فلسطينيات تحلقن رؤوسهن بسبب ندرة المياه في غزة.. غسل الشعر رفاهية

السبت 10 فبراير 2024 09:36 ص

عمدت نسوة فلسطينيات إلى حلق شعورهن بسبب ندرة المياه المتوفرة لغسله، ما أجبرهن على حلاقته تفاديا للإصابة بالأمراض الجلدية والفطريات، حسبما كشف تقرير نشره موقع "ميدل إيست آي" البريطاني.

ويسري الأمر بالطبع على الرجال والصبية، لنفس السبب، كما يقول التقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد".

وينقل التقرير قصة امرأة فلسطينية تدعى نسرين، وتبلغ من العمر 49 عاما، وهي أم لستة أطفال، وتقول إنها اضطرت إلى مغادرة منزلها في خان يونس في 13 كانون الأول/ديسمبر، مع اشتداد الغزو البري الإسرائيلي للمدينة.

وقد لجأت منذ ذلك الحين إلى مدرسة قريبة تابعة للأمم المتحدة، ثم إلى خيمة مؤقتة، مع قلة إمكانية الحصول على المياه الصالحة للشرب أو مياه التنظيف.

حلق الشعر تفاديا للأمراض الجلدية

وقالت المرأة لموقع "ميدل إيست آي" من خيمتها في منطقة المواصي: "اضطررت إلى حلق رأسي، لأنه ليس لدي ماء لغسل شعري".

وأضافت: "لقد فعلت الشيء نفسه أيضًا مع ابنتي البالغة من العمر 16 عامًا وابني البالغ من العمر 12 عامًا لحمايتهم من أمراض فروة الرأس حيث أصيب أصدقاؤهم بسعفة فروة الرأس".

وتابعت: "حلق الرأس قرار مؤلم لأي امرأة، ولكننا مجبرون على القيام به".

ويقول التقرير إنه قبل الحرب كان أكثر من 96% من إمدادات المياه في غزة تعتبر "غير صالحة للاستهلاك البشري"، بسبب الحصار الإسرائيلي على غزة منذ عام 2007.

قطع إمدادات المياه

لكن الوضع تفاقم بعد قرار الحكومة الإسرائيلية بقطع إمدادات المياه عن قطاع غزة بأوامر من وزير الطاقة إسرائيل كاتس في 9 أكتوبر.

بالإضافة إلى ذلك، استولى جيش الاحتلال الإسرائيلي على غالبية محطات تحلية المياه في الجزء الشمالي من غزة بحلول 30 أكتوبر/تشرين الأول، وفي الجزء الجنوبي من مدينة غزة بحلول 1 نوفمبر/تشرين الثاني، وفقًا لصور الأقمار الصناعية الصادرة عن Planet Labs PBC.

وقالت نسرين: "ليس لدينا مياه جارية ضرورية للتنظيف والاستحمام وغسل الملابس".

وأضافت، وهي تصف حياتها قبل الحرب: "كنت أقضي ثلاث أو أربع ساعات في الطابور، في انتظار ملء جالون من الماء من بئر في منزل جيراننا لاستخدامه في التنظيف".

وفي مدرسة الشيخ جابر التابعة للأمم المتحدة، حيث كانت تأوي قبل أن تنتقل إلى خيمتها الحالية، كان الوضع رهيباً.

الاصطفاف أمام المراحيض

وقالت: "لقد اصطفينا لساعات لاستخدام المراحيض، ولم لكن لم يكن لدينا ما يكفي من الماء للاستحمام ولا الشامبو."

لكن نسرين اضطرت إلى الهروب من المدرسة بعد أن اقتربت دبابات الاحتلال من المنطقة وألقت منشورات للنازحين لإخلاء المدرسة.

والآن، عندما تحصل على بعض الماء، تقول نسرين إنها تستخدمه للطهي أو الشرب.

وأضافت: "الشرب والبقاء على قيد الحياة هو بالطبع أولوية أعلى من غسل الشعر".

وأوضحت أن الماء الوحيد المتاح للغسيل والاستحمام هو مياه البحر.

المياه "سلاح حرب"

وتقول زينب الشواف، طبيبة عامة من رفح، إن عدم العناية بالشعر وغسله قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض مثل الثعلبة، وسعفة فروة الرأس، والالتهابات البكتيرية، مما يؤدي في النهاية إلى ظهور خراجات الشعر.

وقالت لموقع "ميدل إيست آي": "تنبع هذه الأمراض من عدم كفاية ممارسات النظافة والعناية بالشعر، ونقص العناصر الغذائية الأساسية مثل حمض الفوليك والكورتيزون، وتدهور الصحة النفسية والعقلية للأشخاص المتضررين".

وأضافت: "هذه الأمراض تسبب الحكة، مما يؤدي إلى اعتلال الغدد الليمفاوية وخلق بيئة رطبة تساعد على نمو البكتيريا، مما يؤدي إلى ظهور القيح في فروة الرأس والمزيد من تساقط الشعر".

وتشير الشواف إلى أن النقص في الأدوية في قطاع غزة يزيد من تفاقم المشكلة، مردفة: "لدينا فقط أدوية مضادة للجراثيم واسعة النطاق متاحة لمختلف الأمراض. ليس لدينا أي أدوية لعلاج القمل المنتشر بين الأطفال مثلاً".

بدورها، حذرت منظمة الصحة العالمية من خطر انتشار الأمراض المعدية في غزة نتيجة استهلاك المياه الملوثة، إلى جانب اكتظاظ مراكز إيواء النازحين وانهيار النظام الصحي بشكل عام.

وقالت المنظمة إن قرار إسرائيل بقطع إمدادات الوقود عن القطاع أدى إلى إغلاق محطات تحلية المياه وتعطيل جميع عمليات جمع النفايات الصلبة، مما خلق بيئة خصبة للحشرات والقوارض التي يمكن أن تنقل الأمراض.

وحذرت جولييت توما، المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، من أن "المياه تستخدم كسلاح حرب" خلال الصراع الحالي.

المصدر | ميدل إيست آي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

غزة فلسطينيات المياه في غزة حرب غزة حصار غزة حلق الشعر نساء غزة

حماس تعلق على البيان الأممي حول الانتهاكات ضد الفلسطينيات