لوموند: تصريحات إسرائيل العدوانية تضع أمريكا على خلاف مع شركائها العرب

الاثنين 8 يناير 2024 11:44 ص

التصريحات الإسرائيلية العدوانية تضع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن على خلاف مع شركاء الولايات المتحدة العرب.. هكذا توضح صحيفة "لوموند" الفرنسية، في تقرير حذرت خلاله من امتداد الصراع إلى الشرق الأوسط.

الصحيفة، أشارت إلى زيارة بلينكن الرابعة إلى المنطقة، منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، مشيرة إلى أن الهدف الرئيسي لها هو "منع توسع نطاق الصراع" إلى لبنان وسوريا والعراق واليمن.

وتتلخص الضرورة الملحة في وقف السيناريو الأسوأ بالنسبة للولايات المتحدة، وهو اشتعال كل الجبهات المفتوحة لدعم "حماس" من قِبَل إيران وحلفائها ضمن "محور المقاومة" لإسرائيل، وهو ما قد يؤدي إلى حرب إقليمية.

واحتدمت المواجهة منذ نهاية ديسمبر/كانون الأول في اليمن ولبنان والعراق.

وحذر بلينكن خلال زيارته لقطر الأحد، من أن الصراع في قطاع غزة "قد ينتشر بسهولة، مما يسبب المزيد من انعدام الأمن والمزيد من المعاناة"، معربا عن تصميمه على "منع الصراع من التوسع" في الشرق الأوسط بأكمله.

وأعرب رئيس الدبلوماسية الأمريكية، عن قلقه الخاص بشأن خطر التصعيد على الحدود بين إسرائيل ولبنان، والتي تصاعدت منذ اغتيال نائب رئيس حركة "حماس" صالح العاروري، بغارة في بيروت.

وتنفيذاً لتهديدات زعيمه حسن نصرالله، أطلق "حزب الله" صباح السبت، أكثر من 60 صاروخاً وقذيفة على قاعدة استراتيجية إسرائيلية في جبل ميرون، على بعد 8 كيلومترات من الحدود اللبنانية.

وأكد الجيش الإسرائيلي، مساء الأحد، أن قاعدة المراقبة الجوية هذه، الملقبة بـ"عيون الدولة في الشمال"، نسبة إلى راداراتها التي تستطلع الأجواء في لبنان وسوريا، تعرضت لأضرار كبيرة.

وردّت إسرائيل بضربات ضد أهداف لـ"حزب الله" على بعد حوالي 30 كيلومترا من الحدود.

وشدد بلينكن على "أهمية أن يتمتع الإسرائيليون بالأمن في الشمال"، داعيا إلى مواجهة هذا التحدي من خلال "القنوات الدبلوماسية".

ولم يلقَ نداء وزير الخارجية الأمريكي آذانا صاغية من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو، إذ حذر هذا الأخير الأحد قائلا: "أقترح أن يتعلم حزب الله ما تعلمته حماس بالفعل في الأشهر الأخيرة.. لا يوجد إرهابي في مأمن".

ولاحقا، هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، بنقل الدمار الذي ألحقه جيشه في غزة إلى بيروت.

وبعد ضرب معقله في الضاحية الجنوبية لبيروت، سيكون ذلك خطاً أحمر جديداً لحزب الله.

وقد حسب الأخير رده السبت على إعادة توازن الردع مع إسرائيل دون المجازفة بجر لبنان، الذي أصبح بلا دماء، إلى حرب شاملة، وفق "لوموند".

بل إن نصرالله، في خطاب ألقاه الجمعة، قال للمرة الأولى، إنه منفتح على تسوية سياسية مع إسرائيل بشأن ترسيم الحدود البرية "بعد وقف العدوان على غزة".

واعتبر أن الردع الذي يمارسه الحزب ضد إسرائيل قد خلق "فرصة تاريخية" للبنان لاستعادة الأراضي التي تقع في قلب النزاع الحدودي.

وهذه اليد الممدودة تغذي أمل المبعوث الأمريكي الخاص عاموس هوكشتاين، ولو كان ضعيفاً، بالنجاح في التفاوض على طريقة عمل جديدة بين إسرائيل و"حزب الله"، على الحدود، كما تقول الصحيفة الفرنسية.

وخلال زيارته لإسرائيل الخميس، استمع هوكشتاين إلى مخاوف نتنياهو، الذي أصر على الحاجة إلى "تغيير جذري" على الحدود الشمالية لضمان العودة الآمنة لـ80 ألف إسرائيلي نازح.

وعلى الرغم من إعرابه عن تفضيله للتسوية "الدبلوماسية"، إلا أن رئيس الحكومة الإسرائيلية هدد بالحرب في حالة الفشل، وأصر على حقيقة أنه ما يزال هناك "نافذة زمنية قصيرة"للتوصل إلى حل تفاوضي.

وحسب صحيفة "واشنطن بوست"، فإن المسؤولين الأمريكيين يخشون من أن يراهن نتنياهو على الحرب مع "حزب الله" لضمان بقائه السياسي.

ويشير الكثيرون إلى مسؤوليته عن الفشل في منع هجوم 7 أكتوبر، الذي قُتل فيه ما يقرب من 1200 إسرائيلي، وأسرت حماس 240 آخرين.

فجزءٌ من من المؤسسة الإسرائيلية، توضح "لوموند"، يشجع نتنياهو على ضرب "حزب الله"، الذي زاد من ترسانته من الأسلحة المتطورة، بما في ذلك الصواريخ بعيدة المدى، منذ حرب عام 2006.

ومع ذلك، فإن تقريراً سرياً صادراً عن وكالة الاستخبارات التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية، يعتقد أنه سيكون من الصعب على إسرائيل أن تخرج منتصرة من الصراع مع "حزب الله"، في حين أن وسائلها أو قدراتها العسكرية منتشرة على عدة جبهات.

كما تخشى إدارة بايدن من أن الانسحاب التدريجي لخمس كتائب من جنود الاحتياط الإسرائيليين من قطاع غزة، والانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب، سيعطي إسرائيل مساحة أكبر للمناورة على الجبهة الشمالية.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، أنه أنهى "تفكيك البنية العسكرية لحركة حماس" في شمال قطاع غزة، ومع ذلك، أوضح رئيس الأركان هرتسي هاليفي أن الجيش "سيقاتل في غزة على مدار السنة"، لتحقيق أهدافه، وهي القضاء على "حماس" في القطاع، وإطلاق سراح الأسرى.

وما تزال الوساطة في هذا الملف الأخير مستمرة، لكنها "معقدة" بسبب اغتيال صالح العاروري، حسبما قال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، لبلينكن الأحد.

كما أن التصريحات الإسرائيلية العدوانية تضع وزير الخارجية الأمريكي على خلاف مع شركاء الولايات المتحدة العرب، حسب الصحيفة.

وكان وزراء في حكومة نتنياهو، أعربوا عن رغبتهم في ترحيل فلسطينيين عن غزة والاستيطان فيها، الأمر الذي أبدت الخارجية الأميركية تحفظها العميق عليه.

وفي مسعى لتخفيف الانتقادات الدولية الموجهة لإسرائيل، قال رئيس الدولة، إسحق هرتسوغ، إن هذه الدعوات لا تعبر عن موقف الحكومة الإسرائيلية أو البرلمان الإسرائيلي أو الجمهور الإسرائيلي.

فقد حث  العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، الأحد، بلينكن على التحرك لتنفيذ "وقف فوري لإطلاق النار"محذرا من "التداعيات الكارثية" لاستمرار الأعمال العدائية، مثل التهجير القسري للفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.

كما أن استمرار الحرب يزيد من خطر انجرار إدارة بايدن إلى صراع إقليمي قبل أقل من عام من الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/تشرين الثاني.

وإذا اشتعلت الجبهات في لبنان وسوريا والعراق واليمن، فلن يكون أمام واشنطن خيار سوى التدخل دفاعاً عن إسرائيل، فقواتها موجودة بالفعل على خط المواجهة في العراق وسوريا، حيث أصبحت المواجهة متوترة مع الفصائل المسلحة العراقية القريبة من إيران، والتي نفذت نحو 140 هجوما على القواعد الأمريكية منذ أكتوبر/تشرين الأول.

أما الجبهة الأكثر اضطرابا في المنطقة فهي البحر الأحمر، حيث هاجم المتمردون الحوثيون في اليمن السفن التجارية التي تستخدم مضيق باب المندب 25 مرة منذ نوفمبر/تشرين الثاني، حسب البنتاغون.

ولم يثنهم نشر قوة حماية بحرية متعددة الجنسيات تحت قيادة أمريكية في منتصف ديسمبر/كانون الأول، ولا التحذير الذي يشبه الإنذار الذي أرسلته إليهم 13 دولة عضو في هذا التحالف، الأربعاء الماضي.

ووفق الصحيفة، فإن خيار توجيه ضربات موجهة ضد أهداف عسكرية للحوثيين مطروح على الطاولة، مضيفة أن إدارة بايدن تستبعد ذلك أيضا حتى لا تعرّض للخطر مفاوضات السلام التي بدأتها الرياض مع الحوثيين، حيث من المقرر أن يذهب بلينكن الاثنين، بعد أبوظبي إلى الرياض.

وسيختتم بلينكن جولته في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة ومصر.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

شركاء عرب أمريكا بلينكن إسرائيل حرب غزة لبنان حزب الله