موقع أمريكي: السيسي يؤيد إبادة حماس لكنه يخشى من خلق واقع إقليمي جديد

الأربعاء 7 فبراير 2024 08:25 ص

يحاول هلال خشان أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية في بيروت، والكاتب والمحلل البارز تحليل ما وصفه بموقف مصر "المتردد" من الحرب الناشبة حاليا في قطاع غزة بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة "حماس".

ويقول خشان، في تحليل نشره موقع "جيوبولوتيكال فيوتشرز" إن القاهرة تفاجأت بحجم هجوم "حماس" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وهو الهجوم الذي لم يترك للمصريين مجالًا كبيرًا للتوسط في وقف إطلاق النار بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية، كما فعلت مرات عديدة في الماضي.

ويسلط رد القاهرة الضوء على نمطها المتمثل في اتخاذ القرارات غير الحاسمة، يقول الكاتب.

ويضيف: بدلاً من المطالبة بوقف القتال، اكتفى المسؤولون المصريون بالحث على عدم توسيع الحرب إلى أجزاء أخرى من الشرق الأوسط، وكانت مصر تسير على حبل مشدود، ولم تكن راغبة في إدانة هجوم "حماس" أو دعمه بشكل قاطع.

ويؤكد خشان أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لا يشعر بالقلق إزاء مصير "حماس"، الحليف الوثيق لعدوه اللدود، جماعة الإخوان المسلمين، بل إنه يشعر بالقلق إزاء العواقب البعيدة المدى المترتبة على خلق واقع إقليمي جديد ــ وخاصة في وقت بدا فيه أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ينحسر، وأن المزيد من الدول العربية، بما في ذلك السعودية، تعمل على تسريع محادثات لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.

اضطهاد سكان غزة

وينتقل الكاتب لإلقاء الضوء على منهج السلطة المصرية الحالية إزاء الفلسطينيين في غزة، قائلا إن المصريون طوروا تصورًا للفلسطينيين على أنهم مثيري مشاكل يحتاجون إلى التدقيق المستمر من قبل أجهزة المخابرات في البلاد.

كما واجه الفلسطينيون الذين يحاولون الفرار من غزة إلى مصر التمييز وسوء المعاملة، وذلك من قبل اندلاع الحرب الحالية، ودائما ما يتم طلب أموال طائلة منهم مقابل العبور للعلاج أو السفر، وهي الأموال التي تضاعفت خلال الأزمة الحالية، وتذهب إلى وكالات تعمل مع مافيا من الضباط وأفراد المخابرات المصرية، على حد قول خشان.

ويقول إن هذه المافيا لا ترحم المصابين الذين يطلبون العلاج خارج غزة، حتى أنهم يجب عليهم دفع 5000 دولار للدخول إلى مصر.

وقالت امرأة فلسطينية كانت ترافق قريبها المصاب إلى مستشفى في القاهرة إن موظفي المستشفى منعوا الجرحى الفلسطينيين من شراء بطاقات SIM أو الوصول إلى الإنترنت، كما لم يتمكنوا هم وأقاربهم المرافقين لهم من دخول الكافتيريا في المستشفى واضطروا إلى شراء الطعام من أفراد الأمن، الذين فرضوا عليهم أسعارًا باهظة.

وبعد تعرضها لهجوم من أنصار السيسي، حذفت تغريدتها وأوضحت أنها لا تنكر أن مصر تساعد الفلسطينيين.

السيسي لا يريد فتح المعبر

ويقول الكاتب إن السيسي لا يريد فتح المعبر، ويعتقد أنه إذا فتحه سيخاطر باستعداء الإدارة الأمريكية، رغم أن أطرافا في المنطقة، ومنها الأردن، ترى أن واشنطن ستعطي الضوء الأخضر لهذه الخطوة، خاصة بعد أن أمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل باتخاذ خطوات لضمان توفير المساعدات الإنسانية لسكان غزة.

ويربط الكاتب عدم رغبة السلطة المصرية مساعدة غزة بموقف السيسي العدائي للغاية ضد "حماس" التي يعتبرها امتدادا للإخوان المسلمين، حتى أن القاهرة أرسلت قوات إلى الولايات المتحدة للتدريب على تحديد وتدمير الأنفاق المستخدمة لتهريب الأسلحة والسلع الأخرى إلى غزة.

وبعد الإطاحة بالرئيس حسني مبارك في عام 2011، خففت مصر قيودها. لكن بعد انقلاب 2013 ضد الرئيس محمد مرسي، فرضت القاهرة مرة أخرى قيودًا صارمة على حركة سكان غزة إلى سيناء. وقام عمال مصريون بهدم المنازل على الجانب المصري من مدينة رفح لإنشاء منطقة عازلة مع غزة. كما قاموا بإغراق الأنفاق التي يتم من خلالها تهريب المواد الاستهلاكية والأسلحة والمسلحين.

أزمة ممر فيلادلفيا

وبعد الانسحاب من قطاع غزة في عام 2005، وقعت إسرائيل اتفاقا مع مصر يحكم إدارة ممر فيلادلفيا (صلاح الدين)، وهي منطقة عازلة ضيقة على طول الحدود بين غزة ومصر.

ويرى الكاتب أن رفض مصر المعلن لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي على ممر فيلادلفيا يبدو غير حاسم، لا سيما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اعتبر أن تصريحات المصريين والسيسي في هذه النقطة "للاستهلاك المحلي فقط".

ويقول خشان إن الحقيقة تشير إلى أن مصر في عهد السيسي تعاونت مع إسرائيل في كل حروبها السابقة ضد "حماس".

وعلى سبيل المثال، خلال حرب عام 2014 في غزة، أعرب العديد من المراقبين الإسرائيليين عن دهشتهم من موافقة مصر الخفية على الحملة الإسرائيلية، التي استمرت 51 يومًا.

وفي ذلك الوقت، ذهب أحد المعلقين السياسيين في القناة 13 الإسرائيلية إلى حد القول إن أي شخص يسمع موقف السيسي سيعتقد أنه عضو في حركة صهيونية، وأشار إلى أن موقفه نابع من كون "حماس" فرعا من جماعة الإخوان المسلمين.

ويقول المسؤولون المصريون إن محاولة إسرائيل السيطرة على ممر فيلادلفيا من شأنها أن تعرض العلاقات الثنائية للخطر، في حين يعتقد الإسرائيليون أن علاقاتهم الوثيقة، التي تعززت على مدى عقود منذ زيارة الرئيس المصري أنور السادات إلى القدس في عام 1977، سوف تنجو من الاحتلال المؤقت للممر.

ويقول خشان إن أقصى ما يمكن أن تفعله مصر إذا سيطرت إسرائيل على الممر هو تجميد التنسيق الأمني الثنائي دون قطع العلاقات الدبلوماسية.

رفح

وبما أن العمليات الإسرائيلية الكبيرة شمال قطاع غزة ومدينة خان يونس تقترب من نهايتها، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي سيتجه قريباً نحو رفح.

ولأن أكثر من نصف سكان غزة لجأوا إلى مقربة من الحدود المصرية، فإن الهجوم الإسرائيلي على الجزء الثالث والأخير من القطاع من شأنه أن يجبر الفلسطينيين على النزوح إلى شمال سيناء، كما يقول الكاتب.

المصدر | هلال خشان / جيوبوليتيكال فيوتشرز - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مصر السيسي غزة حماس طوفان الاقصى الاخوان المسلمين حرب غزة

اجتماع عاجل في إسرائيل لبحث مقترحات حماس حول صفقة الأسرى