كاتب أمريكي: هكذا تسمم إسرائيل غزة من تحت وفوق الأرض

السبت 13 يناير 2024 05:03 م

تقوم إسرائيل بتسميم قطاع غزة وسكانه من تحت وفوق الأرض، وسيصبح منطقة خالية من السكان، وسيستغرق الأمر حوالي 100 عام للتخلص من الآثار البيئية للحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بحسب تحليل لجوشوا فرانك، وهو كاتب وصحفي أمريكي متخصص في التحقيقيات الاستقصائية.

وقال فرانك، في تحليل بموقع "ريسبونسبل ستيتكرافت" الأمريكي (Responsible Statecraft) ترجمه "الخليج الجديد"، إن إسرائيل مدت أنابيب لضخ مياه من البحر الأبيض المتوسط داخل الأنفاق تحت الأرض في غزة، بهدف إغراق الأنفاق ومنع حركة "حماس" من استخدامها.

وأضاف أن "هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها أنفاق حماس للتخريب بمياه البحر، ففي عام 2013، بدأت مصر بإغراق الأنفاق (تحت الحدود بين مصر وغزة)، التي يُزعم أنها تُستخدم لتهريب البضائع بين سيناء المصرية وغزة (المحاصرة منذ عام 2006)".

و"على مدار أكثر من عامين، ظلت المياه من البحر المتوسط تتدفق إلى شبكة الأنفاق، مما أحدث دمارا كبيرا في بيئة غزة، إذ سرعان ما تلوثت إمدادات المياه الجوفية بالأملاح، وأصبحت التربة مشبعة وغير مستقرة، مما تسبب في انهيارات أرضية قتلت العديد من الأشخاص"، وفقا لفرانك.

وأردف: "وتحولت الحقول الزراعية الخصبة إلى حفر مملحة من الطين، وتدهورت مياه الشرب النظيفة، التي كانت تعاني بالفعل من نقص في غزة (حيث يعيش نحو 2.4 مليون فلسطيني)".

تلويث المياه الجوفية

وبحسب جوليان شيلينجر، الباحثة في جامعة توينتي بهولندا، "فإننا لا نتحدث هنا فقط عن مياه تحتوي على نسبة عالية من الملح، فمياه البحر على طول ساحل البحر المتوسط ملوثة أيضا بمياه الصرف الصحي غير المعالجة".

وقال فرانك إن إسرائيل تهدف إلى "زيادة تدهور وتدمير طبقات المياه الجوفية في غزة (الملوثة بالفعل بمياه الصرف الصحي المتسربة من الأنابيب المتهالكة)، ولقد اعترف مسؤولون إسرائيليون علنا بأن هدفهم هو ضمان أن تصبح غزة مكانا غير صالح للعيش بمجرد إنهاء حملتهم العسكرية".

وتابع: "وكأن قصفها العشوائي، الذي أدى بالفعل إلى إتلاف أو تدمير نحو 70% من منازل غزة، لم يكن كافيا، فإن ملء الأنفاق بالمياه الملوثة سيؤدي إلى تضرر بعض المباني السكنية المتبقية".

ووفقا لعبد الرحمن التميمي، مدير مجموعة الهيدرولوجيين الفلسطينيين (أكبر منظمة غير حكومية تراقب التلوث في الأراضي الفلسطينية)، فإن غمر الأنفاق بالمياه الجوفية الملوثة "سيتسبب في تراكم الأملاح وانهيار التربة؛ مما يؤدي إلى هدم آلاف المنازل الفلسطينية في القطاع المكتظ بالسكان"، محذرا من أن إسرائيل الآن "تقتل البيئة".

تدمير الأرض الزراعية

فرانك قال إنه "من نواحٍ عديدة، بدأ الأمر برمته بتدمير بساتين الزيتون الخضراء، فمنذ 7 أكتوبر (الماضي)، توقف حصاد الزيتون في غزة".

وأضاف أن "تكتيكات الأرض المحروقة التي اتبعتها إسرائيل أدت إلى تدمير عدد لا يحصى من بساتين الزيتون، وتؤكد صور أقمار صناعية تم نشرها في أوائل ديسمبر/كانون الأول (الماضي) أن 22% من الأراضي الزراعية في غزة، وبينها عدد لا يحصى من بساتين الزيتون، قد دُمرت بالكامل".

وتابع: كما أن "إسرائيل تسمم غزة من السماء، إذ تظهر مقاطع فيديو، حللتها منظمة العفو الدولية وأكدتها صحيفة واشنطن بوست، قنابل فسفور أبيض تنهمر على المناطق الحضرية المكتظة بالسكان".

وحذر من أن "الفوسفور الأبيض سام وخطير على صحة الإنسان، وإسقاطه على البيئات الحضرية غير قانوني بموجب القانون الدولي (...) وتركيزات كبيرة منه لها أيضا آثار ضارة على النباتات والحيوانات، ويمكن أن يعطل تكوين التربة، مما يجعلها حمضية للغاية لزراعة المحاصيل".

وشدد فرانك على أن "العنف الذي تمارسه إسرائيل على الفلسطينيين، والمدعوم من الرئيس (الأمريكي جو) بايدن وفريقه للسياسة الخارجية، لا يشبه أي شيء شهدناه سابقا، إذ تقوم إسرائيل بتسميم غزة وسكانها وتحويل القطاع إلى جحيم غير قابل للعيش فيه، وسيكون تأثيره محسوسا لأجيال قادمة".

المصدر | جوشوا فرانك/ ريسبونسبل ستيتكرافت- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

كاتب أمريكي إسرائيل غزة تسميم أنفاق فسفور أبيض تلويث

في اليوم العالمي لدعم غزة.. مظاهرات حاشدة تجوب عواصم أوروبية وآسيوية

"الشيوخ" الأمريكي يرفض إصدار تقرير حقوقي ضد إسرائيل