حذرت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، السفن من الإبحار في منطقة باب المندب، قبل أن تعلن شركة عالمية تعليق عمليات الشحن في المنطقة.

يأتي ذلك في وقت نفت مصر تعليق حركة الملاحة في قناة السويس، نتيجة تطورات الأوضاع في المنطقة، مؤكدةً انتظام الحركة بالاتجاهين.

وتعرضت سفينتان كانتا تبحران قرب مدينة عدن اليمنية، لهجوم بصاروخ، عقب تحذير أطلقته رابطة ناقلات النفط (إنترتانكو) السفن بالابتعاد "لمسافة كبيرة" عن باب المندب، وذلك بعد ساعات من تعرض مدن يمنية لهجمات من قبل التحالف الدولي.

وقالت الهيئة البريطانية، الجمعةـ إنها تلقت بلاغاً يفيد بإطلاق صاروخ صوب سفينة تبحر على بعد نحو 90 ميلاً بحرياً جنوب شرقي مدينة عدن اليمنية.

وأضافت الهيئة في بيان على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، أن الصاروخ سقط على مسافة تتراوح بين 400 و500 متر من السفينة، مشيرة إلى عدم حدوث إصابات أو أضرار.

وأشارت الهيئة إلى أن السفينة واصلت إبحارها صوب وجهتها، وأن التحقيقات ما زالت جارية لكشف ملابسات الحادثة.

ونصحت الهيئة، السفن بتوخي الحذر أثناء المرور بالمنطقة والإبلاغ عن أي نشاط مريب.

وهذه أول حادثة بحرية منذ تنفيذ الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات متعددة على أهداف للحوثيين في اليمن، وتوعد الجماعة اليمنية في المقابل بـ"رد مؤلم".

وكان البيت الأبيض، أعلن فجر الجمعة، في بيان مشترك لـ 10 دول أنه "ردا على هجمات الحوثيين ضد السفن التجارية في البحر الأحمر، قامت القوات المسلحة الأمريكية والبريطانية بتنفيذ هجمات مشتركة ضد أهداف في مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن".

ورغم الهجمات، جددت جماعة الحوثي في بيان صادر عن المجلس السياسي للجماعة (أعلى سلطة سياسية)، تأكيد أن جميع المصالح الأمريكية والبريطانية باتت "أهدافا مشروعة" لقواتها، ردا على "عدوانهم المباشر والمعلن" على اليمن.

وأمام ذلك، قالت شركة "هافنيا" للشحن، الجمعة، إنها قررت الوقف الفوري لجميع السفن المتجهة نحو مضيق باب المندب أو القريبة منه.

وقال بيان للشركة، إن القرار اتخذ بعد نصيحة من القوات البحرية المشتركة بالابتعاد عن المنطقة بعد شن ضربات جوية أمريكية بريطانية، ضد جماعة الحوثي باليمن.

وشركة هافنيا للشحن هي شركة سنغافورية عملاقة تدير أسطولاً كبيراً من ناقلات الشحن.

وفي سياق متصل، أكد هيئة قناة السويس المصرية، الجمعة، أن "حركة الملاحة بالقناة منتظمة بالاتجاهين"، نافياً صحة ما يتردد في الأوساط الملاحية عن تعليق الملاحة "بصورة مؤقتة" نتيجة تطورات الأوضاع في منطقة باب المندب.

وأوضح رئيس الهيئة أسامة ربيع، في بيان، أن "قناة السويس تقدم خدماتها الملاحية بصورة طبيعية إذ ستشهد حركة الملاحة بالقناة، السبت، عبور 44 سفينة من الاتجاهين، بإجمالي حمولات صافية قدرها 2.3 مليون طن".

وأكد "حرص هيئة قناة السويس على فتح قنوات تواصل مباشرة مع الشركات والخطوط الملاحية والتنسيق المشترك بما يصب في صالح خدمة المجتمع الملاحي وضمان استدامة سلاسل الإمداد العالمية".

ومضيق باب المندب هو مدخل البحر الأحمر من الجنوب، ويقع بين اليمن وجيبوتي وإريتريا على الساحل الأفريقي، كما يعد أحد أهم المسارات المائية في العالم لشحنات السلع العالمية المنقولة بحراً، وخاصة النفط الخام المتجه إلى البحر المتوسط ​​عبر قناة السويس.

وعبر المضيق نحو 7.80 ملايين برميل يومياً من شحنات النفط الخام والوقود في أول 11 شهراً من 2023، ارتفاعاً من 6.60 مليون برميل يومياً طوال 2022، وفقاً لشركة تحليلات النفط "فورتيكسا" التي رصدت عبور 27 ناقلة محملة بالخام أو الوقود يومياً في المتوسط في عام 2023، ارتفاعاً من 20 في العام الماضي.

من جانبه، قال منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض جون كيربي الجمعة، إن واشنطن تجري تقييماً لأثر الضربات الجوية الأميركية البريطانية التي استهدفت جماعة الحوثي في اليمن.

وأضاف أنها وجُهت مباشرة نحو قدرات الجماعة على تخزين وإطلاق الصواريخ الموجهة والمسيرات.

كما شدد على أن واشنطن لا تسعى إلى التصعيد، أو إلى نزاع مع إيران، رغم "دعم طهران للحوثيين".

والضربات هي الأولى من الولايات المتحدة على الأراضي اليمنية منذ عام 2016، وأول مرة تهاجم فيها الحوثيين المتحالفين مع إيران بهذا النطاق.

و"تضامنا مع قطاع غزة" الذي يتعرض منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي لحرب إسرائيلية بدعم أمريكي، يستهدف الحوثيون بصواريخ ومسيّرات سفن شحن في البحر الأحمر تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية أو تنقل بضائع من وإلى إسرائيل.

ودخلت التوترات في البحر الأحمر مرحلة تصعيد لافتة منذ استهداف الحوثيين، مساء الثلاثاء، سفينة أمريكية بشكل مباشر، بعد أن كانوا يستهدفون في إطار التضامن مع قطاع غزة سفن شحن تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية أو تنقل بضائع من وإلى إسرائيل.

وتستحوذ التجارة البحرية على 70% من واردات إسرائيل، ويمر 98% من تجارتها الخارجية عبر البحرين الأحمر والمتوسط، وتساهم التجارة عبر البحر الأحمر بـ34.6% في اقتصاد إسرائيل، بحسب وزارة ماليتها.