جريمة حرب جديدة.. إسرائيل تدنس 16 مقبرة في غزة

الأحد 21 يناير 2024 08:31 ص

قال الجيش الإسرائيلي، بتدنيس ما لا يقل عن 16 مقبرة في هجومه البري في غزة، ما أدى إلى تدمير شواهد القبور، وتجريف التربة، وفي بعض الحالات استخراج الجثامين، ما يرقى إلى مستوى "جرائم حرب".

هكذا كشف تحقيق أجرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية، وترجمه "الخليج الجديد"، أن فريقيها "قام بمراجعة صور الأقمار الصناعية ولقطات وسائل التواصل الاجتماعي التي تظهر تدمير المقابر وشاهدتها مباشرة أثناء السفر مع الجيش الإسرائيلي في قافلة".وأظهرت الأدلة مجتمعة عن ممارسة إسرائيلية منهجية، حيث تقدمت القوات البرية الإسرائيلية عبر قطاع غزة.

كما أظهر التحليل صور ومقاطع الفيديو عبر الأقمار الصناعية، أن الجرافات الإسرائيلية حوّلت مقابر متعددة إلى مناطق تجمع، وقامت بتسوية مساحات كبيرة بالأرض وإقامة سواتر لتحصين مواقعها.

وفي خان يونس جنوب قطاع غزة، حيث تصاعد القتال في وقت سابق من هذا الأسبوع، دمرت القوات الإسرائيلية مقبرة، وأخرجت الجثامين منها، فيما قال الجيش الإسرائيلية للشبكة، إن ذلك جزءٌ من البحث عن رفات الأسرى الذين احتجزتهم حماس.

وينتهك التدمير المتعمّد للمواقع الدينية، مثل المقابر، القانون الدولي، إلا في ظل ظروف ضيقة تتعلق بأن يصبح هذا الموقع هدفاً عسكرياً.

وقال خبراء قانونيون، إن أفعال إسرائيل يمكن أن ترقى إلى مستوى جرائم حرب.

ولفتت إلى أن جيش الاحتلال استخدم المقابر في بعض الحالات كمواقع عسكرية، موضحة أن تحليل صور الأقمار الصناعية يكشف أن الجرافات الإسرائيلية حولت مقابر متعددة إلى مناطق تجمع، وقامت بتسوية مساحات كبيرة وإقامة سواتر لتحصين مواقعها.

وقالت إنه "في حي الشجاعية بمدينة غزة، أمكن رؤية مركبات عسكرية إسرائيلية في مكان المقبرة، مع وجود سواتر تحيط بها من كل جانب. وتم تطهير الجزء الأوسط من مقبرة الشجاعية قبل الحرب، حسب تقارير إعلامية محلية.

لكن صور الأقمار الصناعية أظهرت أن أجزاء أخرى قد تم تجريفها مؤخرا، وأن وجود الجيش الإسرائيلي كان واضحا، اعتبارا من 10 ديسمبر/كانون الأول.

وأضافت أنه "شوهد مشهد مماثل من الدمار في مقبرة بني سهيلا، شرق خانيونس، حيث كشفت صور الأقمار الصناعية عن التجريف المتعمد والتدريجي للمقبرة، وإنشاء تحصينات دفاعية على مدار أسبوعين على الأقل في أواخر ديسمبر/كانون الأول وأوائل يناير/كانون الثاني.

وفي مقبرة الفالوجة في حي جباليا، شمال مدينة غزة، ومقبرة التفاح شرق مدينة غزة، ومقبرة في حي الشيخ عجلين بمدينة غزة، شواهد قبور مدمرة وعلامات مداس ثقيلة تشير إلى مرور مركبات مدرعة أو دبابات ثقيلة فوق القبور.

وقالت الشبكة الأمريكية، إن ناقلة جنود إسرائيلية مدرعة كانت تقل فريق "سي إن إن" الأسبوع الماضي مباشرة، عبر مقبرة البريج الجديدة في مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين في وسط غزة، في طريقها للخروج من القطاع.

وشوهدت القبور على جانبي الطريق الترابي الذي جرفته الجرافات حديثا، كما يظهر على شاشة داخل السيارة تظهر بثا مباشرا من الكاميرا الأمامية.

وأكدت الشبكة، موقع المقبرة من خلال تحديد الموقع الجغرافي للقطات التي التقطتها من داخل غزة في ذلك اليوم والتحقق من صور الأقمار الصناعية.

ولم يفسر متحدث باسم الجيش الإسرائيلي تدمير المقابر الـ16، لكنه قال إن الجيش في بعض الأحيان "ليس لديه خيار آخر" سوى استهداف المقابر التي زعم أن حماس تستخدمها لأغراض عسكرية.

كما زعم الجيش الإسرائيلي، أن "إنقاذ الأسرى والعثور على جثثهم وإعادتها هي إحدى مهامه الرئيسية في غزة، ولهذا السبب نُقِلَت جثامين من بعض المقابر"، لكن في حالات أخرى، يبدو أنه استخدم المقابر كمواقع عسكرية.

ولفتت الشبكة الأمريكية، إلى استشهاد دينا، ابنة المتحدث باسم حركة فتح الفلسطينية منذر الحايك في العدوان على غزة عام 2014.

وفي أوائل يناير/كانون الثاني، زار منذر قبر دينا في مقبرة الشيخ رضوان في مدينة غزة، لكنها لم تكن هناك، وحاول العثور على قبر جدته، ولم يكن هناك أيضا.

وقال حايك، إن "قوات الاحتلال قامت بتدميرها وجرفتها بالجرافات"، مضيفا: "المشاهد مروعة.. نريد أن يتدخل العالم لحماية المدنيين الفلسطينيين".

كما علم مصعب أبوضحى، وهو شاعر فلسطيني من غزة نُشرت أعماله في صحيفتي "نيويورك تايمز" و"نيويوركر"، أن المقبرة التي دفن فيها شقيقه الأصغر وجده، تعرضت لأضرار بالغة على يد الجيش الإسرائيلي.

وأخبر أبوضحى، كيف اتصل به شقيقه في 26 ديسمبر/كانون الأول من مقبرة بيت لاهيا، شمال غزة، بحثاً عن أحبائه، ولم يتمكن من العثور عليهم.

وقبل أسابيع، كشف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، عن نبش جيش الاحتلال الإسرائيلي 1100 قبر في مقبرة شرق غزة، وسرق 150 جثمانا منها، مشيرا إلى أن الاحتلال كرر هذه الجريمة بحق جثامين الشهداء أكثر من مرة.

وشدد المكتب الإعلامي على أن جيش الاحتلال كرر هذه الجريمة بحق جثامين الشهداء أكثر من مرة، مبيّنا أن آخرها كان تسليم 80 جثمانا من جثامين شهداء سابقين تم تشويها والعبث بها بعد سرقتها من محافظتي غزة وشمال غزة.

المصدر | سي إن إن - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إسرائيل فلسطين غزة حرب غزة مقابر غزة جريمة حرب