عسكريون وأمنيون إسرائيليون: الجيش سيفقد مكاسب غزة بسبب الافتقار لاستراتيجية ما بعد الحرب

الثلاثاء 23 يناير 2024 05:36 م

رجح قادة عسكريون وأمنيون إسرائيليون فقدان الجيش الإسرائيلي للمكاسب التي حققها على حساب حركة المقاومة الفلسطينية حماس في غزة منذ بداية التوغل البري في القطاع؛ بسبب عدم وجود استراتيجية لما بعد الحرب المتواصلة منذ 7 أكتوبر/ تشرين أول المنصرم.

ونقلت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن 7 مسؤولين وجنود احتياطيين حاليين وسابقين قولهم إنه بالتزامن مع بدء الجيش الإسرائيلي بالانسحاب التدريجي من غزة أصبحت مكاسبه ضد حماس كبيرة ولكنها غير كاملة، ومهددة بسبب عدم وجود استراتيجية ما بعد الحرب.

وكانت المصادر تعلق للصحيفة الأمريكية عن التقدم المحرز في الحرب في غزة وأهدافها النهائية.

وأوضح مسؤول عسكري إسرائيلي في تعليقه للصحيفة أن الحرب ألحقت ضررا كبيرا بحماس باعتبارها "كيانا إرهابيا"، لكن هذه ليست مهمة التي تم شنها من أجله طيلة أكثر من 3 أشهر.

وبحسب بيانات الجيش الإسرائيلي، فقد نجحت قواته في قتل ما لا يقل عن 9 آلاف مسلح حتى الآن، أي أقل من ثلث المقاتلين الذين تقدر حماس بـ 30 ألفاً، لكن زعيم حماس في غزة يحيى السنوار، وكبار مساعديه لا يزالوا طلقاء.

وذكرت الصحيفة أن عمليات إطلاق حماس للصواريخ بعيدة المدى من غزة والتي كان يقدر عددها بالآلاف في بداية الحرب قد توقفت تقريبا في الآونة الأخيرة.

وتقول إسرائيل إنها دمرت الآلاف من مخزونات الأسلحة ومواقع إنتاج الصواريخ وممرات الأنفاق على مدى ثلاثة أشهر من المعارك.

ولكن بدون استراتيجية "اليوم التالي" للحرب في غزة، كما يقول المسؤولون، فإن هذه تلك الإنجازات يمكن أن تزول سريعا.

ووفقا لمسؤولين إسرائيليين فقد تم تعطيل نحو 17كتيبة، من أصل 24 كتيبة تابعة لحماس، معظمها في الأجزاء الوسطى والشمالية من قطاع غزة، حيث أصبحت تشبه إلى حد كبير مجموعات صغيرة من المقاتلين، لكن المسؤولين يعترفون بوجود آلاف من المسلحين التابعين للمقاومة.

وقال العميد عساف أوريون الذي كان في الخدمة كضابط احتياط بعد هجمات حماس، إن الحركة تتحول من هيكل إلى كومة، ولكن لا يزال بإمكان الكومة أن تقاومك"

وأضاف "هذا لا يعني أن حماس ماتت، لكنهم بالتأكيد لا يستطيعون فعل ما فعلوه في 7 أكتوبر".

وعلى صعيد أخر، نقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي قوله إن تبين أن شبكة أنفاق حماس في غزة أكثر اتساعًا بكثير من تقديرات الجيش الإسرائيلي السابقة، حيث تمتد لمسافة تزيد عن 300 ميل في الجنوب وحده.

وقد اكتشف الجيش الإسرائيلي أكثر من 5600 من الأنفاق، وتم تدمير الكثير منها، حسبما نقلت الصحيفة عن مسؤول أمني سابق مطلع على المعلومات الاستخبارية.

لكن بالنظر إلى نطاق شبكة الأنفاق التي بنتها حماس سرا على مدى سنوات عديدة، تعني البيانات المذكورة أنه من غير المرجح أن يتم تفكيك شبكة الأنفاق بالكامل.

وقال مسؤول أمني ​​سابق إن غالبية الاغتيالات الإسرائيلية في غزة استهدفت أعضاء من ذوي الرتب المنخفضة والمتوسطة – كجزء من استراتيجية لتجريد المجموعة من “كتلة حرجة” من المقاتلين.

وقال إن الجيش الإسرائيلي "أصبح جامدا"، ومكلفا بالحفاظ على السيطرة على المناطق الهادئة بدلا من محاولة كسب المزيد من الأرض.

وفي شمال غزة ووسطها، تباطأت وتيرة الحرب بما يكفي لتمكين بعض الفلسطينيين من العودة إلى أحيائهم المدمرة، على الرغم من أن إعادة البناء لا تزال أملاً بعيد المنال.

وفي الجنوب، يتجمع أكثر من مليون نازح بالقرب من الحدود المصرية.

وتحذر جماعات الإغاثة من أن الأمراض تنتشر، وأن أكثر من 90% من سكان غزة ليس لديهم ما يكفي من الطعام.

ومع ذلك، فإن الخلايا الصغيرة من مقاتلي حماس، المختبئين في الأنفاق وأنقاض المباني المدمرة، لا تزال تشكل تهديداً فتاكاً على الجيش الإسرائيلي.

وأوضحت الصحيفة أن السؤال الذي لا يزال مفتوحا بلا إجابة ومربكا للقادة العسكريين الإسرائيلي هو كيف تستطيع إسرائيل منع حماس الضعيفة من إعادة البناء هيكلها؟

وذكرت أن الكيان الذي سيحكم غزة في نهاية المطاف - سواء كان السلطة الفلسطينية، كما تدعو الولايات المتحدة، أو قوة دولية، وهي فكرة طرحها بعض المسؤولين الإسرائيليين - سيحدد ما إذا كان بإمكان قوات جيش الدفاع الإسرائيلي العمل من مواقع دائمة داخل القطاع أو الرد فقط عبر الحدود.

وتظهر استطلاعات الرأي أن البقاء في الداخل سيكون بمثابة إعادة احتلال لغزة، وهي خطوة يدعمها ساسة اليمين المتطرف وتعارضها بشدة واشنطن ومعظم الإسرائيليين.

ووفق مصدر عسكري تحدث للصحيفة فإن الوجود الأمني ​​طويل الأمد في غزة، الذي من شأنه أن يجعل إسرائيل مسؤولة عن كشف التهديدات المستمرة (من المدنيين والعسكريين في القطاع)، يعتبر "سيناريو كابوسي.. لأننا سنكون صيدا سهلا"

 وفيما سيكون العمل من خارج القطاع ممكنا عمليا، لكنه سيتطلب شراكة أمنية مع السلطات الحاكمة، على غرار اتفاق إسرائيل مع السلطة الفلسطينية في أجزاء من الضفة الغربية المحتلة.

وقال أوريون إن استراتيجية إسرائيل السابقة تنفيذ ردع مؤقت عن طريق تقليص قدرات الجماعات المسلحة الفلسطينية، وليس القضاء عليها – يصبح أكثر خطورة بمرور الوقت.

واستشهد بغارات الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، والتي أصبحت قاتلة بشكل متزايد لكلا الجانبين خلال العام الماضي مع تدفق الأسلحة إلى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين وتصاعد المقاومة المسلحة.

وأضاف أن هذه تنفيذ هذا الاستراتيجية في الضفة أصبح أكثر صعوبة، فيما سوف تمثل غزة مستوى أعلى من التحدي"

وأكد مسؤول أمني إسرائيلي سابق، أنه بدون جهد دولي منسق للحد من قوة حماس في غزة ما بعد الحرب، فإن خطر إعادة تجميع مقاتليها سيظل حاضرا على الدوام.

وإضافة لذلك، تلوح في الأفق مسائل أمنية حاسمة أخرى، إذ يقول المسؤولون العسكريون الإسرائيليون إن منع حماس من إعادة التسلح بأسلحة خارجية سيتطلب تأمين معبر رفح على الحدود بين غزة ومصر.

وقاوم المسؤولون المصريون بالفعل خطة إسرائيلية للحفاظ على السيطرة على المنطقة العازلة على طول الحدود (محور فيلادلفيا)، حيث توجد أنفاق التهريب للأسلحة، بحسب المزاعم الإسرائيلية.

كما أن هناك أيضاً القضية الملحة المتعلقة بضرورة إعادة أكثر من 100 أسير إسرائيلي ما زالوا محتجزين لدى حماس وفصائل المقاومة في غزة.

وفي الشهر الماضي، قتل الجيش الإسرائيلي عن طريق الخطأ ثلاثة إسرائيليين فروا من خاطفيهم.

 

 

 

المصدر | واشنطن بوست- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

حرب غزة مكاسب إسرائيل من حرب غزة إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين القضاء على حماس أنفاق حماس

نتنياهو: المرحلة الثالثة من الحرب على غزة تستمر 6 أشهر

الأسرى وارتفاع حصيلة القتلى.. أزمات متصاعدة تواجه حكومة نتنياهو