جبهة الشمال تشتعل.. قصف متبادل بين إسرائيل وحزب الله وتوعد بالمزيد وشكوى في مجلس الأمن

الخميس 15 فبراير 2024 03:01 م

تواصل القصف المتبادل بين إسرائيل و"حزب الله" على الحدود اللبناني مع دولة الاحتلال، وسط تحذيرات أممية من أن استهداف المدنيين تندرج تجت "جرائم الحرب"، وتوعد الحكومة اللبنانية بتقديم شكوى عاجلة ضد إسرائيل إلى مجلس الأمن الدولي.

ووفق الدفاع المدني في جنوب لبنان، فإن عدد الشهداء المدنيين الذين ارتقوا بسبب هجمات إسرائيل خلال الـ24 ساعة الماضية، ارتفع إلى 9 أشخاص، في وقت أصيب العشرات في غارات إسرائيلية عدة على بلدات جنوب البلاد، كما نعى حزب الله 3 من مقاتليه قضوا في الغارات.

وأعلنت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية ارتفاع عدد القتلى بالغارة الإسرائيلية التي استهدفت مدينة النبطية إلى 7 أشخاص.

ونفذت الغارة بطائرة مسيّرة أطلقت صاروخين على أحد المباني السكنية في حي المسلخ بالمدينة الواقعة جنوبي لبنان، وتعمل فرق الإنقاذ على البحث عن ضحايا محتملين بين الركام.

ونقلت "رويترز" عن مدير مستشفى و3 مصادر أمنية لبنانية أن 11 مدنيا، بينهم 6 أطفال، استشهدوا في وابل من الضربات الإسرائيلية على قرى في جنوب لبنان، الأربعاء.

وأفاد شهود عيان بتجدد الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان، حيث شنت القوات الإسرائيلية غارتين على منطقة اللبونة في القطاع الغربي.

وشنت المقاتلات الإسرائيلية كذلك سلسلة غارات جوية على بلدتي الصوانة وعدشيت ومحيط بلدة الطيبة وعلى بلدات في إقليم التفاح، كما قصفت المدفعية الإسرائيلية محيط عدة بلدات حدودية، وذلك عقب الهجوم الصاروخي لـ"حزب الله" على قواعد عسكرية بمحيط مدينة صفد، صباح أمس.

من جهته، قال رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله هاشم صفي الدين إن "العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان لن يمر دون رد، وهذا الرد سيكون بالمستوى المطلوب والمناسب"، وفق تعبيره.

كما توعد القيادي بجماعة "حزب الله" والنائب البرلماني حسن فضل الله، إسرائيل بدفع الثمن، بعدما أسفرت غارات على جنوب لبنان في اليوم السابق عن استشهاد مدنيين نصفهم من الأطفال.

ولاحقا، قال "حزب الله" إنه أصاب موقعا عسكريا إسرائيليا في مزارع شبعا المحتلة.

وأضاف في بيان، إنه أصاب بأسلحة مناسبة "‏التجهيزات التجسسية في موقع رويسات العلم في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة".

وأفاد الحزب باستشهاد 2 من عناصره في المواجهات مع إسرائيل.

وبذلك يرتفع عدد شهداء "حزب الله" إلى 196.

ولم يتطرق بيان "حزب الله" المقتضب إلى الغارات التي قال الجيش الإسرائيلي إنه شنها، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي، مهاجمة عشرات الأهداف لـ"حزب الله" في لبنان.

وأضاف جيش الاحتلال في بيان: "على مدار الساعات الأخيرة، هاجم الجيش الإسرائيلي عشرات الأهداف التابعة لحزب الله على أرض لبنان".

وأوضح أن طائرات مقاتلة هاجمت مواقع إطلاق (لصواريخ) ومبانٍ عسكرية وبنى تحتية تابعة لـ"حزب الله" في منطقتي وادي السلوقي ولبونة (جنوب).

و"خلال ساعات الليل، تمت مهاجمة مبنى عسكري تابع للمنظمة (حزب الله) في منطقة الطيبة"، وفقا للبيان.

فيما أقرت القناة "12" العبرية، بإطلاق 4 صواريخ من لبنان على شمالي إسرائيل.

وقالت القناة إن مسلحين في لبنان أطلقوا 3 صواريخ مضادة للدبابات باتجاه منطقة شيتولا في الجليل الغربي، كما تم إطلاق صاروخ على "جبل دوف" (مزارع شبعا) دون وقوع إصابات.

في غضون ذلك، أعلنت الحكومة اللبنانية، الخميس، أنها تعتزم تقديم شكوى عاجلة ضد إسرائيل إلى مجلس الأمن الدولي.

وقال رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي في بيان: "إزاء تمادي العدوان الإسرائيلي وسقوط الشهداء والدمار الهائل الذي يسببه العدوان، تشاورت مع وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب في الوضع، وطلبت تقديم شكوى جديدة عاجلة ضد إسرائيل إلى مجلس الأمن الدولي".

وأدان ميقاتي "العدوان الإسرائيلي المتمادي على جنوب لبنان والمجازر الجديدة التي يرتكبها في حق المواطنين اللبنانيين".

وأضاف ميقاتي "في الوقت الذي نشدد على التهدئة وندعو جميع الأطراف إلى الالتزام بعدم التصعيد، نجد العدو الإسرائيلي يتمادى في عدوانه".

والأربعاء، قُتلت جندية إسرائيلية وأصيب 8 عسكريين بعضهم في حالة حرجة، إثر قصف بالصواريخ من الجانب اللبناني استهدف قواعد عسكرية في محيط مدينة صفد.

وارتفع بذلك عدد القتلى الإسرائيليين المدنيين والعسكريين في المناطق الحدودية مع لبنان إلى 18.

وقد أكد الجيش الإسرائيلي وقوع القصف، مشيرا إلى أنه هاجم مصدر إطلاق الصواريخ، وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن عدد الصواريخ بلغ 8، وأن الهجوم هو الأخطر في الجبهة الشمالية منذ اندلاع الحرب.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه استكمل موجة غارات واسعة النطاق على مواقع في لبنان، منها أهداف لقوة الرضوان التابعة لحزب الله، وأضاف أنه استهدف مواقع في جبل البريج وكفر حونة وكفر دونين وعدشيت والصوانة، من بينها مبان عسكرية وغرف عمليات.

من جانبها، أكدت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "يونيفيل"، أن الهجمات التي تستهدف المدنيين تمثل "انتهاكات للقانون الدولي وجرائم حرب"، غداة مقتل 7 مدنيين بينهم أطفال، في غارة إسرائيلية على بناية سكنية جنوب لبنان.

وقال متحدث "يونيفيل" أندريا تيننتي، في تصريح نشرته وكالة الأنباء اللبنانية (رسمية): "شهدنا خلال الأيام القليلة الماضية تحولا مثيرا للقلق في تبادل إطلاق النار، بما في ذلك استهداف مناطق بعيدة عن الخط الأزرق (الفاصل بين لبنان وإسرائيل)".

وفي وقت سابق، قال الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس إن المسؤول عن إطلاق الصواريخ من لبنان ليس حزب الله فقط، بل الدولة اللبنانية التي تسمح بإطلاق النار من أراضيها، متوعدا بأن "الرد سيأتي قريبا وبقوة".

وأعلن رئيس هيئة الأركان العسكرية الإسرائيلية هرتسي هاليفي أن الجيش "متأهب لحرب شاملة إذا اقتضت الضرورة لتحقيق الهدوء وإعادة سكان الشمال إلى منازلهم، وخلق واقع أمني جديد في المنطقة".

من جهته، قال وزير الدفاع الأسبق المعارض أفيغدور ليبرمان، إن مجلس الحرب الإسرائيلي قد استسلم لـ"حزب الله"، وإن الخطوط الإسرائيلية الحمراء أصبحت "راية بيضاء"، وذلك في انتقاد واضح لبنيامين نتنياهو وحكومته.

أما وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير فأعلن غاضبا أن ما يجري من لبنان هي حرب فعلية، وأنه قد آن الأوان لترك الفرضية المعمول بها والتعامل مع ما يجري على أنه حرب حقيقية.

وتحدث الإعلام الإسرائيلي عن إخفاق القبة الحديدية في التصدي للهجوم الصاروخي الذي استهدف القيادة الشمالية وقاعدة عسكرية في صفد، وقاعدة جوية في ميرون.

وذكر موقع "واللا" العبري، أن الجيش الإسرائيلي يواجه انتقادات لاذعة لمنظومة دفاعه الجوي بسبب إخفاقها في صد الهجوم.

وأعلن الجيش الإسرائيلي من خلال جبهته الداخلية فجر اليوم عن إغلاق عدة محاور رئيسية للطرق والشوارع المتاخمة للحدود مع لبنان، وحظر الحركة عليها، نظرا لتصاعد التوتر في المنطقة.

وعلى وقع حرب إسرائيلية مدمرة على قطاع غزة، تشهد الحدود الإسرائيلية اللبنانية منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تبادلا لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي من جهة، وحزب الله وفصائل فلسطينية من جهة أخرى، أدى إلى سقوط قتلى وجرحى على طرفي الحدود.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى الخميس نحو 28 ألفا و663 شهيدا و68 ألفا و395 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، حسب السلطات الفلسطينية.

وللمرة الأولى منذ قيامها في عام 1948، تخضع إسرائيل لمحاكمة أمام محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة؛ بتهمة ارتكاب جرائم "إبادة جماعية" بحق الفلسطينيين.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

لبنان جنوب لبنان إسرائيل فلسطين المقاومة حزب الله

أضرار بمستوطنة كريات شمونة شمال إسرائيل جراء صواريخ حزب الله

نصرالله: العدوان الإسرائيلي تعمد استهداف المدنيين وردنا سيكون بالدم

صحيفة عبرية: حزب الله تجاوز كل الخطوط الحمراء وفرض معادلته على إسرائيل