تنديد بمشاركة شاعر فلسطيني في تأبين جندي للاحتلال.. ماذا قال الناشطون؟

الأحد 7 يناير 2024 07:29 ص

نددت وزارة الثقافة الفلسطينية، وناشطون، بمشاركة الشاعر الفلسطيني سليمان دغش، في تأبين أحد جنود الاحتلال المنتمي لعائلته.

وكانت مواقع التواصل الاجتماعي، قد تناقلت مقطع فيديو يظهر الشاعر الفلسطيني مشاركاً في تأبين الجندي القتيل سفيان دغش، بل وملقياً كلمة أمام تابوته المغطى بالعلم الإسرائيلي.

وخلال التأبين، قال دغش: "كيف لنا أن نصدق أنك رحلت عنا، ولم نتمكن من وداعك وتقبيل جبينك العالي قبل أن تفارقنا.. كيف لي أن أستوعب، وأنت حفيدي الأول، أن أحمل نعشك الطاهر، وأن توارى الثرى قبلي".

من جانبها، استنكرت وزارة الثقافة، مشاركة دغش في تأبين أحد الجنود "الذين شاركوا وتسبّبوا في قتل الأطفال والنساء والشيوخ وتدمير البيوت على رؤوس ساكنيها في غزة".

واعتبرت الوزارة، في بيان نشرته على صفحتها في "فيسبوك"، أن أي تقدير مُنح للشاعر سليمان دغش من طرفها هو "لاغ".

ودعت الوزارة كافة المؤسسات العربية والدولية لسحب أي تقدير أو تكريم منحته للشاعر دغش، خاصة جائزة الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب التي منحت له عام 2017.

وأثارت مشاركة الشاعر دغش في التأبين إدانات غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي، فبالإضافة إلى بيان وزارة الثقافة، كتب الأمين العام للاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين مراد السوداني: "سفور التطبيع وسقوط الوعي في اللحظة.. كاشفة هي الحرب على غزة، أسقطت الأقنعة عن الأشخاص والدول، وأظهرت الحقيقة بيضاء من غير سوء".

وأضاف: "كان بإمكانك أيها الشاعر الراثي أن تقول: لا تزر وازرة وزر أخرى، وترفض ما كان. وتحافظ على سيرتك بعيداً عن الالتباس وتردي اللحظة. أما ولم تفعل فقد حذفت نفسك بنفسك. وعليه، فإننا ندعو لسحب التكريمات من الشاعر سليمان دغش، وعدم إنفاذ منحه جائزة اتحاد الأدباء والكتاب العرب لكتاب 48 والتي تم منحه إياها العام 2017، وتكريم وزارة الثقافة الفلسطينية".

كما كتب الشاعر عمر شبانة: "عار عليك يا سليمان دغش. عِشنا ورأينا “شاعرًا فلسطينيًّا” من قرية المغار، في فلسطين المحتلة 1948، يرثي حفيده الجنديّ في جيش الكيان الصهيونيّ بعد سقوطه قتيلاً وهو يقاتل شعبنا الفلسطينيّ في غزة. الشاعر يعتبر نفسه سفير فلسطين والشعر الفلسطينيّ في حركة شعراء العالم".

كما كتب ياسين عز الدين: "انفصام الشخصية الذي يعيشه الكثيرون. هذا حساب سليمان دغش، وهو جد الجندي الدرزي الذي قتل في غزة قبل أيام. على اليمين ينعى حفيده الذي قتل وهو يقاتل مع جيش الاحتلال، وعلى اليسار يعرف بنفسه أنه سفير فلسطين في حركة شعراء العالم".

وتابع: "في الحقيقة، الكثيرون من فلسطينيين وعرب يعيشون هذا الانفصام؛ قلوبهم مع فلسطين وسيوفهم مع إسرائيل، والحجة موجودة دائمًا: الظروف الخاصة والخصوصية. اليوم، لا مجال لميوعة المواقف، ولا للوقوف في المنتصف، فإن لم تكن مع فلسطين قولًا وعملًا فأنت مع إسرائيل".

أما الكاتب الفلسطيني حسن خضر، فاعتبر بيان وزارة الثقافة  الفلسطينية "محاولة فضائحية للتنصل من فائز بجائزة أدبية رفيعة.. أما مناسبة هذا الكلام فهي تنصّل المؤسسات المعنية، اليوم، من جوائز وحفلات تكريم، ومقابلات، وصفات تفخيم مجانية، كانت من نصيب شاعر من الجليل يدعى سليمان دغش. لم يكن المذكور وجهاً بارزاً في المشهد الثقافي الفلسطيني، ولا كان صاحب وزن يبرر الجوائز والتكريم".

وأضاف: "دغش فاز، دون وجه حق، بجائزة الاتحاد العام للكتّاب العرب، وأين؟ في دبي. وعلى يد مَنْ: شاعر من تلك البلاد (منافق ومتوسّط الموهبة) يدعى حبيب الصايغ كان رئيساً للاتحاد العام للكتاب العرب".

وزاد: "كل طيور الثورة المضادة في العالم العربي متشابهة، وكلها محافظة ورجعية في الجوهر. لذا، المشكلة مع سليمان دغش وقعت قبل محاولة التنصل منه بوقت طويل، وقبل مشاركته في تأبين حفيد سقط في الحرب على غزة".

وندد ناشطون بازدواجية الشاعر الفلسطيني، متسائلين عن كيفية تعايشه مع الواقع وخداعه للفلسطينيين.

وعبر آخرون عن غضبهم من موقف الشاعر، داعين إلى مقاطعته وسحب كل التكريم الذي حصل عليه.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

شاعر فلسطيني سليمان دغش إسرائيل حرب غزة تأبين جندي احتلال