باراك: مخطئ من يظن أن اغتيال العاروري يهز حماس.. ومحللون إسرائيليون: مقامرة

الخميس 4 يناير 2024 03:59 م

قلل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، من أهمية اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، صالح العاروري، لافتا إلى أن الحركة ستوفر بديلا له خلال 24 ساعة من إعلان مقتله.

وقال باراك في حديثه للقناة الـ"13" العبرية، إن من يعتقد أن قتل العاروري سيسبب هزة لـ"حماس"، فهو مخطئ.

وأضاف أن "من يتأمل أن يكون هذا البديل أقل مهارة من العاروري فهو مخطئ كذلك".

وأكد باراك، أن هدف تحرير الأسرى لدى "حماس" لا يقل أهمية عن تصفية قادتها، بل الأولوية للهدف الأول، لأنه أكثر إلحاحا لإسرائيل، على حد تعبيره.

واغتيل العاروري (رئيس حركة حماس بالضفة الغربية المحتلة) واثنين من جناحها العسكري "كتائب القسام" وآخرين، قبل يومين إثر إطلاق مسيّرة إسرائيلية 3 صواريخ على مقر للحركة في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت.

ولم تتبنَ إسرائيل أو تنفي المسؤولية عن عملية اغتيال بيروت، لكن لتل أبيب تاريخ طويل في اغتيال قادة لفصائل المقاومة الفلسطينية خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة.

كما أنها سبق وهدد مسؤولون إسرائيليون باغتيال قادة "حماس" في دول بينها لبنان وقطر؛ ردًا على معركة "طوفان الأقصى"، في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

من جهته، أشار رئيس قسم الدراسات الفلسطينية في جامعة تل أبيب، ميخائيل ميلشتاين، إلى أن الاهتمام قبل عملية "طوفان الأقصى"، كان منصبا على الضفة الغربية وما يحدث فيها، وفي ذلك الإطار كان العاروري هو الشخصية المركزية التي تم التهديد بتصفيتها في ذلك الحين.

وأضاف ميلشتاين، أن "حماس" حتى ولو كانت مقطوعة الأطراف ومصابة بشكل كبير بسبب الضربات الأخيرة، فإنها ستتمكن من التعافي.

وتابع: "حتى وإن كنا ننظر نحن إلى ذلك بسخرية ستقول نجحت في أن أصمد".

فيما نقلت القناة الـ"13" العبرية، عن دفير كريب، وكان موظفا كبيرا في "الشاباك" سابقا، تخوفه من تكرار سيناريو 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بإحدى مستوطنات الضفة الغربية، بعد اغتيال العاروري الذي كان رئيس "حماس" فيها.

وأضاف: "علينا الحذر الشديد سواء بالشمال أو الضفة؛ لأنه من الممكن أن يحاولوا فعل شيء".

وتوعّدت "حماس" و"حزب الله" اللبناني بالرد على اغتيال العاروري ورفاقه، فيما زادت إسرائيل حالة التأهب على كل الجبهات وفي سفاراتها.

حيث وصف كبير محللي صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية ناحوم بارنياع، قيام إسرائيل باغتيال العاروري بأنه "مقامرة"، وقال إن "العاروري حصل بصراحة على مكانه في القائمة المراد إقصاؤها"، ولكنه تساءل عن الثمن.

وفي مقال تحليلي بعنوان "القضاء على العاروري مقامرة"، قال بارنياع: "الاغتيالات المستهدفة لا تقاس فقط بالضربة التي يتلقاها العدو، فالسؤال هو ما الذي يمكن أن تفعله هذه الخطوة بنا.. السعر مقابل القيمة والتكلفة مقابل المنفعة".

وأضاف: "من بين كل ردود الفعل المحتملة لحماس، فإن أكثرها إثارة للقلق هي المتعلقة بالمختطفين (الإسرائيليين في غزة) ولا أعتقد أن أحداً من أصحاب القرار بإسرائيل يعتقد أن التصفية ستخفف من مواقف السنوار وتدفع نحو صفقة أخرى، هذه قصص نرويها لأنفسنا" في إشارة لتقديرات إسرائيلية بأن الاغتيال سيسرع صفقة تبادل للأسرى.

وقدرت إسرائيل، أن حركة "حماس" سترد على اغتيال العاروري من جهة لبنان، وقالت هيئة البث (رسمية)، إن "التقديرات تشير إلى أنه بما أن الذين قتلوا في بيروت هم المسؤولون عملياً وبشكل يومي عن إطلاق حماس النار من لبنان، فإن هذا يعني أن حماس ستعد الرد على الاغتيال وهذا قد يستغرق بعض الوقت".

وأضافت: "في إسرائيل يقدرون أنه سيكون هناك رد من حماس من جهة لبنان بكل الأشكال والاحتمالات رداً على اغتيال الأمس، على الأقل فإنهم سيحاولون".

وفيما يتعلق بمسألة "حزب الله"، تابعت الهيئة: "التقييم في إسرائيل في الوقت الحالي هو أنه على الرغم من حقيقة أن الهجوم على العاروري كان في قلب الضاحية، إلا أنهم سيبحثون على الأرجح عن نوع من الرد الأوسط الذي سيظهر إطلاق النار، لكنه لن يؤدي إلى حرب أو حدث واسع النطاق".

ونبهت هيئة البث الإسرائيلية إلى أنه "صدرت تعليمات لضباط الشرطة في مختلف مديريات الشرطة بزيادة اليقظة تحسبا لوقوع هجمات بعد اغتيال العاروري".

وأشارت إلى أنه "تجري استعدادات خاصة في نجمة داود الحمراء في جميع أنحاء البلاد".

فيما نقل موقع "واللا" الإخباري العبري، عن مسؤول إسرائيلي (لم يسمه) قوله إن "إسرائيل تستعد لرد انتقامي كبير من قبل حزب الله على اغتيال العاروري، بما في ذلك إطلاق صواريخ بعيدة المدى على أهداف في إسرائيل".

يشار إلى أنه ردًا على اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى، شنت حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، هجوم "طوفان الأقصى" ضد قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية بمحيط غزة، بعد أن اخترقت الجدار العازل المزود بتكنولوجيا دفاعية متقدمة.

ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ ذلك الحين، حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت أكثر من 22 ألف شهيد وأكثر من 57 ألف جريح، 70% منهم من النساء والأطفال فضلا عن دمار هائل في المنشآت والبنية التحتية، وكارثة إنسانية غير مسبوقة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

العاروري حماس القسام لبنان حزب الله باراك إيهود باراك اغتيال العاروري

العاروي في حوار لصحيفة جزائرية قبل اغتياله: الموت لا يردعنا (شاهد)

رئيس الموساد السابق: اغتيال مسؤولي حماس في الخارج "متوقف بقرار سياسي"