خلافات نتنياهو وغالانت.. جبهة سابعة للحرب أكثر اشتعالا وتأثيرا

الجمعة 19 يناير 2024 03:59 م

ذكرت قناة عبرية، أن هناك خلافات قوية بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه يوآف غالانت، لافتة إلى أن محاولات إخفاء التوتر بينهما باتت دون جدوى.

ووفق وسائل إعلام عبرية، فإن الخلاف القبيح في جلسة كابينيت الحرب بين نتنياهو وغالانت، هو أوضح تعبير عن التوترات بينهما، التى تعود إلى تاريخ سابق قبل الحرب.

ووفق صحيفة "كان" العبرية (رسمية)، فهناك مَن يصف العلاقات المتكدّرة بين غالانت ونتنياهو بأنها جبهة سابعة للحرب، ويمكن أن تؤثر فى الجبهات الست الأخريات (غزة، لبنان، سوريا، إيران، اليمن، والعراق).

والسبت الماضى، تحدثت قناة "كان" العبرية (رسمية)، عن حادثة وقعت خلال جلسة كابينيت الحرب، حيث حرص فريق نتنياهو على إحراج غالانت علنا، وأبعد رئيس طاقمه عن النقاش.

وغادر غالانت الجلسة المهمة، وعاد إليها فقط في القسم الثاني، بعد أن جرى الاتفاق مسبقا على إجرائها من دون وجود مساعدين.

أما الأحد، فاستمرت المواجهة، لكن بشأن نقطة أكثر جوهرية، وهي كيف يمكن منع اشتعال الضفة الغربية.

وتحت عنوان "هكذا تبدو المعركة بين نتنياهو وغالانت"، قالت القناة "12" العبرية: "منذ أسابيع، حاول رئيس الوزراء ووزير الدفاع إخفاء التوتر بينهما، ولكن الآن لا جدوى من ذلك".

وأضافت: "الجبهة الأخرى وغير الضرورية في الحرب هي تلك القائمة بين الرجلين، وكجميع الجبهات النشطة الآن، فهي أيضًا تغلي تحت السطح منذ فترة طويلة".

وتابعت: "يمكن القول إنه بين نتنياهو وغالانت تسود علاقة خيبة أمل متبادلة لفترة طويلة، فنتنياهو عين غالانت في أهم منصب في حكومته، وزير الدفاع، بعد أن رأى فيه جنديا مخلصا، ليس للجيش طبعا بل لرئيس الوزراء نفسه. نعم رجل يمكن التلاعب به بسهولة".

ولفتت إلى أنه "منذ اللحظة الأولى كان على غالانت أن يتعامل مع إملاءات سخيفة، إذ اكتشف أن جزءا من مكتبه نُقل كمروحية إلى (زعيم حزب “الصهيونية الدينية” اليميني المتطرف ووزير المالية بتسلئيل) سموتريتش، وهذا ما أرهقه لفترة من الزمن في المعارك التي دارت حول موضوع البؤر الاستيطانية".

وقالت: "كما وجد غالانت نفسه في خلاف مستمر مع (زعيم حزب القوة اليهودية اليميني المتطرف ووزير الأمن القومي إيتمار) بن غفير، على سبيل المثال حول قضية الحرس الوطني".

وأضافت: "عندما أعلن نتنياهو في نهاية مارس/آذار الماضي، أنه قرر إقالة غالانت من منصبه، لم يفاجأ أحد في النظام السياسي، وكان واضحا كالنهار أن إقالة وزير الدفاع هي مسألة وقت فقط، لكن الاحتجاج الذي انفجر في تلك الليلة كان له تأثيره، إذ بقي غالانت في منصبه".

وذكرت القناة أن الأحداث الكبيرة (هجوم حركة حماس) على المستوطنات المحاذية لقطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي "لم ترمم العلاقات بين نتنياهو وغالانت".

وقالت: "من كان يتوقع أن تؤدي أعظم كارثة في تاريخ البلاد إلى إعادة العلاقات بينهما (نتنياهو وغالانت) إلى سابق عهدها، فقد خدع، الوضع ازداد سوءا".

وأضافت: "يتم التعبير عن انعدام الثقة بين الاثنين في حقيقة أن كل منهما يشتبه في الآخر بالإحاطات والتسريبات، ففي دائرة نتنياهو، غالانت متهم بالتسريبات المتواصلة حتى من المناقشات الأكثر حساسية".

وتابعت: "فما هي نتيجة كل هذه الشكوك والمواجهات؟ الجانبان يعزلان بعضهما البعض على وجه التحديد في الوقت الذي يجب أن تتدفق فيه المعلومات بأكثر الطرق فعالية".

ولفتت القناة إلى أن "نتنياهو، من جانبه، أصدر تعليماته لرؤساء المؤسسة الأمنية بعدم الاجتماع مع غالانت دون حضوره".

وقالت: "ومن ناحية أخرى، فإن برنامج غالانت لليوم التالي لنهاية للحرب، على سبيل المثال، عُرض لأول مرة على المراسلين، وسمع عنه نتنياهو بالصدفة الكاملة واضطر إلى مشاهدته في الثامنة مساء مع الشعب الإسرائيلي بأكمله".

وأضافت القناة "12": "كلاهما يفضلان أيضًا الإدلاء بتصريح لوسائل الإعلام بمفردهما، ولا سمح الله أن يجتمعا معًا".

من جانهبا، قالت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، إن جذور الأزمة بين نتنياهو وغالانت، تعود إلى إلغاء رئيس الوزراء أكثر من اجتماع بين وزير الدفاع ورئيس الموساد لمناقشة "اليوم التالي" في غزة بعد انتهاء الحرب، مع تزايد شعور بعدم ثقة نتنياهو الواضح بغالانت، مما أثار تساؤلات بشأن التداعيات الأمنية المحتملة.

فيما قال موقع "واي نت" العبري، إن غالانت أثار غضب نتنياهو نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي بعد أن طلب وزير الدفاع إحاطة من رئيس الموساد عند عودته من رحلة سرية إلى باريس، لمناقشة صفقة الأسرى، حتى قبل أن يقوم بإخبار رئيس الوزراء.

وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، شنت "حماس" هجوما على نقاط عسكرية ومستوطنات إسرائيلية في غلاف قطاع غزة قُتل خلاله نحو 1200 إسرائيليا، وأصيب حوالي 5431، وأسرت الحركة 239 على الأقل، بادلت عشرات منهم مع إسرائيل خلال هدنة إنسانية مؤقتة استمرت 7 أيام، وانتهت مطلع ديسمبر الماضي.

وفي اليوم نفسه، شن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة ما زالت مستمرة، خلّفت حتى الجمعة 24 ألفا و762 شهيدا و62 ألفا و108 مصابين وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وتسببت بنزوح أكثر من 85% (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع، بحسب السلطات الفلسطينية والأمم المتحدة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

جالانت نتنياهو إسرائيل خلافات توتر اليوم التالي للحرب حرب غزة غالانت

إعلام عبري: غياب رؤية ما بعد الحرب تحول دون الانتصار على حماس