مجاعة واسعة.. أهل غزة يلجأون لأعلاف الحيوانات بديلا للقمح

الاثنين 22 يناير 2024 06:57 ص

يواجه سكان غزة أزمة إنسانية غير مسبوقة، حيث يشكلون 80% من جميع الأشخاص الذين يعانون من المجاعة على مستوى العالم، في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية على القطاع منذ 108 أيام.

ووفق تقارير أممية، فإن الجوع والبرد يودي بحياة الأبرياء في غزة، وربع سكان القطاع يواجهون خطر الأمن الغذائي، فصلا عن أن هناك أطفال ماتوا من الجوع.

كما أن الكثير من النازحين يعانون من الجوع والبرد، ويضطرون للاشتراك في الغطاء الواحد للنجاة.

وأمام ذلك، لجأ الفلسطينيون لأعلاف الحيوانات، بديلا للقمح في صناعة الخبز.

ووفقا لشبكة "قدس" الإخبارية، فإنه بعد نفاد مخزون القمح والأرز من الأسواق، بدأت العائلات الفلسطينية في طحن الحبوب المخصصة لعلف الحيوانات للحصول على الخبز.

يقول محمد أسعد، الذي ينحدر من مخيم جباليا شمال قطاع غزة، ونزح إلى مدينة غزة، إن "عائلته أصبحت تأكل من أعلاف الحيوانات بعد طحنها لتحويلها إلى شيء مشابه للدقيق يمكن أن يتناوله الأطفال".

ويضيف، أن "عائلته لم تتناول أي نوع من اللحوم منذ أكثر من شهر، وكانت تكتفي بتناول وجبة واحدة من الخبز وبعض الزيتون الذي صنعوه قبل الحرب".

ويشير إلى أن سعر كيس الدقيق بوزن 25 كيلوجراماً، وصل إلى أكثر من 500 شيكل (130 دولاراً)، مضيفاً "مع الأسف لم نعد نمتلك النقود لنشتريه بهذا السعر، ولا الدقيق أصبح متوفراً أصلاً حتى لو بسعر باهض".

أما الخمسيني نبيل عيسى، فيقول إنه بات يخشى على عائلته من الموت، بعد أن أصبحت العائلة مضطرة لتناول أطعمة غير صحية تماماً، لمواجهة أزمة الجوع المستفحلة في شمال غزة.

ويضيف: "في بداية الحرب، كنا نجد بعض الطعام من الخضراوات والبرتقال التي نقطفها من بيارات مزروعة في مناطق شمال قطاع غزة، لكن الآن كل هذه الخيارات نفدت تماماً".

ويتابع: "حتى طعام الحيوانات الذي كنا نأكله نفد"، مشيراً إلى أن عدم توفر الأدوية أيضاَ شكّل تحدياً إضافياً أمام حياة سكان مناطق شمال غزة.

ومنذ شنت إسرائيل هجومها على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول، أدت الحملة العسكرية إلى سحق قسم كبير من الأراضي، وتشريد أكثر من 80% من سكان القطاع الذين يبلغ عددهم 2.3 مليون نسمة.

ولم يسمح الحصار الإسرائيلي إلا بدخول قدر ضئيل من المساعدات إلى غزة، وأدى إلى انتشار الجوع وتفشي الأمراض، وفقًا لمسؤولين في الأمم المتحدة.

وأمام ذلك، قامت مؤسسة "عطايا الخيرية" بخبز آلاف الأرغفة في مدينة رفح، حيث قامت الفرق بتجميعها وتوزيعها على الأشخاص الذين يعيشون في مخيمات النزوح.

وقال مدير المؤسسة إبراهيم عسيفان، إن الفكرة وراء مشروع توزيع الخبز، هي مساعدة أولئك الذين نزحوا بسبب الصراع.

وأضاف: "أنشئت الحملة لخدمة أهلنا النازحين في الملاجئ والخيام. نقوم بجمع التبرعات والدعم يوميًا لاستمرارية تشغيل هذا المخبز، ونهدف إلى زيادة الكمية لخدمة عدد أكبر من النازحين".

حاليًا، ينتج المخبز الذي أنشأه الفريق في رفح حوالي 2200 رغيف خبز يوميًا.

وقال عسيفان إنهم يخططون لفتح موقع جديد بهدف مضاعفة الكمية التي يمكنهم إنتاجها، مشيرًا إلى أن المشروع يحظى بدعم من عدة دول منها تركيا والإمارات العربية المتحدة وفرنسا.

وأعرب النازحون الفلسطينيون في المدينة عن صعوباتهم في العثور على الطعام.

وقال أحمد النشوي بعد حصوله على كيس خبز من المتطوعين: "الوضع صعب.. صعب للغاية، إنها مجاعة".

وفي وقت سابق، طالبت 3 وكالات تابعة للأمم المتحدة، إسرائيل السماح بالوصول إلى ميناء أسدود (شمال غزة) لإيصال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل.

جاء في بيان مشترك صادر عن برنامج "الأغذية العالمي" و"يونيسف" ومنظمة "الصحة العالمية"، بأن إيصال المواد الغذائية والإمدادات إلى سكان شمال غزة المحاصرين الذين يواجهون خطر المجاعة بشكل متزايد، يعتمد أيضا على فتح طرق جديدة لإدخال المساعدات.

وأفاد البيان بأن استخدام أسدود الواقعة على بعد حوالي 40 كيلومترا شمال حدود غزة "سيسمح بشحن كميات أكبر بكثير من المساعدات ليتم بعد ذلك إدخالها على متن شاحنات إلى المناطق الشمالية من غزة الأكثر تضررا والتي لم تنجح غير بضع قوافل في الوصول إليها".

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى الأحد نحو 25 ألفا و105 شهداء، و62 ألفا و681 مصابا، وكارثة إنسانية وصحية، وتسببت في نزوح نحو 1.9 ملايين شخص، أي أكثر من 85 بالمئة من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع والأمم المتحدة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

القمح أعلاف الحيوانات مجاعة غزة حرب غزة

جيش الاحتلال يعلن إصابة 19 جنديا في معارك غزة خلال 24 ساعة

مطالبات بعمليات إنزال جوي لإنقاذ الفلسطينيين من المجاعة في غزة (فيديو)

مسؤول أممي: 2.2 مليون شخص معرضون لخطر المجاعة في غزة

بعد 128 من حرب غزة.. إحصائيات صادمة للشهداء والدمار والمجاعة تنهش الشمال