BBC: إيران تستعرض قدراتها على الوصول لإسرائيل بضربات إقليمية

الأربعاء 17 يناير 2024 06:22 م

سلطت شبكة BBC الضوء على ما وصفته بـ "استعراض إيران لقدراتها الصاروخية عبر ضربات على الأراضي العراقية والسورية والباكستانية"، مشيرة إلى أن "الحرس الثوري الإيراني يظهر أنه أصبح قوة عسكرية إقليمية كبرى"، ويمكنه الوصول إلى أي مكان في إسرائيل.

وذكر موقع الشبكة البريطانية، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن الحرس الثوري الإيراني يقول صراحة إن القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط، وكذلك القواعد الإسرائيلية في تل أبيب وحيفا، تقع في نطاق صواريخه الباليستية، وخلال 24 ساعة فقط، قدمت عرضًا صارخًا لقدراته، حيث أطلق صواريخ وطائرات مسيرة على أهداف في 3 بلدان مختلفة.

ومساء الثلاثاء، هاجم الحرس الثوري الإيراني هدفين داخل باكستان المجاورة، وأفادت وسائل إعلام إيرانية بأن الضربات دمرت قاعدتين لجماعة "جيش العدل" ردا على قتلها لعدد من حرس الحدود الإيرانيين في الأسابيع الأخيرة.

وتقول الجماعة السنية إنها تقاتل من أجل حقوق أبناء عرقية البلوش في جنوب شرق إيران، مشيرة إلى أن القصف الإيراني طال منزلين تعيش فيهما عائلات لأعضائها.

ووصفت باكستان الغارات بأنها "غير مقبولة على الإطلاق"، قائلة إنها أسفرت عن مقتل طفلين، وحذرت من "عواقب وخيمة".

كما أدان العراق، الجار الغربي لإيران، عمليات الحرس الثوري وذلك بعد إطلاق 11 صاروخا باليستيا على أربيل، عاصمة إقليم كردستان الشمالي، الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي، ما أدى إلى مقتل 4 مدنيين على الأقل، بحسب الحكومة الإقليمية، التي وصف رئيس وزرائها، مسرور بارزاني، الهجوم بأنه "جريمة ضد الشعب الكردي".

وجاء ذلك فيما أوردت وكالة أنباء فارس، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، أنه تم تدمير "مقر" لجهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي (الموساد) في الضربات.

وقال مجلس أمن إقليم كردستان إنه يرفض "الذريعة التي لا أساس لها" للهجمات الإيرانية،  فيما التزمت إسرائيل الصمت.

ودمرت 4 من صواريخ الحرس الثوري الإيراني منزل رجل الأعمال الكردي البارز، بشراو دزيه، وقُتل في الهجوم، إلى جانب ابنته البالغة من العمر 11 شهرًا.

وقال أحد مستشاري بارزاني: "من غير المعقول على الإطلاق الإشارة إلى تورطه (دزيه) في أي نوع من أنواع التجسس، وأنه يعمل لصالح إسرائيل"، لكن وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، أصر يوم الأربعاء على أن الحرس الثوري الإيراني لم يرتكب أي خطأ.

ويمتلك دزيه مجموعة فالكون، وكان مقربًا من عائلة بارزاني القوية، التي يرأسها والد رئيس الوزراء وزعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني.

وتعمل "فالكون" في قطاعات مختلفة، بما في ذلك الأمن والبناء والنفط والغاز، وقدم قسمها الأمني المساعدة ممثلين وشركات غربية في العراق.

وتشير الشبكة البريطانية أن هجوم أربيل يؤكد رسالة مفادها أن الحرس الثوري الإيراني لا يستطيع تنفيذ ضربات دقيقة فحسب، بل لديه أيضًا القدرة على ضرب المنشآت العسكرية بالقرب من مطار أربيل الدولي، حيث تتمركز القوات الأمريكية وغيرها من القوات الأجنبية.

كما خدم ادعاء الحرس الثوري باستهداف منشآت إسرائيلية في أربيل غرضًا سياسيًا داخليًا في إيران، في أعقاب غارة إسرائيلية مشتبه بها في سوريا في 25 ديسمبر/كانون الأول أدت إلى مقتل قائد كبير.

وشهدت ليلة الإثنين الماضي أيضًا إطلاق الحرس الثوري الإيراني صواريخ باليستية على ما قال إنها قواعد لتنظيم الدولة و"الجماعات الإرهابية" في محافظة إدلب شمال غرب سوريا.

وإدلب هي آخر معقل متبقي للمعارضة السورية بعد 12 عاما من الحرب ضد حكومة الرئيس بشار الأسد، الذي تمكن من البقاء في السلطة بسبب الدعم العسكري من روسيا وإيران. وتهيمن جماعة "هيئة تحرير الشام" الإسلامية على إدلب، على الرغم من وجود تنظيمي الدولة والقاعدة هناك أيضًا.

وقال الحرس الثوري إن الضربات في إدلب نُفذت ردًا على هجومين انتحاريين نفذهما تنظيم الدولة في كرمان بجنوب إيران في 3 يناير/كانون الثاني، ما أسفر عن مقتل 94 شخصًا. واستهدف الانتحاريون حشودًا تجمعت بالقرب من قبر قائد الحرس الثوري السابق، قاسم سليماني، لإحياء الذكرى الرابعة لاغتياله في غارة أمريكية بطائرة مسيرة.

وقال الحرس الثوري الإيراني إنه استخدم صاروخ "خيبر-شيكان" الذي يمكن أن يصل مداه إلى 1450 كيلومترًا (900 ميل)، لاستهداف إدلب، مشيرا إلى أن الصاروخ أُطلق من محافظة خوزستان الجنوبية، رغم إمكانية الإطلاق من مقاطعة أذربيجان الغربية، الأقرب بكثير إلى سوريا.

ويشير اختيار موقع الصاروخ والإطلاق إلى أن إيران تريد أن تنقل للعالم قدرتها على الوصول إلى مواقع مختلفة في إسرائيل المتاخمة لسوريا.

المصدر | BBC/ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إيران باكستان العراق سوريا تل أبيب حيفا الحرس الثوري قاسم سليماني

ف. تايمز: لماذا استخدمت إيران جيشها بشكل مباشر بدلا من وكلائها في المنطقة؟