إسرائيل تتحرك لاحتلال محور فيلادلفيا الحدودي مع مصر.. ما موقف القاهرة؟

الاثنين 25 ديسمبر 2023 12:02 م

زعمت تقارير عبرية، أن الجيش الإسرائيلي أبلغ مصر بنيته احتلال منطقة رفح الحدودية من الجانب الفلسطيني، بين قطاع غزة ومصر، وأنه طلب من الجنود المصريين إخلاء المنطقة.

وكشفت تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمام اجتماع مغلق للجنة الخارجية والأمن في الكنيست، سربتها هيئة البث الإسرائيلية (رسمية)، عن نية حكومته السيطرة على محور فيلادلفيا، الفاصل بين غزة والحدود المصرية الشرقية.

فيما قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، إن الجيش الإسرائيلي أكد لمصر أنه "لن يكون مسؤولاً عن أمن قواتها"، خلال محاولته السيطرة على منطقة رفح الحدودية.

وذكرت أن التقارير ادعت كذلك أن الجيش أكد أن العملية العسكرية الإسرائيلية في المنطقة "ستتواصل بغض النظر عن موافقة أو رفض مصر".

كما أفاد موقع "والا" العبري، عن نشاط لمجنزرات وآليات للجيش الإسرائيلي، بالقرب من معبر كرم أبو سالم باتجاه معبر رفح على الخط المسمى محور فيلادلفيا.

وأشار إلى أنه خلال الأسابيع الأخيرة، ناقش المستوى السياسي الإسرائيلي كيفية التعامل مع محور فيلادلفيا وذلك من "منطلق انه كان على مدار سنوات يعتبر منطقة لتهريب الأسلحة والذخائر من سيناء إلى القطاع".

إلا أنه في الوقت نفسه، ووفق الموقع، أثيرت خلال النقاشات الحساسية تجاه المصريين.

ووفقا للموقع فإن هذا الأمر دفع الجيش بالتأخر بالتعامل مع المنطقة الحدودية بين رفح الفلسطينية ورفح المصرية، رغم أنها منطقة تهريب.

وفي أعقاب ذلك، أفادت صحيفة "معاريف" العبرية، بأن الجيش الاسرائيلي يطلق قذائفه باتجاه منطقة جنوب رفح، كما أفادت تقارير بتحرك دبابات وناقلات جند مدرعة غرب معبر كرم أبو سالم.

إلا أن وسائل إعلام مصرية، نفت نقلا عن مصادر مطلعة، أنباء بدء الدبابات الإسرائيلية عملية برية لاحتلال محور فيلادلفيا، على حدود قطاع غزة مع مصر.

وقالت قناة "القاهرة الإخبارية" (رسمية)، إنه "لا صحة لما أورده الإعلام الإسرائيلي حول تنفيذ عملية برية من كرم أبو سالم لمحور فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر".

وكانت هيئة المعابر الفلسطينية بغزة قد ذكرت السبت، أن الجانب المصري نفى وجود أية معلومات بشأن نية إسرائيل التحرك عسكرياً في المحور الحدودي بين مصر وغزة، وفق ما أوردت وسائل إعلام فلسطينية.

وقالت الهيئة إن كل المعلومات الميدانية عن تحركات عسكرية على الحدود مع مصر انطلاقاً من كرم أبو سالم، "غير صحيحة".

يشار إلى أن التطورات الميدانية في منطقة معبري كرم أبو سالم ورفح، جاءت بعد أيام قليلة من زيارة وفد استخباراتي إسرائيلي للقاهرة للمفاوضة حول إدارة الدعم الإنساني والإغاثي للقطاع.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية، الأسبوع الماضي، إن القاهرة خلال لقاء الوفد الإسرائيلي رفضت نشر قوات مشتركة مع "إسرائيل" على محور فيلادلفيا الحدودي.

وأكدت القاهرة أن "المنطقة خالية من أي أنفاق"، وفق هيئة البث.

وأضافت الهيئة: "أثار قصف إسرائيلي متكرر لمحور فيلادلفيا مؤخراً، حفيظة القاهرة، لا سيما أن المحور يخضع لاتفاقية ثنائية تستوجب الحصول على إذن مسبق قبل تنفيذ أي أعمال عسكرية".

وتابعت: "تؤكد السلطات المصرية أن إسرائيل قامت بهذه الخطوة دون الرجوع إليها والتنسيق معها، علماً بأن المسؤولين المصريين كرروا خلال لقاءاتهم مع نظرائهم الإسرائيليين ضرورة إبعاد العمليات العسكرية عن هذه المنطقة، جراء تأثيرها المباشر على الوضع في سيناء".

من جانبه، يقول الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري، إن تحرك الجيش الإسرائيلي باتجاه محور فيلادلفيا "يهدف إلى فصل قطاع غزة عن صحراء سيناء ومصر"، لكنه استبعد أن يتحقق هذا الهدف

وويرى الدويري أن الاحتلال، وبعد خسارته على المستوى الاستراتيجي، يسعى لجعل كافة نقاط العبور التي تؤدي إلى قطاع غزة تحت سيطرته المطلقة، ووصف التحرك الإسرائيلي باتجاه محور فيلادلفيا بـ"الأمر الخطير".

وبخصوص المنطقة العازلة التي يسعى الاحتلال لإنشائها في قطاع غزة، يرجح الدويري، في تحليله لقناة "الجزيرة"، أنها ستكون من 3 اتجاهات، الجبهة الشمالية وطول الشريط والحدود مع مصر، وسيضيف إليها محاولة تموضعه في وادي غزة لفصل الشمال عن الجنوب.

ويمتد محور فيلادلفيا لنحو 14 كيلو متراً، ولا يتجاوز عرضه مئات الأمتار، وذلك من البحر المتوسط حتى معبر كرم أبو سالم، حيث كان المحور خاضعاً لإسرائيل قبل انسحابها من قطاع غزة عام 2005.

بموجب معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية لعام 1979، هذا المحور هو منطقة عازلة كان يخضع لسيطرة وحراسة إسرائيل قبل أن تنسحب الأخيرة من قطاع غزة عام 2005 فيما عرف بخطة "فك الارتباط".

وفي نفس العام، وقّعت إسرائيل مع مصر بروتوكولًا سُمي "بروتوكول فيلادلفيا"، لا يلغي أو يعدل اتفاقية السلام، والتي تحد من الوجود العسكري للجانبين في تلك المنطقة، لكن البروتوكول سمح لمصر بنشر 750 جنديا على امتداد الحدود مع غزة، وهي ليست قوة عسكرية، بل شرطية لمكافحة الإرهاب والتسلل عبر الحدود.

وسيطرت حركة "حماس" على هذا الممر الشائك الذي لا يتجاوز عرضه مئات الأمتار، بعد سيطرتها على القطاع.

ومع تضييق الخناق الإسرائيلي على غزة تجاوز الفلسطينيون هذا الممر والسياج الحدودي ليعبروا إلى الجانب المصري.

ومنذ ذلك الوقت، أحكمت مصر قبضتها الأمنية على هذا الشريط الحدودي.

وعلى مدار سنوات حُفرت المئات من الأنفاق أسفل هذا الشريط الحدودي، خاصة مع تضييق الخناق على القطاع المحاصر الذي يحيط به البحر شمالا وإسرائيل شرقا وجنوبا، ومصر غربا.

ومثلت هذه الأنفاق شريان حياة لسكان القطاع الذين يقدرون بنحو 2.3 مليون نسمة، والحركات الرابضة داخل غزة.

ورسخت القدرات العسكرية للجناح المسلح لحركة "حماس"، خلال الحرب القائمة، للقناعة الإسرائيلية التي ترى أن ثمة أنفاقا، لا تزال قائمة تحت هذا الممر الشائك.

وخلال العقد الماضي، شنت مصر حملة عسكرية شاملة، ضد العناصر المسلحة في شبه جزيرة سيناء على الحدود الشمالية الشرقية للبلاد، شملت كذلك تدمير الأنفاق التي ربطت بين القطاع و مصر، بهدف منع تسلل المسلحين والمتطرفين إلى أراضيها، كما تقول الحكومة.

واتهمت مصر حركة "حماس" مرارا بدعم الجماعات المتشددة التي استهدفت القوات المصرية في أعقاب الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي، المنتسب لجماعة الإخوان المسلمين، والتي كانت تربطها علاقات جيدة بحركة "حماس".

منذ ذلك، اختلفت ملامح هذا الشريط الحدودي؛ على الجانب الفلسطيني، حيث جرفت مناطق حدودية، ونصبت أسلاكا شائكة، كما بنت مصر جدارا فولاذيا، وأزالت منازل ومزارع بمدينة رفح المصرية وقراها، لإقامة منطقة حدودية عازلة تمتد لنحو 5 كيلومترات إلى العمق في سيناء.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

محور فيلادلفيا فيلادلفيا إسرائيل مصر محمور حدودي حدود مصر

رويترز: حماس والجهاد الإسلامي ترفضان هذا العرض لوقف حرب غزة

ليبرمان يدعو للاستيلاء على محور فيلادلفيا الحدودي مع مصر

معاريف: حرب نتنياهو الجديدة ستكون فوق رأس السيسي بسبب رفح وفيلادلفيا