إعلام عبري: غياب رؤية ما بعد الحرب تحول دون الانتصار على حماس

السبت 20 يناير 2024 10:04 ص

تشير تقديرات إسرائيلية إلى أن غياب رؤية لما بعد الحرب سيحول دون الانتصار على حماس، في وقت تتسع حدة الخلافات داخل الحكومة ومجلس الحرب الإسرائيليين، بعد أكثر من 100 يوم من الحرب على قطاع غزة.

هكذا كشفت وسائل إعلام عبرية، السبت، وسط تعالي الأصوات التي تطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالتنحي عن منصبه.

وذكرت إذاعة الاحتلال "كان" (رسمية)، أن هناك "إجماعا بين قادة كبار في إسرائيل، على أن غياب رؤية سياسية لما بعد الحرب، سيحول دون الانتصار على حماس".

ووفق الإذاعة، فإن قائمة المطالب التي بعث بعث الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس إلى نتنياهو، تمثل غياب الرؤية في خضم الحرب المستمرة منذ أكثر من 100 يوم، وهي مسألة معبر رفح ومحور صلاح الدين (فيلادلفيا)، والآلية التي ستطرح لمنع استمرار تهريب الأسلحة، إضافة إلى المحادثات مع مصر في هذا الشأن.

وتضم قائمة النمطالب مسألة اليوم التالي للحرب في غزة، وماهية إعادة تعريف وتحديد أهداف الحرب، ولا سيما فيما يخص إعادة الأسرى الإسرائيليين، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وإعادة سكان غلاف غزة إلى منازلهم.

فيما نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، عن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق والوزير بمجلس الحرب الإسرائيلي غادي آيزنكوت، قوله إن سلوك الحكومة الإسرائيلية قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 وبعده يتسم بالإخفاق بشكل كبير.

وأضاف أن نتنياهو وكل من كان في منصب عسكري وسياسي يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وقبله بـ10 سنوات يتحمل مسؤولية واضحة، وأن القيادة الإسرائيلية لا تقول الحقيقة للشعب.

من جهتها، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، عن آيزنكوت قوله إن إسرائيل لم تُسقِط حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وإن أهداف الحرب لم تتحقق بعد، مشيرا إلى أن التوصل إلى اتفاق مع حماس هو السبيل الوحيد لإطلاق سراح المحتجزين.

وأكد أنه كان يجب بذل كل الجهود للحفاظ على وقف إطلاق النار المؤقت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وعدّ آيزنكوت أن وجوده في حكومة الطوارئ حال دون نشوب حرب شاملة مع "حزب الله" اللبناني، ما كان سيمثل خطأ إستراتيجيا فادحا، حسب تعبيره.

وفي وقت سابق، قال آيزنكوت إن على تل أبيب التوقف عن الكذب على نفسها، وإبرام صفقة تعيد الأسرى لدى الفصائل الفلسطينية، بدلا من استمرار الحرب على قطاع غزة.

من جانبه قال رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان، إن الحكومة الإسرائيلية الحالية لم تعُد قادرة على قيادة الشعب، مشيرا إلى ضرورة تشكيل حكومة جديدة.

فيما نقلت صحيفة "هآرتس" العبرية، عن مصدر في المجلس الوزاري الأمني المصغر، قوله إنه لا مستقبل للحرب على قطاع غزة.

وأضاف أن نتنياهو يماطل لكسب الوقت بكل وضوح، كما أنه يتهرب من المسؤولية، على حد تعبيره.

من جهته، قال زعيم المعارضة يائير لابيد للإذاعة الإسرائيلية إن نتنياهو لا تهمه دولة إسرائيل، وإن كل ما يهمه هو مصالحه السياسية الشخصية، ويجب تغييره بسرعة.

وقبل أيام، أثارت مشاركة غانتس، في مظاهرة حاشدة بتل أبيب تعارض الحكومة وتهاجم تعاطيها مع ملف الأسرى الإسرائيليين في غزة، العديد من التساؤلات حول تماسك الحكومة الإسرائيلية بعد مرور أكثر من 100 يوم على الحرب.

ويتوقع مراقبون أن ينسحب غانتس من مجلس الحرب، إذا ما استمرت الخلافات مع نتنياهو.

وفي الفترة الأخيرة، تطرق الإعلام الإسرائيلي مرارا إلى خلافات مستمرة بين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت، تتعلق بكيفية إدارة الحرب على قطاع غزة، وما بعد الحرب، بالإضافة إلى محاولات نتنياهو المتكررة لتحميل الجيش مسؤولية الحرب على قطاع غزة.

وتتزامن تلك التوترات في الحكومة مع ما تشهده مناطق مختلفة في تل أبيب والقدس وحيفا من مظاهرات، لمطالبة الحكومة الإسرائيلية بإبرام صفقة لإطلاق سراح المحتجزين لدى المقاومة في غزة.

وقالت عائلات أسرى إسرائيليين في قطاع غزة، إنهم فقدوا ثقتهم بحكومة نتنياهو، وأنهم سيجرون تحركاتهم الخاصة، دون أن يشيروا إلى ماهيتها، وفق ما نقلته هيئة البث الإسرائيلية.

ووفقا لمحللين سياسيين، يسود اعتقاد واسع بأن نتنياهو يدير هذه الحرب بدوافع سياسية شخصية، ولا يتهمه خصومه بالإخفاق فقط في تحقيق أي من أهدافها؛ بل بالوقوع أيضا رهينة لوزراء اليمين المتطرف الذين يشتري بقاءهم بجواره بأي ثمن، حتى لا تنهار الحكومة التي تشير استطلاعات رأي إلى تراجع شعبيتها.

وفاجأت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بهجوم واسع النطاق على مستوطنات غلاف غزة أسفر عن مقتل نحو 1200 إسرائيلي وأسر العشرات.

ووفق الجيش الإسرائيلي، فإن 194 ضابطا وجنديا قتلوا في غزة منذ بدء العملية البرية في 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فيما بلغ المجموع الكلي للقتلى منذ 7 من الشهر ذاته 530 ضابطا وجنديا.

كما بلغت حصيلة المصابين في صفوف الجيش الإسرائيلي منذ اندلاع الحرب إلى 2649، بينهم 1191 منذ بدء العملية البرية في غزة.

ومنذ ذلك الحين، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى الأربعاء نحو 25 ألف شهيد، وما يزيد على 62 ألفا من المصابين، وتسببت بنزوح أكثر من 85% (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع، بحسب السلطات الفلسطينية والأمم المتحدة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

نتنياهو إعلام عبري إسرائيل رؤية حرب غزة حماس خلافات

3 دول تضغط نحو اتفاق مرحلي يبدأ بالأسرى وينتهي بوقف حرب غزة

ميدل إيست آي: اتساع التحالف الإسرائيلي المناهض لحرب نتنياهو "الأبدية" في غزة