محلل عسكري إسرائيلي: جيشنا يتعثر في غزة وتحقيق أهدافنا بعيدة المنال

الجمعة 12 يناير 2024 08:51 م

يعتبر المحلل العسكري الإسرائيلي يوآف ليمور، أن جيش بلاده يتعثر في قطاع غزة، ويجد صعوبة في الوفاء بالوعود التي قطعتها بالقضاء على حركة "حماس"، التي لا تزال تقاتل بفاعلية، أو إعادة الأسرى.

جاء ذلك في تحليل في صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، بمناسبة مرور 100 يوم على الحرب في غزة، لافتا إلى أن تحقيق أهداف إسرائيل في عملياتها العسكرية بالقطاع باتت "بعيدة المنال".

ويقول ليمور: "سيمر الأحد 100 يوم على الحرب، والحقيقة لابد من قولها، إسرائيل بعيدة كل البعد عن تحقيق الأهداف التي حددتها لنفسها، وليس من الواضح ما إذا كانت قادرة على تحقيقها في ظل الظروف التي خلقتها".

ويضيف: "أعلن الجيش الإسرائيلي أن الجزء الشمالي من قطاع غزة قد تم السيطرة عليه، لكن الواقع أكثر تعقيدا".

وينقل عن بيانات لجيش الاحتلال، أنه كان هناك 14 ألف عنصر من "حماس" في هذه المنطقة، تم القضاء على 8 آلاف منهم، أي أن 6 آلاف لا يزالون نشطين، وهذا يعني أن التهديد "لم تتم إزالته كما وعد".

ويتابع ليمور: "الدليل على ذلك يظهر في اللافتات التي تم وضعها هذا الأسبوع في النقب الغربي، وكُتب فيها (طريق آمن) وإقامة جدران مخفية ومسار للدراجات على طول الطريق السريع 34 والطريق السريع 232، والفكرة هي إنشاء طرق حيث لن يكون من الممكن التعرض لإطلاق النار والصواريخ من غزة".

ويعلق: "أنتم لم تفهموا شيئا، كتب أحدهم على إحدى اللافتات، تعبيرا عن مشاعر السكان.. وعدوهم بإزالة التهديد، وليس إخفاءه".

ويزيد المحلل العسكري الإسرائيلي: "لقد أطلقت القياد السياسية والأمنية العديد من الوعود منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، وتجد صعوبة في الوفاء بها".

ويستطرد: "حماس بعيدة عن الانهيار والأسرى بعيدون عن العودة، ولا يوجد دليل على أن الضغط العسكري تقدم بقضيتهم ملليمترا واحدا، كما يزعمون في إسرائيل".

ويعتبر ليمور أنه "في الواقع، يبدو أن العكس هو الصحيح، حتى لو لم يُقتل مختطف واحد بنيران الجيش الإسرائيلي (خلافا لما هو معروف)، فإن العشرات منهم ما زالوا في خطر دائم على حياتهم بسبب عدم علاج إصاباتهم أو بسبب نقص الدواء".

ويقول إن "إسرائيل بدأت الحرب مهزومة، وكانت متعجرفة جدًا بحيث لم تتمكن من الاعتراف بذلك في مرحلة مبكرة وتقليل الضرر".

ويضيف: "كما هو الحال دائمًا، فإن أولئك الذين يترددون في عقد صفقة في الأيام الأولى يدفعون ثمنًا أعلى بكثير مع مرور الوقت.. لقد مرت 6 أسابيع على إطلاق سراح آخر دفعة من الأسرى".

ومضى قائلا: "عندما ذهبت إسرائيل إلى الحرب، لم يكن الأسرى حتى جزءًا من أهدافها، إلى هذا الحد كانت مصدومة، أو مجنونة بالانتقام، أو كليهما".

ويتابع: "فقط دخول (عضوا مجلس الحرب) بيني غانتس وغادي آيزنكوت، إلى الحكومة هو الذي حدد أهداف الحرب، وأضاف إلى مضمونها تهيئة الظروف لعودة الأسرى، لكن الواقع يبقى كما كان منذ البداية تقريبًا، تم إطلاق سراح أسير واحد فقط (أوري مغيديش) في عملية عسكرية، والباقين في صفقة مع حماس".

ويذهب ليمور إلى أن "إسرائيل تسعى إلى تحقيق إنجاز هدفه الأساسي هو الإعلام، على أمل أن يهز ذلك حماس إلى الحد الذي يمكنها من هزيمة الحركة".

ويشكك المحلل العسكري الإسرائيلي في هذا السيناريو، ويقول: "به بعض الثغرات".

ويضيف: "يرجع ذلك أساسًا إلى أنه حتى لو تم القضاء على القيادة، ومن المحتمل أن يكون (رئيس حركة حماس في غزة يحيى) السنوار وشركاؤه أذكياء جدًا بحيث لا يمنحون إسرائيل خيار القضاء على الجميع دفعة واحدة، فسوف يظهر ورثة يخلفونهم، ويحاولون توحيد القوات وإعادة التأهيل والرد".

ويختتم: "بما أنه يبدو في المرحلة الحالية أن إسرائيل لا تنوي العمل في رفح أو السيطرة على محور فيلادلفيا (ومن الممكن أنها قد لا تستكمل حتى احتلال مدينة خان يونس بأكملها)، فسوف تبقى حماس مع أرض كافية لمواصلة العمل".

وتتطابق رؤية ليمور، مع ما ذكرته تقارير عبرية، قبل أيام، من أن جيش الاحتلال فشل في تحقيق أهداف حرب غزة المعلنة، وهي تفكيك قدرات "حماس" باعتبارها قوة عسكرية "إرهابية" وإعادة الأسرى الإسرائيليين.

والإثنين، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، الانتقال إلى مرحلة ثالثة طويلة من الحرب على قطاع غزة، خلفت حتى الآن أكثر من 23 ألف شهيد و60 ألف مصاب، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة.

وحسب وسائل الإعلام العبرية، فإن العملية البرية الإسرائيلية على غزة التي بدأت في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول "تحقق، من منظور أشمل، نجاحات تكتيكية بشكل يومي".

وعقب الموقع "لكنها لم تحقق أهداف إسرائيل من الحرب"، التي تتمثل في "تفكيك قدرات حماس واستعادة الأسرى الإسرائيليين".

كما أن من بين الأهداف الأخرى المحددة للجيش الإسرائيلي، التي لم تتحقق بعد "تصفية كبار قادة حماس"، إذ لا يزال معظمهم نشطين، ومنهم "محمد الضيف، ومروان عيسى، ومحمد السنوار، ويحيى السنوار".

وحسب تقديرات الجيش الإسرائيلي، يختبئ كبار مسؤولي "حماس" وسط أعضاء الحركة في الجزء الأوسط أو الجنوبي من القطاع.

وبناء على ذلك، فإن التقدم في هذه المناطق يسير "بوتيرة أبطأ، وأكثر تركيزاً تحت قيادة وحدات النخبة" في الجيش الإسرائيلي عبر غارات يومية ضد منشآت حماس" المحصنة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

فشل أهداف إسرائيل حرب غزة حماس جيش إسرائيل الأسرى

صحيفة عبرية: جيش إسرائيل لن يستطيع تحقيق إنجازات إستراتيجية في غزة

وزير خارجية إسرائيل: سنحتفظ بالمسؤولية الأمنية في غزة بعد الحرب