قالت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)، الأحد، إن الولايات المتحدة أسقطت صاروخين باليستيين أطلقا نحو سفينة حاويات في جنوب البحر الأحمر، من مناطق يسيطر عليها جماعة "الحوثي" في اليمن.

وأوضحت القيادة في منشور على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، أنه "عند الساعة 8:30 مساءً بتوقيت صنعاء، أبلغت سفينة حاويات ترفع علم سنغافورة، وتملكها وتديرها الدنمارك إصابتها بصاروخ أثناء عبورها في البحر الأحمر".

وأضافت: "المدمرة الأمريكية (USS GRAVELY) استجابت لاستغاثة السفينة".

وأضافت أن "السفينة طلبت المساعدة، واستجابنا لها، وأسقطنا صاروخين باليستيين مضادين للسفن أُطْلِقَا من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن باتجاه السفن".

وذكرت أنه "بحسب ما ورد من تقارير، فإن السفينة صالحة للإبحار، ولم يبلغ عن وقوع إصابات"، مشيرةً إلى أن هذا هو الهجوم غير القانوني الـ23 الذي يشنه الحوثيون على الشحن الدولي، منذ 19 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وكان مصدر ملاحي يمني، ذكر في وقت سابق الأحد، أن سفينة شحن في البحر الأحمر، أبلغت عبر جهاز (AIS) عن سقوط شظايا على سطحها جرّاء انفجار مجهول، وقع على مسافة قريبة منها.

وأوضح المصدر، أن أفراد طاقم السفينة لم يتعرضوا للأذى، وأن الانفجار من المحتمل أن يكون ناتجاً عن تصدي البارجات الحربية الدولية المكلفة بحماية الخطوط الملاحية في مضيق باب المندب لصاروخ أو طائرة من دون طيار.

وأشار المصدر إلى أن السفينة كانت تؤكد من خلال نداءات متكررة عبر جهاز (AIS) أن لا علاقة تربطها بإسرائيل، لافتاً إلى أن بارجة حربية يابانية كانت على مقربة من الحادث، طلبت من السفينة مواصلة رحلتها إلى وجهتها.

ولم تتبن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، بما في ذلك جماعة "الحوثي" التي نفذت منذ 19 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، هجمات طالت سفناً قالت الجماعة بإن لها علاقة بإسرائيل.

وكانت الولايات المتحدة أعلنت في منتصف ديسمبر/كانون الأول، تشكيل تحالف دولي متعدد الجنسيات لحماية التجارة في البحر الأحمر، وذلك في أعقاب الهجمات التي نفذتها جماعة الحوثي في المنطقة.

في غضون ذلك، نقلت وكالة "أسوشيتد برس"، عن القائد الأعلى للقوات البحرية الأمريكية في الشرق الأوسط، نائب الأدميرال براد كوبر، القول إن الحوثيين في اليمن لا يظهرون أي مؤشرات على إنهاء هجماتهم "المتهورة" على السفن التجارية في البحر الأحمر، رغم انضمام المزيد من الدول إلى المهمة البحرية الدولية لحماية السفن في الممر المائي الحيوي وبدء تحسن حركة التجارة.

وأضاف، أنه منذ الإعلان عن عملية "حارس الازدهار" قبل ما يزيد قليلا على 10 أيام، أبحرت 1200 سفينة تجارية عبر منطقة البحر الأحمر، ولم تتعرض أي منها لضربات بطائرات مسيرة أو لهجمات صاروخية.

ويربط مضيق باب المندب خليج عدن بالبحر الأحمر ومن ثم قناة السويس. ويربط الطريق التجاري المهم الأسواق في آسيا وأوروبا.

ودفعت خطورة الهجمات، التي ألحق العديد منها أضرارا بالسفن، العديد من شركات الشحن إلى إصدار أوامر لسفنها بالبقاء في مكانها وعدم دخول المضيق حتى يتحسن الوضع الأمني.

وأوقفت عدة خطوط شحن عملياتها عبر البحر الأحمر بالفعل، بسبب الهجمات، وحوّلت الرحلات بدلاً من ذلك إلى طريق رأس الرجاء الصالح الأطول حول إفريقيا، بدلاً من الطريق الأقصر عبر قناة السويس، ما يزيد بشكل كبير من وقت وتكاليف الإبحار.

وقال كوبر، الذي يقود الأسطول الأمريكي الخامس، إن هناك حاليا خمس سفن حربية من الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة تقوم بدوريات في مياه جنوب البحر الأحمر وغرب خليج عدن.

وأضاف أنه منذ بدء العملية، أسقطت السفن ما مجموعه 17 طائرة مسيرة وأربعة صواريخ باليستية مضادة للسفن.

وتقول جماعة "الحوثي"، إنها تستهدف السفن التي تربطها صلات بإسرائيل، والمتجهة إليها، محذرة شركات الشحن من التعامل مع الموانئ الإسرائيلية، وتعهدت بمواصلة هجماتها حتى توقف تل أبيب الحرب على قطاع غزة، كما هددت بمهاجمة السفن الحربية الأميركية إذا استهدفت الجماعة.