البحرين تفرج عن صحفيي الولايات المتحدة فيما يقبع صحفيوها خلف القضبان

الثلاثاء 23 فبراير 2016 07:02 ص

أطلقت السلطات البحرينية سراح 4 صحفيين أمريكيين هذا الأسبوع بعد أن تم القبض عليهم بتهمة المشاركة مع مجموعة من المخربين كانوا يقومون بأعمال شغب، وقد تصدر خبر اعتقالهم العناوين الرئيسية للصحف العالمية وعلى رأسها صحيفة واشنطن بوست الأمريكية وصحيفة الغارديان البريطانية.

صحيفة الغارديان البريطانية استنكرت اعتقال المراسلة الصحفية الحرة «آنا تيريز ديي» وطاقم التصوير الخاص بها بتهمة التجمهر غير المشروع بقصد ارتكاب جريمة، حيث تم إلقاء القبض عليهم في 14 فبراير/شباط أثناء تغطيتهم للاحتجاجات الخاصة بإحياء الذكرى الخامسة للانتفاضة السياسية في دول الخليج.

وتعد ديي من الشخصيات الصحفية المعروفة لدى العامة، فهي صحفية حائزة على جائزة فولبرايت، وقد عملت كمراسلة صحفية في الشرق الأوسط والمكسيك وشمال أفريقيا لعدة صحف أوروبية عالمية من بينها نيويورك تايمز وديلي بيست، وسي إن إن ، والجزيرة الأمريكية.

فيما تناولت صحيفة واشنطن بوست الخبر مسلطة الضوء على قمع الحريات السياسية في البحرين، والقيود المفروضة على حرية الصحافة، والممارسات التعسفية الموجه ضد الصحفيين البحريينين والمعارضين للنظام، حيث ذكرت الصحيفة قضية الصحفي البحريني «عبد الجليل السنكيس» الذي يقبع في السجن بعد الحكم عليه بالمؤبد، فالكثير من الناس لم تسمع قط عن الصحفي والمدون البحريني الناشط في مجال حقوق الإنسان، فهو صحفي حر لا يملك من الدعم والسلطة ما يكفي للضغط على الحكومة من أجل إطلاق سراحه، أو حتى التمتع بمعاملة إنسانية في السجن، فلم تشغل قضيته أي رأي عالمي.

وأشارت الصحيفة إلى المفارقة الجائرة بين وضع الصحفي البحريني، ووضع الصحفيين الأمريكيين الأربعة المدعوميين من قبل دولتهم التي يتمركز أسطولها الخامس على تلك الجزيرة الصغيرة، فلم يتطلب الأمر سوى بعض المكالمات الهاتفية لإطلاق سراح الصحفيين الأمريكيين الأربعة، فيما يقبع «السنكيس» وغيره من الصحفيين البحرينيين في السجون لنفس السبب الذي تم لأجله إلقاء القبض على الصحفيين الأمريكيين على وقع قيامهم بتغطية تداعيات انتفاضات الربيع العربي المندلعة منذ خمس سنوات.

واحتلت البحرين المرتبة 163 من أصل 180 دولة في عام 2015 من حيث التصنيف العالمي لحرية الصحافة وفقا لمؤسسة مراسلون بلا حدود، ووفقا للجنة حماية الصحفيين، فإن هناك سبعة صحفيين بحرينيين على الأقل يقبعون خلف القضبان، فيما يواجه الكثير منهم أحكاما تعسفية، طبقا لما أوردته بعض المنظمات المحلية في البحرين.

وذكرت الصحيفة ما نشره مركز البحرين لحقوق الإنسان مؤخرا من تقرير يتحدث عن الانتهاكات الممارسة ضد الشعب البحريني في الأشهر الأربعة الأخيرة من عام 2015، حيث ذكر التقرير اعتقال أكثر من 400 شخص، وانتشار الإخفاء القسري الممنهج، والانتهاكات العنيفة، والتعذيب الشديد داخل نظام العدالة الجنائية البحريني، مما يدل على استخدام التعذيب المنهجي في الفترة بين عامي 2011 و 2015.

السلطات البحرينية ألقت القبض على السنكيس في عام 2011 وحكم عليه بالسجن مدى الحياة، وفي عام 2015، دخل في إضراب عن الطعام احتجاجا على الأوضاع الإنسانية المتردية في السجن المركزي، حيث تم احتجازه وتعذيبه.

كان «السنكيس» أستاذ سابق في قسم الهندسة في جامعة البحرين، كما حصل أيضا على زمالة درابر هيلز من مركز جامعة ستانفورد للديمقراطية في التنمية وسيادة القانون، ولطالما ناضل من أجل الإصلاح السياسي ووضع حد للتعذيب، وقد قام بالكتابة عن ذلك وغيره من الموضوعات في مدونته "الفسيلة".

وفي مقدمة مدونته المحظورة، كتب السنكيس»: "من حق الفسيلة أن تنمو وتحتضن السماء دون عائق أو مضايقة، للفسيلة الحق في الحياة، مثل المخلوقات الأخرى، خاصة وأنها تعد رمزا للشعب البحريني».

وقد تم حجب المدونة من قبل السلطات في فبراير/شباط عام 2009 ، مما جعل مركز البحرين لحقوق الإنسان يبدأ في حملة تدعو السلطات إلى احترام حرية التعبير وخاصة المدافعين عن حقوق الإنسان.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

البحرين صحفيين حرية الصحافة

نيابة البحرين تتهم 4 أمريكيين بالتجمهر بشكل غير مشروع وتأمر بإخلاء سبيلهم

البحرين توقف 4 أمريكيين زاول بعضهم نشاط إعلامي بدون تصريح

البحرين توقف الصحيفة المستقلة الوحيدة في البلاد .. وحقوقيون: «سحق للمعارضة»

مراسلون بلا حدود: تراجع حاد لحرية الصحافة في العالم في 2014

الإمارات تمنع صحفي بحريني معارض من دخول أراضيها