جدل في بريطانيا بسبب مساعي إماراتية للاستحواذ على صحيفة ذا تلغراف

الأربعاء 24 يناير 2024 08:37 م

تقترح شركة "ريد بيرد آي إم آي" المدعومة من الإمارات، تعديل هيكل الشركة الذي تعتزم من خلاله امتلاك صحيفة "ذا تلغراف"، عن طريق إنشاء شركة قابضة جديدة في بريطانيا، ما أثار جدلا واسعا داخل المملكة المتحدة.

وأفادت قناة "سكاي نيوز"، الأربعاء، إن هناك مخاوف ظهرت بشأن إمكانية تقييد حرية الصحفيين في نقل الحقائق، مع محاولة أحد شيوخ الإمارات شراء صحيفة "ذا تلغراف"، الأمر الذي قد يدفع وزيرة الإعلام البريطانية لوسي فريزر، في فتح تحقيق تنظيمي في صفقة الاستحواذ المقترحة المدعومة من مالك نادي مانشستر سيتي الشيخ منصور بن زايد آل نهيان.

ويجري بيع صحيفة ديلي تليغراف ومجلة سبكتيتور اللتين تميلان إلى تيار اليمين والمفضلتين لدى حزب المحافظين الحاكم، بعد أن استحوذت عليهما "لويدز بانكينج جروب"، عقب نزاع طويل الأمد مع الملّاك السابقين، أسرة باركلي.

لكن الحكومة أبلغت "ريد بيرد" في الرسالة، بأن وزيرة الإعلام قلقة إزاء احتمال تأثير ذلك على عمليات "ذا تليغراف".

وقالت فريزر في بيان: "كاتبت وزارتي أسرة باركلي وصندوق ريد بيرد، وهما المالكان الحالي والمقترح لمجموعة تليغراف الإعلامية، لإخطارهما بأنني سأصدر مذكرة تدخل للمصلحة العامة".

كما سبق لفريزر، أن قالت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إنها ستتدخل للتدقيق بشأن استحواذ صندوق "ريد بيرد" المدعوم من أبوظبي، على مجموعة "ذا تليغراف" الإعلامية، لأسباب تتعلق بالمصلحة العامة، لأن ذلك قد يؤثر على دقة عرض الأخبار أو حرية التعبير.

كما حذرت من أن الصفقة المحتملة قد تقوض "حرية التعبير" ومنع "التمثيل الدقيق للأخبار".

وعبر وزراء مثل وزيرة التجارة كيمي بادينوش، ووزير الأمن توم توغانت، عن قلق من الصفقة.

وفي سياق متصل دعا وزير الخارجية البريطاني الأسبق لورد وليام هيغ، إلى عدم السماح للإمارات بامتلاك أصول إعلامية في بريطانيا، فهي "وإن كانت بلدا مثيرا للإعجاب إلا أنه لا يصح تسليم وبيع الأصول الإعلامية البريطانية لدولة أجنبية”".

كما قالت منظمة العفو الدولية "أمينستي"، إن الاستحواذ قد يترك "تداعيات خطيرة" على حرية الإعلام.

وأخبر صحفيون سابقون في واحدة من المؤسسات الإعلامية، وهي صحيفة "ناشونال" الصحيفة الناطقة بالانجليزية التابعة لأداة الاستثمار الخاصة، التي يملكها صاحب العرض الإماراتي، أنهم عانوا من "ثقافة خوف"، حدت من العمل الصحفي الحر.

فيما نقلت صحيفة "التايمز"، القول إن حاكم أبوظبي يمتلك وسائل إعلام متهمة بالرقابة والتغطية الفئوية.

واعطت الصحيفة عدة أمثلة عن ذلك التحيز الذي تمارسه صحيفة "ناشونال"، فتعود بالذاكرة إلى عدة حوادث بينها حادثة وقعت عام 2019، فتقول إن تلك الصحيفة قامت بإخفاء سبب الوفاة بالمخدرات لإبن أحد حكام الامارات بعد تناوله الكوكايين والمنشطات الجنسية في شقته التي تبلغ قيمتها 8 ملايين جنيه إسترليني في نايتس بريدج (لندن)، وذلك وفقا لما أظهره تحقيق تم إجراؤه في ديسمبر/كانون الأول 2019.

وذكرت صحيفة "صن" البريطانية، حينها، أن اختبارات السموم وجدت مادة الكوكايين ومادة "جي إتش بي"، وهي تستخدم في الحفلات والمخدرات الجنسية في جثة الشيخ خالد بن سلطان القاسمي (39 عاما)، لكن صحيفة "ناشونال" أغفلت سبب الوفاة في تقريرها.

وأشارت "التايمز" إلى مثال آخر، وهو حادث بالتحرش الجنسي تعرضت له كاتلين ماكنمارا، أحد أعضاء فريق استعراضي، وغطت أخبار ذلك الحادث الصحافة البريطانية بشكل كبير، عندما أكدت كاتلين أنها تعرضت للتحرش من شيخ إماراتي في فيلا خاصة، بينما لم تقم صحيفة "ذا ناشونال" بنشر الخبر من أساسه في موقعها الإلكتروني .

وذكرت "التايمز" أن الشيخ المتهم نفى قيامه بذلك (التحرش)، وقال إنه يحزنه أن يأتي هذا الادعاء بعد 8 أشهر عن الحادث المزعوم .

وأشارت "التايمز" أيضا إلى مثال آخر لقيام صحيفة "ذا ناشونال" بتجاهل الأخبار، وهو الفيديو الذي انتشر عن محكمة في الولايات المتحدة، ويظهر فيه شيخ إماراتي، وهو يضرب تاجرا أفغانيا، ويقوم بحرقه بالنار، ثم يلقي الملح على جروحه.

ونقلت الصحيفة عن صحفي سابق في "ناشونال"، قوله إن صحيفته "تجاهلت الخبر تماما حينها ".

ومن الأمثلة الأخرى، هو طلاق الأميرة هيا بنت الحسين، التي هربت إلى لندن عام 2018، بسبب المعاملة السيئة التي كانت تتلقاها من زوجها حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وظهرت حينها وقائع مثيرة حول سلوك الشيخ خلال قضية الطلاق في ديسمبر /كانون الأول 2021، والتي أسفرت عن أكبر تسوية في تاريخ القانون الإنجليزي، ولم نجد في البحث عبر موقع "ناشونال" أي أثر لذلك الخبر، حيث تم تجاهله .

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إمارات ذا تليغراف صحيفة الإمارات استحواذ حرية الصحافة

بريطانيا تفتح تحقيقا جديدا في استحواذ إماراتي على صحيفة تليجراف

تليجراف: استقالة موظف بريطاني كبير للعمل بالإمارات تثير مخاوف بلندن