جدل بـ(إسرائيل) حول بناء بلدة «درزية» على أنقاض أرض حطين

الاثنين 22 فبراير 2016 12:02 ص

أثارت خطة حكومية إسرائيلية، تسعى لبناء بلدة درزية على أنقاض الموقع الذي شهد معركة حطين، غضبا كبيرا لاسيما بين السكان الدروز، أبرز المستفيدين من البلدة الجديدة.

وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية «أ ف ب»، فإن خطة حكومة «بنيامين نتانياهو» اليمينية الإسرائيلية، تتعرض لانتقادات واسعة من المؤرخين والمزارعين داخل الطائفة الدرزية، حيث يقول منتقدو المشروع إن «بناء بلدة درزية في المنطقة الواقعة في الجليل يهدد الكنوز الأثرية والمناظر الطبيعية المرشحة لدى منظمة الأمم المتحدة للعلوم والتربية والثقافة (يونيسكو) للانضمام إلى قائمة مواقع التراث العالمي».

ووافق مجلس التخطيط والبناء الوطني الإسرائيلي، على خطة البناء يناير/كانون الثاني الماضي، بينما أكدت الحكومة الإسرائيلية أنها ستكون أول بلدة يتم بناؤها للطائفة الدرزية منذ قيام الدولة العبرية في عام 1948.

وقال «نتانياهو» في بيان: «أعطي أهمية كبرى لإقامة بلدة درزية جديدة من شأنها أن تساهم في تطور الوسط الدرزي».

وتعاني القرى والبلدات الدرزية في إسرائيل من الاكتظاظ، وتفتقر إلى البنية التحتية الأساسية.

لكن شخصيات درزية عدة ترى أن الموقع الذي تقترحه الحكومة الإسرائيلية على ارتفاع نحو 300 متر من بحيرة طبرية، لا يلائم احتياجات الطائفة الدرزية، وقد يؤدي إلى تدهور إضافي في علاقتها مع سائر الفلسطينيين.

وتنص المرحلة الأولى من الخطة على بناء 400 وحدة سكنية، ومن المتوقع أن تشمل المرحلة الثانية توسيع البناء ليصل إلى 2500 وحدة سكنية، ما يعني البناء على حقول سكان قريتي حطين ونمرين الفلسطينيتين المهجرتين منذ عام 1948.

«صالح طريف»، السياسي الدرزي الذي شغل في السابق منصب وزير في الحكومة عن حزب العمل الإسرائيلي، قال: «لا يوجد أي درزي سيقبل بالعيش على أرض شخص آخر».

وأضاف: «لا نريد أي شكاوى حول أننا سنقيم على أرض أشخاص لا يملكون أي مكان يعيشون فيه أو تم تهجيرهم من هناك».

فيما قال «رفيق حلبي»، رئيس مجلس قرية دالية الكرمل، أكبر قرية درزية في إسرائيل، إن بناء البلدة هناك «قد يؤثر على العلاقات الحساسة أصلا بين الدروز والفلسطينيين».

ويعد المسؤول الحكومي الدرزي «أيوب قرا» من حزب الليكود اليميني الذي يتزعمه «نتانياهو»، مؤيدا شرسا للمشروع، وقال إنه «يرغب في أن يكون من أوائل المستثمرين في خطة البناء».

وأضاف: «أنوي العيش هناك، وأن أكون العمود الفقري للمجتمع هناك للترحيب بقدامى الجيش من الدروز وغيرهم ممن يخططون للإقامة هناك في أفضل الظروف».

ويقدر المسؤولون عدد الدروز في شمال إسرائيل ب110 آلاف، وعلى عكس »عرب إسرائيل»، يلزم القانون الدروز مثل اليهود، بالخدمة في الجيش الإسرائيلي لثلاث سنوات.

ومن التحديات التي يواجهها مشروع الحكومة، قرب الموقع من التلال المعروفة باسم قرون حطين، التي شهدت المعركة الشهيرة في القرن الثاني عشر ميلادي بين الصليبيين الأوروبيين وقوات المسلمين بقيادة «صلاح الدين الأيوبي».

ووقعت المعركة في يوليو/ تموز 1187، وانتهت بهزيمة وأسر الملك الصليبي «غي دي لوزينيان» على يد «صلاح الدين»، ومهدت لبداية نهاية المملكة الصليبية في القدس.

وفي أكتوبر/ تشرين الأول من العام نفسه، تمكن «صلاح الدين» من فتح القدس، ما أدى إلى إنهاء 88 عاما من حكم الصليبيين.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

حطين الدروز إسرائيل الصليبيين

«إسرائيل» تعتقل دروزا في الجولان بعد هجوم على سيارة إسعاف تسبب في مقتل جريح سوري

دروز «إسرائيل» يقتلون جريحا سوريا بسيارة إسعاف للجيش الإسرائيلي

فرسان الحروب الصليبية يعودون إلي القدس بدعوات إسرائيلية