«لوموند»: اتفاق ثلاثي بين «الأسد» وروسيا و«الدولة الإسلامية» لتقاسم عوائد «حقل توينان»

الجمعة 4 مارس 2016 08:03 ص

نشرت صحيفة «لوموند» الفرنسية تقريرا كشفت من خلاله النقاب عن صفقة السرية بين نظام «بشار الأسد» وروسيا وتنظيم «الدولة الإسلامية» لاستغلال «حقل توينان للغاز»، الذي يعتبر من أكبر حقول الغاز في العالم.

وفي تقريرها الذي نشرته على موقعها الإلكتروني، واطلع عليه «الخليج الجديد»، كتبت الصحيفة تقول: «على بعد نحو 75 كم من جنوب غربي محافظة الرقة، شمالي وسط سوريا، التي صارت بحكم الأمر الواقع عاصمة لتنظيم «الدولة الإسلامية» في البلاد، لا تزال شعلة من اللهب تخترق بنورها ظلام الليل الدامس في منطقة صحراوية نائية»، في إشارة إلى استمرار عمليات الانتاج في «حقل توينان»، ومنشأة صناعية ملحقة به.

وأضافت الصحيفة أن «حقل توينان» ظل «مستثنى من القصف والقتال الضاري في البلاد، باستثناء غارة نفذها التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، في بداية شهر ديسمبر/كانون الأول 2015؛ ما أدى إلى توقف عملية الإنتاج لفترة قصيرة قبل أن يستعيد الحقل نشاطه».

وتابع التقرير: «منذ ذلك الحين استفاد هذا المورد النفطي من كرم الأطراف المتحاربة؛ حيث كان محورا لاتفاق يشمل مسلحي تنظيم (الدولة الإسلامية) والنظام السوري».

ولفتت «لوموند» إلى أنه في أكتوبر/تشرين الأول 2014، أدان ناشطون من حملة «الرقة تذبح في صمت» عقد اتفاق بين النظام السوري وتنظيم «الدولة الإسلامية» لتقاسم عملية الانتاج في الحقل.

لكن تقريرا حديثا لمجلة «فورين بوليسي» كشف معطيات أخرى تظهر أن الصفقة شملت أيضا طرفا ثالثا يلعب دورا رئيسيا في عملية الإنتاج، وهو روسيا التي تمثلها شركة «ستروي ترانس غاز».

وذكرت «لوموند» أن صفقة «حقل توينان» تعود إلى فترة ما قبل الثورة السورية، وتحديدا في عام 2007 عندما عهد النظام السوري لشركة «ستروي ترانس غاز» ببناء منشأة استخراج الغاز من الحقل خلال 20 شهرا، مقابل عقد قيمته 160 مليون يورو.

وشمل الاتفاق المبدئي في حينها شركتي «ستروي ترانس غاز»، التي يملكها رجل الأعمال والملياردير الروسي «غينادي تيمشينكو»، وهو مقرب من «فلاديمير بوتين»، وشركة «هيسكو» السورية، التي يملكها «جورج حصواني»، رجل الأعمال المقرب من «بشار الأسد».

وأضافت الصحيفة أن العمل في بناء «حقل توينان» تأثر بمعطيات الحرب السورية والمعارك التي دارت حول محافظة الرقة؛ حيث توقف في مناسبة أولى بعد سيطرة «جبهة النصرة» على المحافظة في شهر يناير/كانون الثاني 2013، ثم في مناسبة ثانية بعد سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» عليها في يناير/كانون الثاني 2014.

وأفادت «لوموند» بأن صحيفة «تشرين»، التابعة للنظام السوري، نشرت في شهر يناير/كانون الثاني 2014، تقريرا تحدثت فيه عن اقتراب موعد تسليم «مجمع توينان» للنظام السوري، بعد أن بلغت الأشغال مرحلة متقدمة بنسبة 80 في المائة.

وأثنت «تشرين» في هذا التقرير على شركة «ستوري ترانس غاز» الروسية، واعتبرت أن «الشركات النفطية الروسية أثبتت قدرتها على التأقلم مع جميع الظروف، وهي تسعى إلى الحفاظ على مكانتها الاقتصادية في سوريا بشكل خاص».

لكن سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» على موقع بناء منشأة حقل توينان بعد أشهر من انتهاء أشغال بناءه أربكت النظام السوري، الذي أصبح في حاجة للتعامل مع شريك جديد، وتقاسم عائدات الغاز معه.

وذكرت الصحيفة أن النظام السوري لم يتردد في الدخول في مفاوضات مع تنظيم «الدولة الإسلامية»، بهدف الوصول على اتفاق يرضي كل الأطراف؛ حيث أنه يسعى لإرضاء شركائه الروس، وتنظيم «الدولة الإسلامية» الذي يبحث عن تمويلات لعملياته في سوريا.

وأضافت الصحيفة أن الاتفاق بين الطرفين ينص على تولي عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» حماية مجمع توينان، وتأمين وصول المواد الخام لمصافي النظام، بينما يتكفل النظام السوري بالاستعانة بمهندسين روس للقيام بأعمال الإدارة والصيانة، وفي المقابل يتم تقاسم الأرباح بينهما.

ويحصل تنظيم «الدولة الإسلامية» مقابل خدماته التي يقدمها للنظام السوري على مبلغ 72 ألف يورو شهريا، ويقوم بفرض ضرائب أو «جزية» على العمال الأجانب في حقل الغاز تسددها الشركة السورية المشرفة على الحقل؛ «هيسكو».

المصدر | الخليج الجديد + ترجمة عن صحيفة «لوموند»

  كلمات مفتاحية

سوريا بشار الأسد الدولة الإسلامية حقل توينان للغاز اتفاق

روسيا تضع يدها على مصادر الطاقة في سوريا

«فورين بوليسي»: تعاون نفطي بين روسيا و«الدولة الإسلامية» في سوريا

«أردوغان»: روسيا وإيران لا تحاربان «الدولة الإسلامية»

الطائرات الروسية و«الدولة الإسلامية» يهاجمون مقرات للجيش الحر شمالي سوريا

هل حان وقت معاقبة روسيا وإيران و«الدولة الإسلامية» بالنفط؟