احتضنتني وفدتني بروحها.. مدير عام صحة غزة ينعي استشهاد ابنته (فيديو)

الجمعة 22 ديسمبر 2023 04:57 م

أصيب المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة منير البرش، بجروح مع جميع أفراد عائلته، واستشهدت ابنته في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في جباليا مساء الخميس.

ونُقل المدير العام لوزارة الصحة بغزة إلى إحدى النقاط الطبية بعد ما "حطم جيش الاحتلال جميع مرافق المنظومة الصحية في شمال غزة"، حسبما أكد المسؤول الصحي نفسه في وقت سابق، ولكن القصف الإسرائيلي طاله وأسرته.

ووثقت مشاهد، لحظة توديع البرش، ابنته الشهيدة جنان، حيث ظهر على سرير المستشفى في مشهد مؤثر، وهو يقبل جثمان ابنته باكيًا، ويلقي عليها نظرة الوداع الأخيرة.

وقال والدموع تنهمر من عينه، إن أولاده في الليلة السابقة كانوا يتسابقون إلى النوم في حضنه "فسبقت جنان إخوتها ونامت في حضني وفدتني بروحها".

وأوضح البرش أن القصف أصاب ابنته جنان مباشرة، وأدى إلى إلقائها في البناية المجاورة، فاستشهدت على الفور.

وأشار إلى أنه أصيب في ظهره إصابة تمنعه من التحرك في الوقت الحالي.

وفي توديع ابنته، قال البرش: "اللهم إن هذه ابنتي وهبتها إليك، اللهم خذ من دمائنا حتى ترضى، اللهم خذ من أبنائنا حتى ترضى"، مضيفًا: "الحمد لله الذي اصطفى ابنتي شهيدة، ابتلاء عظيم لكنه رخيص منها، هذا قدرنا لا نفر منه، كل ما نقدمه هو خالص لوجه الله".

وأثناء كلمته دوّى قصف لطائرات إسرائيلية في محيط المستشفى، وعلق عليه البرش مباشرة، فقال: "لا نأبه بقصفهم نحن للدين فداء.. نحن للدين الفداء".

وقصف الاحتلال الإسرائيلي، الخميس، منزل البرش شمالي غزة، مما أدى إلى إصابته وعدد من أفراد أسرته، واستشهاد ابنته.

وأثارت كلمات البرش، مشاعر الفلسطينيين والعرب، الذين قدموا مواستهم له على مصابه.

وقدم الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، تعازيهم للبرش، لافتين إلى أن ابنته سبقته إلى الجنة.

وقبل ساعات من قصف منزله، كان البرش في مداخلة هاتفية مع قناة "الجزيرة مباشر"، وسأله المذيع حول تمسكه بالبقاء في الشمال رغم القصف العنيف، ليرد البرش: "قدر الله نافذ وسيصلنا أينما كنا".

وبالرغم من نزوح عدد كبير من سكان شمال قطاع غزة إلى جنوبه أثناء الهدنة الإنسانية المؤقتة، فإن البرش رفض النزوح إلى الجنوب، وأصر على البقاء في الشمال لمداواة الجرحى، في ظل قصف المستشفيات ونقص الموارد الطبية نتيجة استهدافها، ونزوح العديد من كوادرها إلى الجنوب.

وتنقل البرش بين عدد من مستشفيات الشمال، قبل أن يستقر في مركز جباليا الطبي، الذي حاصره الاحتلال الأربعاء، وأجبر الكوادر الطبية والمصابين على إخلائه.

وكشف معين البرش، شقيق منير، عن تعمد الاحتلال قصف منزل شقيقه، وقال إنه عندما حاول أهالي الحي الهرع إلى منزل منير بعد قصفه، أطلقت المسيرات الإسرائيلية الصغيرة الرصاص على كل من يحاول الوصول إلى البيت، "وهو تأكيد أنها جريمة مركبة، قصف المنزل بمن فيه، ثم محاولة تركهم ينزفون، وهو إجرام لم نعهده من قبل".

ويشن الجيش الإسرائيلي، وفق مؤسسات صحية وحقوقية، حملة شرسة وممنهجة ضد مستشفيات غزة والقطاع الطبي بكامله، لا سيما في الشمال، منذ بداية حربه على غزة، ما جعل مئات الآلاف من الجرحى والحوامل والأطفال والمرضى المزمنين، بلا خدمات صحية.

وبجانب تدمير مستشفيات شمالي غزة، استهدفت المدفعية والطائرات الإسرائيلية، مستشفيات جنوبي القطاع، كان آخرها "مجمع ناصر الطبي" في خان يونس، حسب مصادر متطابقة.

وندّدت كلٌّ من منظمة الصحة العالمية واليونيسيف التابعتين للأمم المتحدة باستهداف إسرائيل المستمر للمستشفيات في قطاع غزة، وحذّرت من التراجع الكبير في عدد العاملين في قطاع الرعاية الصحية هناك.

وكان ممثل منظمة الصحة العالمية في غزة، ريتشارد بيبركورن قد وصف الوضع في مستشفيات غزة، بأنه "محزن وكارثي للغاية".

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت أكثر من 20 ألف شهيد فلسطيني، و52 ألفا و600 جريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية، بينما وصفته الأمم المتحدة وسلطات القطاع بأنه "كارثة إنسانية غير مسبوقة".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

صحة غزة استشهاد منير البرش قصف إسرائيلي الحرب على غزة غزة قصف غزة