استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الإرهاب.. عندما خيم على العالم

الجمعة 26 فبراير 2016 05:02 ص

ليس الإرهاب صناعة عربية، ولا هو نتاج فكر إسلامي، الإرهاب ظاهرة عالمية تفرضها ظروف استثنائية، وقد عرفت هذه الظاهرة بعد الحرب العالمية الثانية، مناطق متعددة من العالم بما في ذلك الصين واليابان والهند، ففي كتاب جديد للمؤرخ فيكتور سيبستيان صدر حديثاً عنوانه: «1946 صناعة العالم الجديد»، يروي المؤلف تاريخ ما بعد الحرب العالمية الثانية، ويقدم صوراً رهيبة عن الأعمال الإرهابية التي شهدتها الصين واليابان والهند أيضاً.

ويقول المؤرخ إنه بعد توقف الحرب، استمر سقوط الملايين قتلى من جراء الجوع، وإن المجاعة كانت الدافع لارتكاب أعمال إرهابية على نطاق واسع، كما أن الملايين من المهجّرين كانوا يهيمون على وجوههم -كالمهجرين السوريين اليوم- يبحثون عن ملجأ يأوون إليه.

خرجت بريطانيا من الحرب منتصرة ولكن مفلسة، أما ألمانيا فكانت أوضاعها أشد مأساوية، حتى مياه الشرب كانت تصل إلى المنازل ملوثة بجثث القتلى، وكانت عمليات الاغتصاب الجنسي التي قام بها جنود الحلفاء تجري في الشوارع وخلف المباني المدمرة، حتى أن ألمانيا واجهت مشكلة جيل جديد من «الأطفال السود» غير الشرعيين الذين نبذهم المجتمع الألماني.. فجرى تهجيرهم إلى الولايات المتحدة.

كذلك خرجت اليابان من الحرب مهزومة، وتكرست هزيمتها في تنازل الامبراطور «هيروهيتو» عن لقبه نزولاً عند طلب الجنرال الأميركي ماك آرثر الذي قاد قوات الحلفاء في المحيط الهادي، فاليابان الدولة الجزيرة تعتمد في اقتصادها على التجارة الخارجية، إلا أنها خسرت في الحرب 80% من أسطولها البحري التجاري، ما أدى إلى انقطاعها عن العالم، وقد أضيف إلى ذلك إلقاء قنبلتين نوويتين على اثنتين من مدنها (هيروشيما وناكازاغي) حيث قُتل مئات الآلاف..

وفي الصين انفجرت الحرب الأهلية بين القوات الشيوعية والقوات الوطنية، وسقط خلال هذه الحرب الملايين من الصينيين من الجانبين. أما في الهند فقد انفجر الصراع الديني بين المسلمين والهندوس في كالكوتا، وفي غضون ثلاثة أيام فقط من صيف عام 1946، قُتل ستة آلاف وأُصيب 15 ألفاًً بجراح.

ولعل الجرائم الجماعية التي اقترفها الرئيس السوفييتي الأسبق الجنرال جوزيف ستالين كانت الأشد إرهاباً في تاريخ الإنسانية، حيث قُتل الملايين تنفيذاً لأوامره الشخصية المباشرة. وهُجر عشرات الملايين بعد أن اقتُلعوا عنوة وبالقوة العسكرية من مدنهم وقراهم ونُقلوا في «عربات الخراف» إلى معسكرات «غولاك» في سيبيريا.. وهي معتقلات أشد هولاً من تلك التي عرفتها ليبيا وسوريا.

وفوق ذلك، عانت أوروبا من حروب أهلية في إسبانيا وفي اليونان سقط فيها عشرات الآلاف من الضحايا، وهُدمت مدن وأُحرقت قرى ومزارع ومؤسسات ومعابد، تماماً كما حدث ويحدث اليوم في ليبيا وسوريا والعراق واليمن.

وفي كتابه التوثيقي عن الأعمال الإرهابية لمرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، يعترف المؤلف فيكتور سيبستيان بأنه منذ عام 1946 لم يعرف العالم حالة مشابهة للمآسي التي عرفتها الإنسانية بعد الحرب العالمية الثانية، سوى الحالة السورية، حيث قتل أكثر من ثلاثمائة ألف سوري حتى الآن، وأجبر الملايين على الهجرة.

بعد الحرب العالمية الثانية ذاقت مناطق متعددة من أوروبا طعم المجاعة التي تعاني منها مدن عديدة اليوم في سوريا والعراق، كان الناس يأكلون القطط والكلاب! وكان الإيمان بقدرة أوروبا على الوقوف على قدميها من جديد ضعيفاً جداً.. بل وحتى معدوماً، كما يقول المؤرخ سيبستيان في كتابه. إلا أن الخوف من الشيوعية ومن التوسع السوفييتي، أطلق الهمم الأوروبية لإعادة البناء انطلاقاً من مشروع مارشال.

إن ما يجري اليوم ليس سوى صورة جديدة مصغرة عن التجربة الإرهابية الكبرى التي عرفتها المجتمعات الإنسانية خلال الحرب العالمية الثانية وبعدها.

المصدر | الاتحاد الظبيانية

  كلمات مفتاحية

الإرهاب الحرب العالمية الثانية الإسلام أمريكا مكافحة الإرهاب الحرب على الإرهاب

الإرهاب والإسلام

مكافحة الاستبـداد ومكافحة الإرهاب

لماذا ينتشر الإرهاب؟

ثنائيات قاتلة .. الدكتاتور أو الإرهاب!

في التقرير البريطاني .. التطرف‭ ‬والإرهاب‭ ‬بديلا‭ ‬للاعتدال‭ ‬الإسلامي

تركيا تطالب الأمم المتحدة بإدراج «بي كا كا» و«ب ي د» على قائمة «الإرهاب»

حول الاتهام بالإرهاب

الإرهاب بين المعنى والمصطلح

حقيقة الإرهاب وكذبة المقاومة

«القدس العربي»: هل هناك إرهاب إسلامي .. ويهودي ومسيحي؟