منذ اندلاع الحرب، قام الجيش الإسرائيلي بالفعل بعمليات عدة مرات في المدينة الجنوبية.

وتابعت الصحيفة: "في هذا السياق، من المهم الإشارة إلى أنه من المفترض أن يكون لمصر وغيرها من الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية دور مهم، في إدارة القطاع في اليوم التالي للحرب".

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد كشفت عن طلب تل أبيب للقاهرة السماح لها بنشر قوات إسرائيلية على معبر رفح، من أجل إحباط أي محاولة "لتهريب أسرى إسرائيليين أو هروب قادة حركة حماس داخل سيناء".

وقالت صحيفة "معاريف" العبرية، إن إسرائيل تدرس حاليا إدارة "محور فيلادلفيا" – محور صلاح الدين – المتاخم للحدود المصرية مع قطاع غزة"، مضيفة أن "معالجة محور فيلادلفيا مسألة معقدة بشكل خاص".

وأوضحت الصحيفة العبرية أنه حسب التقديرات، يبدو أن الحرب ستدخل مرحلة جديدة بعد انتهاء العملية المكثفة الحالية في خان يونس وحي الشجاعية ومخيم جباليا، وربما أيضا في مخيمات اللاجئين وسط قطاع غزة.

وحسب هذا التقييم، فإن النشاط في مدينة رفح الفلسطينية التي تقع على حدود مصر وفي أقصى جنوب القطاع سيتم بشكل مختلف، بأشجار أقل وأكثر تركيزا على الغارات الموضعية، بعد انتهاء النشاط الحالي في خان يونس.

وتابعت: "في أي سيناريو فإن الانتقال إلى المرحلة التالية سيتضمن قتالاً شاقاً وطويلا، حتى لو كانت خصائصه مختلفة مقارنة بالمناورة البرية التي تم تنفيذها حتى الآن، نحو زيادة الهجمات".

ووفق الصحيفة، فإنه من المتوقع أن يكون التعامل مع طريق فيلادلفيا قضية معقدة بشكل خاص، لأنه حتى في اليوم التالي لرغبة إسرائيل في التنصل بشكل كامل من المسؤولية عما يحدث في قطاع غزة، والذي يعني أن جميع البضائع يجب أن تستمر في الوصول عبر مصر، حتى لو اجتاز بعضها التفتيش في معبر "كيرم شالوم" (كرم أبو سالم) في الأراضي الإسرائيلية.

وأضافت : "ينبغي لهذه القضية أن تصل إلى حل سياسي خلاق في المثلث الإسرائيلي - الأمريكي – المصري.. وإلى جانب حل مشكلة أنفاق التهريب، سيكون على الطرفين إيجاد حل مبتكر لمسألة الإشراف على معبر رفح ودخول البضائع وتواجد إسرائيلي بالمعبر".

وأوضحت الصحيفة أن هناك قضية هامة أخرى تجري مناقشتها حاليا وهي "المنطقة الأمنية"، أو المحيط الأمني الذي ينبغي أن يكون جزءا هاما من اليوم التالي للتسوية في قطاع غزة.

وأشارت إلى أن "المنطقة تبعد حوالي كيلومتر واحد عن حدود قطاع غزة وهي ليست تحت السيطرة الإسرائيلية، ولكنها ضرورية لتوفير الحماية لسكان الجنوب وبالتالي يجب أن يكون هناك تواجد إسرائيلي كامل بتلك المنطقة المتاخمة لحدود مصر".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مصر رفح إسرائيل محور فيلادلفيا صلاح الدين معبر رفح معبر كرم أبو سالم المقاومة

إعلام عبري: بدء عملية برية بالدبابات على الحدود بين غزة ومصر.. والقاهرة تنفي

إسرائيل تتحرك لاحتلال محور فيلادلفيا الحدودي مع مصر.. ما موقف القاهرة؟

فلسطينيون في غزة يدفعون رشاوى بآلاف الدولارات لمسؤولين مصريين للمغادرة عبر معبر رفح