بطفلة قتيلة ومجاعة وشيكة.. كابوس إبادة غزة يخيم على واشنطن

الأربعاء 14 فبراير 2024 12:00 م

تخيم عملية إبادة قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بوساطة آلة الحرب الإسرائيلية المدعومة أمريكيا، على واشنطن بين بحث عن العدالة لطفلة قتلها إسرائيل بدم بارد ومساعٍ لتجنب مجاعة وشيكة تهدد 2.4 مليون فلسطيني.

هذه الصورة المأساوية رسمها ريان جريم، في تقرير بموقع "ذا إنترسبت" الأمريكي (The Intercept) ترجمه "الخليج الجديد"، مشيرا إلى قصة مقتل الطفلة الفلسطينية هند رجب (6 سنوات) بنيران إسرائيلية.

وقال جريم إنه في 29 يناير/كانون الثاني الماضي، صعدت هند إلى سيارة مع خالتها وعمها وأبناء عمومتها، بحثا عن مكان آمن، لكنهم تعرضوا لإطلاق نار من الجيش الإسرائيلي، فاتصلت ابنة عمها بالهلال الأحمر طالبة إنقاذهم، لكن انقطعت المكالمة بعد أن قُتلت مع بقية أفراد العائلة.

وتابع: لم تبق على قيد الحياة إلا هند، فاتصلت بالهلال الأحمر مجروحة متوسلة لإنقاذها، وبعد أن منحت إسرائيل رجال الإسعاف الفلسطينيين الإذن، انطلق اثنان منهم بحثا عن هند، لكن بعد أيام من مصير مجهول عثُر على هند ورجلا الإسعاف قتلى.

وأردف: "أسرت حياة هند وموتها وشجاعتها وخوفها العالم أجمع، وكان مقتلها جريمة حرب، ولا يستطيع الجيش الإسرائيلي التنصل من مسؤوليته، فقد كان على تواصل مع الهلال الأحمر، وبالتالي يعرف الإحداثيات الدقيقة لإنقاذ طفلة صغيرة".

أسلحة أمريكية قاتلة

وخلال مؤتمر صحفي أول أمس الإثنين، قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر: "طلبنا من السلطات الإسرائيلية التحقيق في الحادث بشكل عاجل، ونتوقع أن نرى تلك النتائج في الوقت المناسب وأن تتضمن إجراءات المساءلة".

وتحدث صحفي عن أن الأسلحة الأمريكية يبدو أنها متورطة في مقتل هند، وسأل عما إذا كان ذلك مصدر قلق لواشنطن، فأجابه ميلر: "بغض النظر عن الأسلحة التي استُخدمت، فلا ينبغي أن يحدث ذلك".

ومشككا في احتمال تحقيق إسرائيل جديا في قتل هند، سأل مات لي، مراسل وكالة "أسوشيتد برس" عما إذا كانت الخارجية قد حصلت على أي نتائج بعد أن طالبت إسرائيل بالتحقيق في تفجير مقر الجامعة الإسلامية بغزة، فرد ميلر بأنهم لم يحصلوا على أي نتائج.

وهنا قال جريم متوجها إلى ميلر: "وجهة نظر مات هي أنك دعوت إسرائيل إلى إجراء الكثير من التحقيقات والمساءلة، لكن ليس لدينا دليل على أن تل أبيب تفعل ذلك".

وأجاب ميلر: "لا أستطيع أن أعد بالكثير، لكن يمكنني أن أعد بأننا لن ندع هذا الأمر يهدأ".

وبحسب جريم فإنه "لو لم يحرق الجيش الإسرائيلي سيارة الإسعاف التي أُرسلت لإنقاذ هند، لكانت لا تزال تواجه تحدي المجاعة".

أطفال يموتون جوعا

وفي اليوم نفسه الذي عُقد فيه المؤتمر الصحفي، ألقى السيناتور الديمقراطي كريس هولين، خطابا استثنائيا في قاعة مجلس الشيوخ، انتقد فيه حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتعمدها منع المساعدات عن المدنيين الفلسطينيين.

وزار هولين والسناتور جيف ميركلي الجانب المصري من معبر رفح البري مع غزة، قبل حوالي خمسة أسابيع، وعاد غاضبا من مماطلة إسرائيل في إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع الذي تحاصره منذ 17 عاما.

وفي قاعة المجلس، قال هولين إنه سمع مؤخرا تقارير تفيد بأن الأطفال أصبحوا الآن يموتون من الجوع.

وأرسل هولين رسالة نصية إلى رئيسة برنامج الأغذية العالمي، سيندي ماكين، وسألها عما إذا كانت الشائعات صحيحة، فرد: "هذا صحيح، فنحن غير قادرين على الحصول على ما يكفي من الغذاء لإبعاد الناس عن حافة المجاعة الوشيكة".

هولين تابع: "الأطفال في غزة يموتون الآن بسبب الحرمان المتعمد من الطعام، وهذه جريمة حرب، ما يجعل مرتكبيها مجرمي حرب".

وعلى الرغم من ذلك صوّت هولين لصالح إرسال نحو 14 مليار دولار إلى إسرائيل؛ لأن مشروع القانون يتضمن أيضا 60 مليار دولار لجهود الحرب في أوكرانيا والمساعدات الإنسانية للسودان وغزة وأوكرانيا وتايوان، بقيمة إجمالية 95 مليار دولار.

وحتى مع تصويته مرغما لصالح دعم مَن وصفهم بـ"مجرمي الحرب" (قادة إسرائيل)، شدد هولين على أن أموال المساعدات لن تكون ذات قيمة للفلسطينيين، إذا لم يسمح نتنياهو بدخولها، مناشدا بايدن الضغط عليه.

المصدر | ريان جريم/ ذا إنترسبت- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

حرب غزة هند رجب مجاعة إسرائيل أمريكا أسلحة

واشنطن تطالب إسرائيل بالتحقيق في وفاة الطفلة الفلسطينية هند رجب

الجوع ينهش أجساد سكان شمال غزة.. الأعلاف ملاذهم الأخير (فيديو)