استشهد 6 فلسطينيين وأصيب آخرون ليل السبت الأحد، في قصف جوي إسرائيلي على مخيم ومدينة جنين، في الضفة الغربية المحتلة، قبل أن يعترف جيش الاحتلال بمقتل مجندة في كمين محكم نصبته المقاومة في جنين.

جاء ذلك بالتزامن مع اقتحام واسع نفذته قوات الاحتلال لجنين ولعدة مدن أخرى في الضفة.

وأفادت مصادر محلية، بأن طائرات الاحتلال أطلقت صاروخًا على الأقل تجاه تجمع للمدنيين في أحد شوارع جنين، ما أدى إلى 6 شهداء وتحويلهم إلى أشلاء.

وذكرت أن الشهداء هم أشقاء وأبناء عمومة، وجميعهم مدنيون.

وكانت قوات الاحتلال اقتحمت مدينة جنين واندلعت على الفور اشتباكات مسلحة بينهم وبين مقاومين فلسطينيين في عدد من محاور المدينة.

وتصدى المقاومون الفلسطينيون للقوات الإسرائيلية التي اقتحمت جنين من المدخلين الشمالي والجنوبي، في حين قصفت مروحية للاحتلال من طراز أباتشي منطقة الاشتباكات.

واندلعت الاشتباكات المسلحة بين المقاومين وجنود الاحتلال في أكثر من محور من المدينة، قبل أن تتوجه تتوجه آليات عسكرية إسرائيلية إلى حي الجابريات المطل على مخيم جنين.

ووفق شهود عيان، فإن الاشتباكات توقفت بعد أن فجّر مقاومون فلسطينيون عبوات ناسفة بآليات الاحتلال في حي الجابريات، مما أسفر عن إعطاب عدد منها.

وأشاروا إلى أن قوات الاحتلال استخدمت طائرة مروحية من طراز أباتشي لقصف المنطقة.

كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة يعبد غرب جنين، وأطلق مقاومون فلسطينيون النار على قوة راجلة من جيش الاحتلال، وألقوا عبوات محلية الصنع تجاه عدد من الآليات العسكرية.

ورد جنود الاحتلال بإطلاق النار بشكل عشوائي تجاه عدد من المواطنين، كما أطلقت قوات الاحتلال القنابل الدخانية في حي الجابريات.

واعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي بإصابة 4 جنود بينهم اثنان بجروح خطيرة، جراء كمين محكم تم خلاله تفجير عبوة ناسفة استهدفتهم في جنين، قبل أن يعلن لاحقا مقتل مجندة متأثرة بإصابتها.

وفي محافظة طولكرم، أصيب 3 فلسطينيين خلال اقتحام قوات الاحتلال بلدة زيتا شمال المحافظة، بينما أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني عن إصابة 4 فلسطينيين برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، وُصفت إصابة أحدهم بالخطيرة خلال مواجهات اندلعت في بلدتي بَلْعا وعَنَبْتا شرقي المحافظة.

وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال اقتحمت الأحياء وانتشرت فيها لاعتقال من تسميهم مطلوبين، وتمركزت وسط بلدة بلعا، واندلعت مواجهات مع فلسطينيين في أثناء تصديهم لعملية الاقتحام، وقامت قوات الاحتلال بتدمير وإحراق محل تجاري وإطلاق قنابل الصوت عليه قبل أن تنسحب.

كما اندلعت مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال في قرية عقربا جنوب شرقي نابلس.

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد دهمت البلدة القديمة ومحيطها في مدينة نابلس في وقت سابق، واندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات الاحتلال ومقاومين فلسطينيين حاولوا التصدي لعملية الاقتحام.

وانسحبت قوات الاحتلال من المدينة بعد تدمير مطبعة لأستاذ جامعي معتقل منذ شهرين في سجون الاحتلال، وبعد انسحابها بأقل من نصف ساعة عادت واقتحمت المدينة وتوجهت صوب البلدة القديمة.

وفي محافظة الخليل، اقتحمت قوات الاحتلال مدينة دورا ومنطقة تلة الصمود في مـَسافر يطـَّا وبلدة بني نعيم شرق الخليل، وشرعت في دهم وتفتيش منازل المدنيين.

وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص باتجاه سيارة إسعاف تابعة للجنة الشعبية لخدمات مخيم العَرُّوب شمال الخليل.

وفي السياق، أظهر مقطع فيديو قيام مستوطن مسلح بتفتيش مواطن فلسطيني واحتجازه في حارة جابر (وسط مدينة الخليل) على مرأى من جنود الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة.

كذلك اقتحمت قوات الاحتلال مدينة قلقيلية شمالي الضفة الغربية، ودهمت أحياء عدة في المدينة، وقد اعتقلت قوات الاحتلال عددا من الشبان.

كما اندلعت مواجهات مسلحة مع مقاومين فلسطينيين، ولا تزال قوات الاحتلال تحاصر أحياء عدة بذريعة البحث عن مطلوبين.

وذكر شهود عيان، أن فلسطينيَّين أصيبا برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة قطَنَّة شمال غربي القدس المحتلة خلال مواجهات.

وأفادت مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال دهمت عددا من المنازل ودمرت محتوياتها، وشنت حملة اعتقالات واسعة استهدفت شبانا، أخضعتهم بعدها للتحقيق.

وتأتي الاقتحامات الإسرائيلية الجديدة في إطار تصعيد مستمر بالضفة منذ إطلاق المقاومة معركة "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ومع استشهاد 6 في جنين، ارتفع عدد شهداء الضفة الغربية، إلى 320 شهيدًا، بينهم 80 طفلًا، بدء الحرب.

يأتي ذلك في وقت ارتفع عدد الفلسطينيين الذين اعتقلهم الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية إلى 5680 منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وفق بيان مشترك لهيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية (حكومية) ونادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي).

ووفق المؤسستين، فإن قوات الاحتلال تواصل تنفيذ عمليات اقتحام وتنكيل واسعة خلال حملات الاعتقال، واعتداءات بالضرب المبرّح، وتهديدات بحقّ المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب عمليات التخريب والتدمير الواسعة في منازل المواطنين.

وحسب تقرير سنوي لمؤسسات الأسرى، بلغ إجمالي عدد الأسرى نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي نحو 8800، بينهم أكثر من 80 أسيرة.