114 يوما من محرقة غزة.. القصف يتواصل وكارثة صحية في مجمع ناصر الطبي

الأحد 28 يناير 2024 06:01 ص

واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الـ114 من العدوان الإسرائيلي على غزة، غاراته على مناطق متفرقة من القطاع، مخلفا مزيدا من الشهداء والجرحى، وسط كارثة صحية في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس (جنوب).

يتزامن ذلك مع احتدام المعارك بين قوات الاحتلال وفصائل المقاومة، وفي مقدمتها كتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، ما كبد القوات الإسرائيلية المتوغلة خسائر جديدة.

ووفق وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" (رسمية)، فقد تجدد القصف الإسرائيلي ليل السبت/الأحد، ليشمل مناطق في شمال ووسط وجنوب قطاع غزة، مما أسفر عن عشرات الضحايا بين شهيد وجريح ومفقود.

وأفادت مصادر طبية، باستشهاد عدد من المواطنين وإصابة آخرين، في قصف مدفعي استهدف منطقة حي الأمل بخان يونس.

كما استهدف قصف مدفعي إسرائيلي، وإطلاق نار كثيف، منطقتي التحلية وحي المنارة جنوب خان يونس.

وشنت طائرات الاحتلال كذلك، سلسلة غارات على حي تل الهوى جنوبي غربي مدينة غزة، وعلى المناطق الغربية للمدينة، ما أسفر عن استشهاد واصابة عدد من المواطنين، بينهم أطفال ونساء.

وقصفت مدفعية الاحتلال وطائراته مناطق في شمال قطاع غزة.

يأتي ذلك في وقت أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، نفاد أدوية في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس (جنوب)، من جراء الحصار الإسرائيلي المفروض عليه لليوم السادس على التوالي، مضيفةً أن عشرات "الشهداء دُفنوا في ساحته".

وأعلن المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة، "نفاد العديد من أدوية التخدير والعناية المركزة في مجمع ناصر الطبي المحاصر، ونقص حاد وخطير في وحدات الدم"، كاشفا أن "الأهالي اضطروا إلى دفن 150 من الشهداء والوفيات في ساحة المجمع نتيجة حصاره، وما زال هناك 30 شهيداً مجهول الهوية في ثلاجة الموتى".

كما حذر من "توقف عمل المولدات الكهربائية في المجمع خلال الأيام الأربعة المقبلة، نتيجة نقص الوقود"، لافتاً إلى أن "خزانات المياه داخل المجمع تعرضت للتلف والأعطال نتيجة إصابتها بشظايا ونيران الطائرات المسيرة الإسرائيلية".

وقال عن ذلك: "تلف خزانات المياه أدى إلى تسرب المياه إلى المباني وقسم العناية المركزة، فضلاً عن نقصها في مركز غسيل الكلى".

وفي السياق، يواصل الجيش الإسرائيلي فرض حصاره على مستشفى الأمل، التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ومقرها بمدينة خان يونس، لليوم السادس، وسط غارات تستهدف محيطها.

كما أفاد "المركز الفلسطيني للإعلام"، بأن قصفاً مدفعياً إسرائيلياً استهدف محيط المستشفى الأوروبي قرب مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة.

ومنذ الإثنين، يشن الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات مكثفة جوية ومدفعية على خان يونس، وفي محيط المستشفيات فيها، وسط تقدم بري لآلياته بالمناطق الجنوبية والغربية من المدينة، ما دفع آلاف الفلسطينيين إلى النزوح عن المدينة.

في سياق متصل، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، ارتفاع عدد الصحفيين الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي منذ بداية حربه على القطاع في 7 أكتوبر/تشرين الأول، إلى 120 صحفياً.

وأشار إلى أن إسرائيل اعتقلت منذ بداية الحرب، نحو 10 صحفيين، ممن عرفت أسماؤهم.

ووفق آخر إحصائية معلنة، خلفت الحرب المدمرة على غزة، حتى السبت 26 ألفاً و257 شهيداً، و64 ألفاً و797 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.

يأتي ذلك في وقت، أفادت وسائل إعلام فلسطينية، باندلاع اشتباكات في ساعة مبكرة من صباح السبت، بين مقاتلين فلسطينيين، وقوات إسرائيلية في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.

وذكرت وسائل إعلام محلية، أن مقاتلين فلسطينيين "يخوضون اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال في عدة محاور" بالمدينة.

في المقابل، أعلن قائد الكتيبة 7107 بجيش الاحتلال الإسرائيلي سحبها من قطاع غزة، بعد أشهر من المشاركة في القتال هناك، وذلك بعدما نفذ الجيش عدة انسحابات وركّز قواته في خان يونس جنوبي القطاع.وتعد  وقد شاركت في القتال شمالي قطاع غزة، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.

وجاء الإعلان عن سحب كتيبة 7107 إحدى كتائب الهندسة القتالية التابعة لقوات الاحتياط، تزامناً مع تقارير بوسائل إعلام إسرائيلية تفيد باستعداد الجيش لتقليل عدد قواته في شمال القطاع.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، أعلن قبل نحو أسبوعين، عن انتهاء العمليات العسكرية الكبرى في شمال القطاع.

وفي هذا السياق، قالت هيئة البث الإسرائيلية، الجمعة، إن معلومات الجيش تفيد بأن حركة حماس عادت لتقديم خدمات في المناطق التي تم خفض حضور القوات الإسرائيلية بها، حسب تعبير الهيئة.

ونقلت الهيئة عن مسؤولين أمنيين، قولهم إن "الفشل في اتخاذ إجراءات اليوم التالي يسهم باستعادة حماس السيطرة في غزة".

وعلى الصعيد السياسي، يضغط الغرب من أجل وقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، حيث أعلنت 9 دول تعليق تمويلها للوكالة، في ضوء اتهامات إسرائيلية لعدد من موظفيها، بالمشاركة في هجوم "حماس" على إسرائيل، في 7 أكتوبر/تشرين الأول.

فيما ناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الدول المانحة ضمان استمرار عمليات "أونروا" في غزة.

وقال غوتيريش في بيان: "أناشد بقوة الحكومات التي علقت مساهماتها في الأونروا أن تعمل على الأقل على ضمان استمرارية عمليات (هذه) المنظمة".

وأعلن الأمين العام إنهاء خدمة 9 من بين 12 من موظفي الأونروا الذين وصفهم بالمتورطين في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي على إسرائيل، وذلك بعد اتهامات من تل أبيب لبعض موظفي الوكالة بالمشاركة في معركة "طوفان الأقصى".

فيما أعلن المفوض العام لوكالة "أونروا" فيليب لازاريني، إن تعليق تمويل الوكالة "صادم"، و"يهدد العمل الإنساني في المنطقة خاصة في غزة".

ودعا لازاريني، الدول التي علقت التمويل إلى إعادة النظر في قراراتها، لافتا إلى أن "المساعدات المنقذة للحياة التي نقدمها على وشك النفاد بعد قرارات تعليق تمويل الوكالة".

وأضاف: "لم يكن الفلسطينيون في غزة بحاجة إلى هذا العقاب الجماعي الإضافي".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

أونروا إسرائيل حرب غزة كارثة صحية قصف قوات الاحتلال

جيش الاحتلال يسحب اللواءين 4 و55 احتياط من غزة

غزة.. "سي إن إن" توثق اعتقال إسرائيل فلسطينيين معصوبي الأعين وحفاة الأقدام

20 جمعية حقوقية مغربية تدعو الجنائية الدولية لملاحقة مجرمي الحرب على غزة