واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي لليوم الـ85 تواليًا، هجومها الدامي على قطاع غزة، عبر شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، وتنفيذ جرائم مروعة في مناطق التوغل، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار، ونزوح أكثر من 90 % من السكان.

ووفق وسائل إعلام محلية وشهود عيان، فإن طائرات الاحتلال ومدفعيته واصلت غاراتها وقصفها العنيف ليل الجمعة/السبت، على أرجاء متفرقة من قطاع غزة، مستهدفة منازل وتجمعات ومنشآت وشوارع، موقعة مئات الشهداء والجرحى.

وشنت طائرات الاحتلال غارة على أرض في حي السلام شرقي رفح، وقصفت مدفعيته بعنف شرق مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

وارتقى شهداء وأصيب وفقد آخرون بقصف إسرائيلي استهدف منزلا لعائلة الواوي قرب مسجد السنة في مخيم النصيرات.

كما وأطلقت زوارق الاحتلال قذائفها بكثافة شواطئ بحر دير البلح وخانيونس.

ولفتت مصادر طبية إلى ارتقاء شهداء وإصابة آخرين، في قصف إسرائيلي على الزوايدة وسط قطاع غزة.

وشهد كذلك وسط خانيونس وجنوبها، قصفا مدفعيا صهيونيا عنيفا ومتواصلا، وسط سماع اشتباكات شديدة.

فيما وصلت عدة إصابات إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح جراء غارات الاحتلال المستمرة.

كما أعلن المكتب الإعلامي الحكومي، ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين إلى 106 منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، بعد استشهاد الصحفي جبر أبو هدروس مراسل قناة "القدس اليوم" بقصف طائرات الاحتلال منزلهم المأهول في مخيم النصيرات الليلة الماضية.

يأتي ذلك في وقت تواصل قوات الاحتلال توغلاتها في عدة محاور بقطاع غزة، وسط اشتباكات ضارية تشهدها تلك المناطق.

وأفاد شهود عيان، أن قوات الاحتلال تنفذ جرائم مروعة داخل مناطق التوغل، تشمل إعدامات ميدانية ومداهمة منازل ومنشآت ونهبها وتدميرها، وحصار آلاف المواطنين في منازلهم وحرمانهم من التزود بالطعام أو الماء أو الخدمات الصحية.

ولفت الشهود إلى وجود إصابات وشهداء في المنازل والشوارع ولا تستطيع الطواقم الطبية انتشالهم، كما أن قوات الاحتلال تنفذ عمليات اعتقال عشوائية ضد المواطنين يتخللها عمليات تنكيل واسعة.

ووفق مفوض السياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، فإن الجيش الإسرائيلي، الذي عليه واجب حماية المدنيين، يواصل التسبب في وقوع "خسائر مدنية فادحة" في قطاع غزة.

جاء ذلك في منشور لبوريل، عبر حسابه على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، مشيرا إلى أن الهجوم على مخيم المغازي للاجئين في القطاع، كان أحد "أكثر التفجيرات دموية".

وأضاف "أدى الهجوم إلى نزوح 150 ألف شخص آخرين"، قبل أن يدعو إلى "وقف مؤقت" للاشتباكات بشكل عاجل.

ووفق آخر إحصائية، صادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي، فإن الحرب المدمرة على غزة، خلّفت حتى الجمعة نحو 21 ألفا و507 شهداء و55 ألفا و915 إصابة معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.