نيويورك تايمز: إسرائيل نفذت هجمات على خطي أنابيب غاز رئيسيين في إيران

السبت 17 فبراير 2024 12:37 م

نفذت إسرائيل، هجمات على خطي أنابيب غاز رئيسيين في إيران هذا الأسبوع، مما تسبب في تعطيل تدفق الغاز إلى محافظات إيرانية يقطنها الملايين.

هكذا تحدث مسؤولون غربيون، وخبير استراتيجي إيراني، لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، عن هجمات على خطين رئيسين للغاز الطبيعي داخل إيران الأربعاء الماضي، مما أدى إلى تعطيل تدفق الحرارة وغاز الطهي إلى محافظات عدة يقطنها ملايين الأشخاص.

ووفق اصلحيفة، فإن الهجوم يمثل تحولا مثيرا في حرب سرية تخوضها إسرائيل وإيران، عن طريق الجو والبر والبحر والهجمات الإلكترونية على مدار سنوات.

وقال المسؤولات الغربيان (رفضا الكشف عن هويتهما) إن إن إسرائيل تسببت أيضاً في انفجار بمصنع للكيماويات على مشارف طهران الخميس، لكن مسؤولين محليين قالوا إن الانفجار ناجم عن حادث في خزان الوقود بالمصنع.

وتنقل خطوط الأنابيب الغاز من الجنوب إلى المدن الكبرى إلى الشمال؛ مثل طهران وأصفهان. يمتد أحد خطوط الأنابيب على طول الطريق إلى أستارا، وهي مدينة قريبة من الحدود الشمالية لإيران مع أذربيجان.

وقدّر خبراء الطاقة أن الهجمات على خطوط الأنابيب، التي يمتد كل منها لنحو 1200 كيلومتر أو 800 ميل، وتحمل ملياري قدم مكعب من الغاز الطبيعي يوميا، أدت إلى توقف حوالي 15% من إنتاج إيران اليومي من الغاز الطبيعي، مما جعلها هجمات شاملة على البنية التحتية الحيوية للبلاد.

ووفق المسؤولين الغربيين، فإن الهجمات الإسرائيلية على أنابيب الغاز "تطلبت معرفة تفصيلية بالبنية التحتية في إيران وتنسيقاً دقيقاً، خاصة وأن خطي الأنابيب أصيبا في مواقع عدة وفي نفس التوقيت".

ووصفها مسؤول غربي، بأنها "ضربة رمزية كبيرة"، يسهل على إيران إصلاحها، وتسبب ضررا ضئيلا نسبيا للمدنيين.

ودأبت إسرائيل على استهداف المواقع العسكرية والنووية داخل إيران، واغتالت علماء ومسؤولون عن المشروع النووي الإيراني، داخل البلاد وخارجها، كما شنت هجمات إلكترونية لتعطيل الخوادم التابعة لوزارة النفط، مما تسبب في اضطرابات في محطات الوقود في جميع أنحاء البلاد.

إلا أن مسؤولين ومحللين أكدوا، أن تفجير جزء من البنية التحتية للطاقة في البلاد، يمثل تصعيداً في الحرب السرية، يفتح جبهة جديدة.

وكانت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" (رسمية)، قالت إن ما وصفته بانفجار "تخريبي"، وقع فجر الأربعاء الماضي بخط أنابيب الغاز بروجن-شهركرد في محافظة جهارمحال وبختياري في جنوب غرب البلاد، دون أن يسفر عن أي إصابات.

وفي وقت لاحق، أعلن المدير التنفيذي لشركة الغاز في محافظة جهارمحال وبختياري، عن إعادة تشغيل خط نقل الغاز في المنطقة التابعة لمدينة بروجن.

وقال وزير النفط الإيراني جواد أوجي، الجمعة: "كانت خطة العدو هي تعطيل تدفق الغاز بشكل كامل في الشتاء إلى العديد من المدن الرئيسية في بلادنا"، دون تقديم المزيد من التفاصيل.

ولفت الوزير الإيراني الذي لم يحمل إسرائيل مسؤولية الهجمات التي وصفها بـ"التخريبية والإرهابية"، إلى أن هدف الهجوم هو الإضرار بالبنية التحتية للطاقة في إيران وإثارة الاستياء الداخلي.

وتابع "توقعنا حدوث مثل هذه الأعمال التخريبية مع حلول ذكرى الثورة الإيرانية (في 11 فبراير/ شباط)، وسرعان ما أجرينا تغييرات في شبكة نقل الغاز لمواجهة هدف العدو، المتمثل في إحداث انقطاعات للغاز عن الأقاليم الكبرى".

ورفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التعليق.

وقال مسؤول في شركة الغاز الوطنية لوسائل الإعلام الإيرانية إن التخريب كان يهدف إلى إخراج حوالي 40% من قدرة نقل الغاز في البلاد.

ولا يزال من غير الواضح كيف ضُربت خطوط الأنابيب بطائرات دون طيار، أو متفجرات متصلة بالأنابيب، أو بعض الوسائل الأخرى.

وقال محللون إن البنية التحتية للطاقة في إيران استهدفت في الماضي، لكن تلك الحوادث كانت أصغر بكثير من حيث النطاق والحجم.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هذين التفجيرين، كما أن السلطات لم تُشِر إلى جهة بعينها.

فيما قال الخبير الإستراتيجي العسكري التابع للحرس الثوري، الذي مثله مثل المسؤولين الآخرين غير مخوّل بالتحدث علنا، إن الحكومة الإيرانية تعتقد أن إسرائيل تقف وراء الهجوم بسبب تعقيد العملية ونطاقها.

وأضاف أن الهجوم يتطلب بالتأكيد مساعدة عملاء داخل إيران لمعرفة مكان وكيفية الهجوم.

وأشار إلى أن خطوط الأنابيب الرئيسة في إيران، التي تنقل الغاز عبر مسافات شاسعة تشمل الجبال والصحاري والحقول الريفية، يحرسها حراس على طول الأنابيب.

وتابع أن الحراس يفحصون مناطقهم كل بضع ساعات، لذلك ربما يكون المهاجمون على علم بفواصل عملهم، عندما تظل المنطقة دون طيار.

من جانبه، يقول كبير محللي الطاقة في شركة كبلر هومايون فالكشاهي، إن مستوى تأثير الهجوم كان "مرتفعا جدا"، لأن خطي الأنابيب يتجهان من الجنوب إلى الشمال.

ويشير إلى أن الانفجارات كشفت عن مدى ضعف البنية التحتية الحيوية لإيران أمام الهجمات والتخريب، مؤكدا صعوبة حماية الشبكات الكبيرة من خطوط الأنابيب، دون استثمار المليارات في التقنية الجديدة.

أما شاهين مدرس، وهو محلل أمني مقيم في روما يركز على الشرق الأوسط، فيقول: "يظهر هذا أن الشبكات السرية العاملة في إيران وسعت قائمة أهدافها، وتقدمت إلى ما هو أبعد من المواقع العسكرية والنووية فقط".

ويضيف: "إنه تحدٍ كبير وضربة لسمعة وكالات الاستخبارات والأمن الإيرانية".

وتقول إيران إنها لا تريد حربا مباشرة مع الولايات المتحدة، ونفت تورطها في هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول ضد إسرائيل، أو الهجمات المختلفة ضد أهداف أمريكية وإسرائيلية في المنطقة منذ ذلك الحين.

لكن إيران تدعم وتسلح شبكة من الميليشيات الوكيلة التي تقاتل بنشاط ضد إسرائيل والولايات المتحدة، بما في ذلك الحوثيين في اليمن، وحزب الله في لبنان والمسلحين في العراق وسوريا.

كما قامت إيران بتسليح وتدريب حماس ومقاتلين فلسطينيين آخرين.

وتصاعدت الضربات والضربات المضادة في جميع أنحاء المنطقة في الأشهر الأخيرة.

وقتلت إسرائيل اثنين من كبار القادة الإيرانيين في سوريا، في حين ضربت الولايات المتحدة قواعد عسكرية مرتبطة بالحرس الثوري ووكلائه في العراق وسوريا، بعد مقتل 3 جنود أمريكيين في هجوم بطائرة بدون طيار.

كما عانت إيران من واحدة من أكبر الهجمات الإرهابية في تاريخها في يناير/كانون الثاني، عندما قتل مفجرون انتحاريون حوالي 100 شخص في كرمان خلال حفل تأبين للجنرال الكبير قاسم سليماني، الذي قتلته الولايات المتحدة قبل 4 سنوات.

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعدمت إيران 5 اتهمتهم بأنهم مخربون ولهم صلات بجهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد)، في حرب خفية مستمرة منذ عقود شهدت اتهام طهران لإسرائيل بشن هجمات على برامجها النووية والصاروخية، وهي اتهامات لم تؤكدها أو تنفها إسرائيل أبدا.

المصدر | نيويورك تايمز - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إيران إسرائيل خط غاز هجمات نتنياهو حرب

واشنطن بوست: إيران طلبت سرا من وكلائها عدم استفزاز أمريكا